أ. أسماء عسيري: ممارسة الترجمة تنمي المهارات اللغوية

تاريخ التعديل
5 سنوات 4 أشهر
أ. أسماء عسيري: ممارسة الترجمة تنمي المهارات اللغوية

عبير الشهراني

اعتبرت رئيسة قسم اللغة الإنجليزية بكلية العلوم والآداب بخميس مشيط، المحاضرة بالقسم والحاصلة على وسام المترجم المتميز الأستاذة أسماء أحمد عسيري، أن ممارسة الترجمة تنمي جميع المهارات اللغوية بدءا من استيعاب المقروء أوالمسموع مرورا بإثراء الذخيرة اللغوية وانتهاء بالكتابة أو التحدث، مؤكدة في حوار خاص مع «آفاق» أن الترجمة تسهم في توسيع آفاق المرء وتدفعه للتنقل بين عدة علوم ومجالات ليرتشف من كل بحر قطرة.

منصة أثرى
وحول إسهاماتها في الترجمة بينت الأستاذة أسماء، أن لها مساهمات متفرقة مع عدد من منصات الترجمة معظمها لم ير النور بعد، حتى وجدت ضالتي في منصة أثرى للترجمة التي أدين لها ولمؤسسها الأستاذ رشاد حسن، بعظيم الشكر ووافر الامتنان لما تعلمته منهم ومعهم.
ولعل أبرز ما يميز منصة أثرى عن غيرها هو أنها تستهدف القارئ النخبوي المثقف فلا يترجم فيها إلا ما يستحق الترجمة، وما يثري المحتوى العربي مع العناية الفائقة بجودة الترجمة.

هوس الترجمة
وحول مسيرتها الأكاديمية كشفت أنها لا زالت في بداية مشوارها الأكاديمي؛ ولكنها حتى الآن تنقلت بين ثلاثة أطوار حيث قالت «بدأت رحلتي الجامعية بتعلم اللغة الإنجليزية بمهاراتها المختلفة ومجالاتها المتنوعة ما بين الأدب واللغويات والترجمة، ومن ثم تعليمها أثناء عملي معيدة في القسم، ثم تخصصت أثناء مرحلة الماجستير في الترجمة، فأنصب جل اهتمامي على الترجمة بدراساتها واستراتيجياتها حتى أصبحت هوسا، لا أرجو له شفاء.
ثم خلال السنتين الماضيتين توليت رئاسة القسم فكرّست جل وقتي ومعظم جهدي للعمل الإداري؛ ولعلي استغل هذه الفرصة لأتقدم بوافر الشكر لكل من منحني هذه الثقة، سعادة  الدكتورة سراء أبو ملحة التي كانت ولا تزال خير معين لي في أداء مهام القسم وسعادة الدكتورة سلطانة الشهراني التي وهبتني من وقتها وخبرتها الكثير».

معاجم أحادية اللغة
وأكدت أن على الطلبة المبتدئين في دراسة اللغة الإنجليزية التركيز على المهارات الاستقبالية، والتي تعني استيعاب المقروء والمسموع ثم الانتقال بعد ذلك للمهارات التعبيرية وهي الكتابة والتحدث مع الحرص على العناية بقواعد اللغة ومفرداتها.
وقالت «أعتقد بأن الجميع يدرك مدى أهمية حفظ مفردات جديدة ومراجعتها لكن أود أن أشير إلى أن المفردات ينبغي أن لا تدرس مجردة من سياقها فالمفردات لا تتضح دلالاتها  إلا من خلال السياق وأنوّه على ضرورة الرجوع للمعاجم أحادية اللغة عند دراسة المفردات ليتعرف المتعلم على المفردة بتفاصيلها والمقصود أي نوعها وطريقة نطقها ومعانيها واستخداماتها وإلى آخره».

