كيف ندافع عن التباين في ميولنا ومعتقداتنا وطريقة تفكيرنا؟

تاريخ التعديل
5 سنوات 4 أشهر
كيف ندافع عن التباين في ميولنا ومعتقداتنا وطريقة تفكيرنا؟

منال العلي وسارة الربيعي

الإنسان بطبعه يبحث عن ما يشكل توجهاته في الحياة، وهنالك الآلاف من الأبحاث سنويا في العالم عن كيفية التعامل مع ذلك، ومن أهم وأبرز تلك الأبحاث، التشخص في طرق التفكير والتوجهات التي يتخذها الآخرون بناء على هذا النوع من النمط  في التفكر.
لذلك؛ جميعنا بحاجة إلى انتشار الفكر الذي يجعل أفراد المجتمع ذوي قرارات مستقلة وواعية، وبالأخص الأفكار التي تحدد خياراتنا ومعتقداتنا وقراراتنا، فلكل منا طريقة تفكير خاصة، ليس من حق أي أحد أن يحكم على تغيرها وفقا لما يرغب، إلا في حالة واحدة وهي عندما تكون الطريقة خاطئة بالفعل، حينها نسعى قدر الإمكان الى تطوير هذا الرأي الذي تم تبنيه، وذلك عن طريق إقامة جلسة تحمل في طياتها التبادل بالآراء والحوارات الراقية والنقاشات المنمقة. كما يجب ألا تكون تلك الجلسة غايتها الفرض والإجبار على الموافقة لرأي الأخر وإنما يجب أن ندرك بأن طريقة تفكير ومعتقدات كل شخص منا مختلفة، نشأت تحت محيط بيئي مختلف، قد تأثر بالعائلة والأشخاص المحيطين به وبالسنين والمواقف التي مر بها وأدت إلى ذلك الاختلاف.
«كيف ندافع عن اختلاف ميولنا، معتقداتنا، وطريقة تفكيرنا؟»، «آفاق» طرحت هذا السؤال على عدد من الأشخاص من الجنسين.

تجنب الانفعال
أجابت الإعلامية بمكتب تعليم خميس مشيط الأستاذة خديجة الألمعي على السؤال قائلة “«إن ميولنا واعتقاداتنا واتجاهاتنا الفكرية تؤثر بدرجة كبيرة في تفكيرنا وطرق حلنا للمشكلات فالانفعال له تأثير كبير في التفكير، حيث يميل التفكير إلى التحيز والوقوع في الخطأ».

عدم الرضوخ
من جانبها بينت فوزية سلامي، أنه من المفترض أن ندافع عن طريقة تفكيرنا بعدم الرضوخ والانسياق لأفكار الغير، وأن نظهر أفكارنا ولا نخجل منها، وبالنسبة لتبني المعتقدات المختلفة وميولنا تجاه الأشياء، يجب حينها أن ننمي هذه الأشياء فينا ونسعى للتعمق بها أكثر وتصحيح الأخطاء المنتشرة حولها مع الصبر والمثابرة، لا لطمس الهوية والأفكار والانسياق الأعمى خلفها.

نقاش بهدوء
وأوضحت خريجة الصحافة والنشر الإلكتروني أصائل القحطاني، أنها لن تدافع عن أفكارها ومعتقداتها إلا في حال حاول أحدهم سلبها منها، وقالت «أفكاري وميولي تجاه الأشياء سأدافع عنها بأن أتحدث عنها من منحى صحيح، وليس من رغبة وأن أناقشها بهدوء واستمرار ولا أمانع أن كان فيها خطأ أن يتم تصحيحه».

الاستمرار
واعتبرت الطالبة بقسم الكيمياء سناء القحطاني أنه يمكن الحفاظ على ميولنا ومعتقداتنا وطريقة تفكيرنا والدفاع عنها من خلال الاستمرار فيها، وألا نخفيها ولا نخجل منها ولا نسمح بانتهاكها طالما أنها لا تتعارض مع حريات الآخرين ولا تؤذي مقدساتهم، مؤكدة أن للإنسان كامل الحق في اعتقاد ما يريد والاتجاه نحو ما يميل له، وقالت: «يجب أن نؤمن بأنفسنا وحريتنا وأن ندافع عن مستحقاتنا وحقوقنا».

تجنب المحبطين
بدوره أكد الطالب بقسم إدارة الأعمال أنس القحطاني، أن لكل شخص ميولا ومعتقدات خاصة به، معتبرا أنه من المهم أن تكون تلك الميول والمعتقدات مساعدة له في تحقيق ما يرغب به، لافتا إلى أن تطور الشخص في الشيء الذي يحبه لن يتم إلا إذا عمل على تطوير ذاته وتجنب حديث المحبطين.

ثقافة واطلاع
وأوضح طالب الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن صالح، أن الاختلاف أساس للتعبير، ويجب احترامه. وكثيرا ما يأسرني التأمل باختلاف الأذواق والأفكار والتوجهات، وقال «برأيي الاختلاف أساس الهوية الواضحة والشخصية القوية، وأفضل وسيلة للدفاع عن الاختلاف هي الثقافة والاطلاع، فالاختلاف الواضح خير من التكرار الأعمى».