الأستاذة غدي الشمراني: غياب التخصصات الدقيقة في الأحياء يمثل عائقا أمام طالباتنا

تاريخ التعديل
5 سنوات شهر واحد
الأستاذة غدي الشمراني: غياب التخصصات الدقيقة في الأحياء يمثل عائقا أمام طالباتنا

درة الحمادي

أكدت المعيدة بقسم الأحياء بكلية العلوم الأستاذة غدي الشمراني، أن غياب التخصصات الدقيقة في الأحياء بجامعة الملك خالد يعد عائقا أمام الطالبات مبينة أن الطالبة بعد دراسة أربع سنوات تتخرج لتحمل درجة بكالوريوس أحياء عامة، لافتة إلى أنه على الرغم من كونها ستملك ثقافة ومعلومات أشمل من المتخصصات؛ إلا أنه لن يكون لديها العلم الكافي في مجال محدد، كما أن الأفضلية في الوظائف ستكون لمن لديهن تخصصا دقيقا يناسب تلك الوظيفة. وكشفت من خلال الحوار الذي أجرته معها «آفاق» أن تدريس درجة البكالوريوس في الأحياء باللغة العربية، وتدريس الماجستير بالإنجليزية يزيد من صعوبة دراسة الماجستير، ويخلق عدة صعوبات لدى الطالبة ويضيع مجهودها في تعلم اللغة بدلا من التركيز على الدراسة.

عملت في عدة  مجالات أكاديمية وصحية، ما أهمية ذلك في تطوير الجانب القيادي لديك؟ 
في الحقيقة لم أكن إنسانة قيادية منذ صغري، ولم أكن تابعة كذلك، إلا أنني رأيت الكفاءة بالقائدة التي أعمل معها، وإن لم أر الكفاءة فإنني الجأ عادة إلى العمل وحيدة أو مع مجموعة أضمن قائدتها أو سأكون أنا من تقود هذه المجموعة، وعندما أفعل فقلما أفشل والحمد لله، وبسبب اختلاف المجالات التي جربت العمل بها رأيت تأثير ذلك إيجابيا على قيادتي، فخبرتي زادت مع كل تجربة جديدة أعيشها.
وبالتأكيد ثقتي بنفسي ازدادت كذلك، ومن أهم الصفات الأساسية لنجاح أي قائدة، الأخذ والعطاء، أي الرأي ليس رأيها دائما ولا من سيعمل معها، فالنصف بالنصف لإرضاء الطرفين، فلا عمل سينجح بإتقان مع قائدة غير مرنة وكل الرأي السديد تراه رأيها.

من خلال عملك في إدارة المحاضرات والتجارب المخبرية بالجامعة هل واجهتي صعوبة في إدارة القسم من حيث التنظيم؟
لم أواجه مشكلات مع المحاضرات والتجارب المخبرية، فهذا ما اعتدت الدراسة فيه، والتدريس به فيما بعد، فكان التنظيم بينها أمرا هيّنا ولله الحمد والمنة. وما واجهت صعوبة فيه هو التنسيق بينها وبين شغلي كرائدة نشاط القسم، فهذه أول مرة أكون مسؤولة عن شيء مهم خارج عملي كأستاذة، لكن مع توجيه وارشادات رائدة النشاط بالسنة الماضية أ. منار السنيدي ووقوف رئيسة القسم عبير الأحمري وزميلاتي بالقسم معي دائما، أصبح الموضوع أسهل، ما زلت أواجه الصعوبات حتى الآن؛ لكن أتمنى مع الوقت أن أعتاد عليها.
تشجيع مساعدة العميد الدكتورة بدرية السرحاني والوكيلة الدكتورة منال القرني سأضعه نصب عيني في أي عمل قادم لنادي الأحياء بإذن الله تعالى.