مرحلة الغضارة الفكرية
وحول تجربة العمل الأكاديمي أكدت أن البيئة الأكاديمية بيئة محفزة للفرد على البحث والدراسة والاطلاع والقراءة، وشددت على ضرورة أن يستثمر كل طالب فترة دراسته الجامعية معتبرة أن هذه المرحلة في حياته هي مرحلة الغضارة الفكرية في مجال التخصص، حيث يحاط فيها بأساتذة متخصصين وزملاء يشاركونه التخصص والاهتمام وموظفين يتولون خدمته وتلبية احتياجاته وموارد داعمة من مكتبات ومعامل ومجلات وأنشطة ودورات.
وقالت: «يجب على الطالب أن يتزود منها زادا يؤهله لمواجهة الواقع بعد التخرج والمنافسة في سوق العمل».

مناجم قوة
وعن علاقتها بالطالبات قالت «أنا أؤمن بأنه يستحيل إرضاء الجميع وكسب ودّهن لكن كل ما آمله أن يحدث كل مقرر تدرسه الطالبة فارقا ملحوظا في حصيلتها العلمية، وألا تخرج منه صفر اليدين وأعلم يقينا أن لدى كل طالبة مناجم قوة لم يُنقّب عنها بعد؛ لذا دائما ما أرفع سقف توقعاتي وانتظر من طالباتي بذل المزيد.
ولعلّي هنا أنتهز الفرصة لأقول لهن: لا شيء يبهجني كما تفعل تلك الرسائل الخجولة التي تبعثنها خفية بين الفينة والأخرى فلا تبخلن علي فيها بجميل النصح وسديد الرأي».

اللغة الأم هويتك
واعتبرت أن المترجم أكثر الناس شغفا باللغة وأشدهم غيرة عليها مؤكدة أنه لا بد أن يولي اللغة الأم أضعاف العناية التي يوليها للغة الثانية، لافتة إلى أن اللغة الأم هي الهوية وضياعها يجعلنا مسخا ثقافيا، «مذبذبين بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء».
وأضافت «الترجمة برأيي تعد الحلقة الأخيرة من سلسلة تعلم اللغة فلا يمكن لمتعلم اللغة أن يمارس الترجمة إلا بعد أن يجيد اللغة ويبرع فيها، وأود أن أنوّه هنا على أن مجرد إتقان المتعلم للغتين لا يؤهله بالضرورة لممارسة الترجمة فالترجمة ليست نقلا حرفيا للنص بل نقلًا لمعنى النص وروحه وهذا تحكمه معايير كثيرة كنوع النص وهدفه وثقافة المتلقي وغيرها مما لا يتسع المجال لذكرها».

مقولة غازي القصيبي
وحول تجربة العمل الإداري أكدت أنه قفز بخبراتها قفزات هائلة لم تكن تتوقع أن تكتسبها خلال فترة وجيزة، مشيرة إلى أنها اعتنقت خلال عملها مقولة للدكتور الراحل غازي القصيبي، رحمه الله، وهي «على المرء أن يرضي ضميره وأن يؤدي واجبه فإن جاءت الشعبية بعد ذلك فبها ونعمت. أما إذا تناقضت متطلبات الشعبية مع متطلبات الواجب فيجب أن تكون للواجب الأولوية المطلقة».

سفيرات للجامعة
وحول خطتها للأعوام القادمة في الجانبين الإداري والأكاديمي كشفت عن سعيها مع الكادر الأكاديمي في القسم إلى تطبيق الاستراتيجيات الحديثة في التعلم الجامعي والتي لا تشرك الطالب في العملية التعليمية فحسب، بل تجعله محورها، مشددة على ضرورة أن يزود الأستاذ طلابه بخارطة الملاحة وأن على الطالب أن الطريق.
وقالت «نهدف إلى تخريج طالبات ذوات مستوى علمي متميز وقادرات على الانخراط في بيئة العمل بكفاءة ومؤهلات لمنافسة نظيراتهن من خريجات الجامعات الأخرى. وقبل كل ذلك سفيرات للجامعة يمثلنها في كل محفل خير، فهن عدة المستقبل وآمال الوطن معقودة عليه».

امتنان
واختتمت حديثها قائلة «بالغ الامتنان لزميلاتي من الكادر الأكاديمي والإداري في القسم على تعاونهن الدائم وتجاوبهن مع كل ما يخدم العملية التعليمية، وأسأل الله لهن توفيقا وسدادا يعقبه فلاحا».