الشيخ الدكتور عبدالله التركي: رابطة العالم الإسلامي منبر للتعاون وحل الخلافات

أسامة آل مشعل

أكد معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي المستشار بالديوان الملكي، أن رابطة العالم الاسلامي هي قبلة وجامعة شاملة للدول الإسلامية ومنبر لحل الخلافات والتعاون فيما بينها، داعيا إلى نبذ الخلافات والصراعات الطائفية، كما أكد من خلال الحوار الذي أجرته مع آفاق على أهمية التفاف شباب الوطن حول قيادتهم الكريمة وأن تكون لديهم ثقافة رصينة فيما يتعلق بحب الوطن.

معالي الشيخ حفظكم الله تعرف رابطة العالم الإسلامي بأن لها أهدافا واضحة وجهودا كبيرة، نريد توضيحا من معاليكم عن هذه الرابطة المباركة؟ 
رابطه العالم الإسلامي منظمه عالميه إسلاميه شعبيه أسست في المملكة العربية السعودية منذ اكثر من 50 سنة، ودولة المقر تدعمها منذ التأسيس، والهدف الأساسي من الرابطة جمع كلمة المسلمين، لذلك مجلسها التأسيسي مكون من مختلف دول العالم الإسلامي ومنهم من هو من الأقليات الإسلامية، وتبحث الرابطة في المشكلات الكبرى الرئيسية التي تواجه العالم الاسلامي وتحتاج إلى تعاون من الدول والشعوب الإسلامية.
ويتبع الرابطة مؤسسات مثل هيئة الإغاثة الإسلامية وغيرها معنيه بما يحتاج إليه المسلمون ويتبعها أيضا مجَمع فقهي عالمي إسلامي يشترك فيه عدد كبير من مختلف العالم الإسلامي برئاسة سماحة مفتي المملكة العربية السعودية، كذلك المجلس التأسيسي للرابطة يرأسه سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية. وتبرز جهود الرابطة غالبا أثناء الأزمات الكبيرة التي تواجه المسلمين؛ ولذلك نجدها تركز على المشكلات التي تواجه الأقليات الإسلامية، كما أنها تركز على مواجهه الإرهاب والتطرف والغلو، بالإضافة إلى القضايا التي لها علاقة بتعامل المسلمين مع غيرهم. ومن مهام الرابطة الأساسية النظر في المشكلات التي تواجه الأمه الإسلامية وتقديم الحلول المناسبة لها.

يرجفون بالمدينة ويحومون حول الحما غدراً بهذه الدولة المباركة فما دور المواطن الصالح في ذلك ؟
يجب على المواطن السعودي أن يدرك خصوصية المملكة وتميزها عن بقية الدول العربية والاسلامية ، فهي الدولة الإسلامية المركزية، وتحتضن الحرمين الشريفين قبلة كل المسلمين، كما أن الحج ركن من أركان الإسلام وهو في هذه البلاد المباركة، بالإضافة إلى أنها تطبق الشريعة الإسلامية، وتهتم بالشأن الإسلامي.  ولذلك خصوم الإسلام هم خصوم المملكة وأعداء الإسلام هم أعداء المملكة. من هنا تأتي المشكلات التي تثار والتحديات التي نراها بين وقت وآخر، سواء كانت إقليمية أو عالمية، وبخاصه من الناس الذين لهم توجهات لا تتفق مع توجه المملكة ولا مع منهجها الصحيح. والذين يشجعون الطائفية يشجعون التفرق والخلاف والنزاع.
والمملكة كان لها جهود مميزة من عهد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، في التضامن الإسلامي، وبرزت هذه الجهود بشكل قوي في عهد الملك فيصل رحمه الله. ولاتزال مستمرة باعتبار أن المسلمين يعتبرونها الدولة الإسلامية المركزية في الوقت الحاضر، ولا توجد دولة إسلامية أخرى مشابهة لها في نظامها، ولا في قضائها ولا في تعاملها مع المسلمين وغيرهم، هذه الخصوصيات والأمور المهمة لاشك أن أعداء المسلمين لا يريدون لها أن تؤثر في المجتمع الإقليمي أو حتى على المستوى العالمي الإسلامي وغيره؛ لكن بفضل الله نهج المملكة نهج معتدل ووسطي تتعامل مع المسلمين وغيرهم بما يسهم إسهاما كبيرا في تنمية تلك المجتمعات. 
وفيما يواجه العالم تحديات مثل الإرهاب والتطرف وغيره تسهم المملكة إسهاما كبيرا في حل تلك المشكلات التي تواجه بعض الشعوب كالأزمات الإنسانية وغيرها. من هنا ينبغي على كل مواطن سعودي سواء كان داخل أو خارج المملكة أن يحرص كل الحرص على مراعاة هذه الخصوصيات والتعامل وفقها، ويجب على أبناء هذا البلد أن تكون لديهم ثقافة رصينة فيما يتعلق بحب الوطن والالتفاف حول قيادته الكريمة والحرص كل الحرص على مواجهه التحديات الاقليمية والعالمية. وهذه ثقافة مسؤول عنها بداية الأسرة مع ابنائها، كما أن التعليم له دور كبير، فالجامعات عليها دور ورساله عظيمة والإعلام والثقافة كل هذه المؤسسات ينبغي أن تسهم إسهاما كبيرا في تحصين شباب المملكة وتأصيل الثقافة الوطنية الأصيلة في نفوسهم.

لعمل الخير قيم ومبادئ يسير عليها الفرد في ضوء الشريعة الإسلامية ماهي خلاصة ذلك معالي الشيخ حفظكم الله؟
أولا لابد أن يكون العمل خالصا لوجه الله وأن يقوم به الإنسان لمرضاة الله؛ لأنه نوع من أنواع العبادة، ويقدم خدمه للضعفاء والمحتاجين والمرضى والمساكين باعتبار أن المسلمين أيضا أمه واحدة "إنما المؤمنون إخوه" وبالتالي أي انسان في أي مجتمع من المجتمعات الإسلامية لابد أن يسهم إسهاما كبيرا في حل المشكلات التي تواجه أفراد المجتمع؛ فالعمل الخيري هو عمل إنساني متميز .