لا يوجد تخصصات دقيقة للأحياء في الجامعة،  فهل ترين ذلك معوقا من الناحية التوظيفية للطلاب وطالبات القسم؟
نعم بالتأكيد أجد ذلك عائقا أمام طالباتنا، فبعد اجتهاد أربع سنوات تتخرج الطالبة من جامعة الملك خالد بمسمى بكالوريوس أحياء عامة، صحيح سيكون لديها ثقافة ومعلومات أشمل من الطالبات المتخصصات من الجامعات الأخرى، لكن لن يكون لديها العلم الكافي بمجال معين محدد حتى تستطيع التركيز عليه وتطوير نفسها فيه علميا وعمليا.
لذلك عندما يتوجهن للتقديم في وظائف معينة فبالتأكيد ستكون الأفضلية لمن لديها التخصص الدقيق الذي تريده تلك الوظيفة، ما أتمناه بالمستقبل القريب هو تخصيص طالباتنا بالقسم بشكل أدق حتى لا يفقدن الفرصة في وضع بصمتهن في تطوير أمتنا العربية في الأجيال القادمة.

تدرس درجة البكالوريوس في علم الأحياء إلا ما قل باللغة العربية وتدرس الدراسات العليا باللغة الإنجليزية فهل ترين ذلك تناقضا، وما هي الحلول لذلك؟
نعم، أجد في ذلك تناقضا شديدا. وهذا يزيد من صعوبة دراسة الماجستير، أي يصبح لدى الطالبة عدة صعوبات، فلا تستطيع وضع كل مجهودها في الدراسة وفهم المعلومات الجديدة، بل سيضيع نصف مجهودها في تعلم اللغة ومصطلحاتها المختلفة تماما. صحيح أنا معتزة باللغة العربية لأبعد درجة لكن للأسف الشديد التطور العلمي بالخارج أسرع منه في الدول العربية، ولا أحد يستطيع انكار ذلك، لذلك علينا التأقلم بشكل أسرع، وأهم حل أراه هو تدريس طالباتنا باللغة الإنجليزية بشكل تدريجي، كأن نقوم مثلا بتدريس أسهل المواد في القسم باللغة الإنجليزية ولا بأس بالشرح قليلا باللغة العربية.
فما نحتاجه هو ادخال اللغة بشكل بسيط وتدريجي حتى لا تبدأ «حالة النفور» فتنفر الطالبة من كل أمر تجده أصعب مما تستطيع تحمله كمعلومات جديدة بلغة جديدة.
بالإضافة إلى إحضار أساتذة مختصين بتعليم اللغة الإنجليزية وإعطاء كل طالبة مقررات خاصة بتعليم اللغة أيا كان تخصصها سواء لطالباتنا؛ طالبات الأحياء أو غيرها من التخصصات.

تبين لنا إشرافك على نادي قسم الأحياء شطر الطالبات، نود أن نعرف هل النشاطات المتنوعة تضيف للطالبة معرفة علمية مفيدة في المقررات الدراسية أم أنها اكتساب معلومات نظرية؟
نعم، بالطبع تزيد، فعندما نقوم أنا وطالباتي بالعمل على نشاط معين، فإننا نقوم بالتركيز على المحتوى التعليمي، نصف مجهود نادي الأحياء يذهب في البحث عن المعلومات التي قد تفيد الحاضرين، كنشاطنا Elements of life الذي كان بتاريخ ٣/١٠، والذي ولله الحمد والمنه لاقى استحسان الكثير، كان تركيزنا فيه على المعلومات المهمة من كل قسم من أقسام الأحياء الرئيسية (الحيوان، النبات، والأحياء الدقيقة) وإظهارها بالشكل اللائق بها.
فعندما تقوم إحدى الطالبات بالعمل على فكرة معينه فإنها تقوم بإضافة معلومة قد بحثت عنها تخص قسمها الذي اختارت العمل به مقدما، وهكذا تزيد معلومات كل طالبة على حسب ما اختارت هي العمل عليه، لكن بالطبع يوجد بعض الأنشطة التي تفيد طالبات النادي لكن ليس بالتخصص، مثل نشاط اليوم الوطني.
وأريد أن استغل الفرصة وأشكر طالباتي المشاركات بالنادي على جهودهن الجبارة وأخلاقهن الحميدة التي جعلت من العمل في النشاط تجربة جميلة وممتعة، فقد أصبحنا كالعائلة بالنسبة لي.