تأخر الطالب وغيابه عن المحاضرات.. أعذار واهية ونتائج سلبية

تاريخ التعديل
5 سنوات 5 أشهر
تأخر الطالب وغيابه عن المحاضرات.. أعذار واهية ونتائج سلبية

عبد الرحمن بهران- وسعود محمد

التأخر عن المحاضرات أو الغياب يعد من العوامل التي تؤرق الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والأهل كذلك، فبين التبرير لأسباب واهية بمرض أحد أفراد الأسرة أو حوادث مرور وزحمة السير، أو لظروف قاهرة كالمرض أو السفر المستعجل، يعيش الكل في دوامة ضحيتها الأولى الطالب بالدرجة الاولى . 
«آفاق» تفتح هذا الملف في هذا العدد لمعرفة خلفيات وأسباب غياب الطلاب وتأخرهم عن المحاضرات وموقف أعضاء هيئة التدريس من القضية .
 كان أول سؤال مباشر وجه للطلبة، هل ترى بأن الغياب والتأخر يعتبران مشكلة وظاهرة سلبية؟
أجاب الجميع دون استثناء على كونها ظاهرة سلبية تؤثر سلبا على جديته واجتهاده لكن عند سؤالنا لهم عن الاسباب، ماهي الأسباب التي حثت الطالب على التأخير؟
أجاب البعض متعذرا بقضية المواقف التي كانت هي مرهقة على حد قولهم والغالبية كانت إجاباتهم إهمال الطالب على كل الأصعدة. 
لكن عندما سألنا طلابنا عن أسباب الغياب كانت الاجابات تتباين تباينا شديدا، فمنهم من أرجعها لأسباب يكون اختيار التخصص فيها عاملا قويا، فعلى حد تعبيرهم تكون تخصصاتهم منافية أو مجانبة لرغباتهم وهم السواد الأعظم . 
ولكن لا زال هنا قلة من الطلاب يشتكون زحمة المواقف والشوارع وهذا دافع على حد قولهم لا يستهان به في الغياب فكيف التأخير.
وقال بعضهم في الغياب: يكون عندما تكون الجامعة بعيدا كل البعد عن مكان الإقامة فتكون محاضرة أو محاضرتين، هي على تعبير ساخر من أحد الطلبة «زكاة اسبوع ذاك الطالب».
لكن كان السؤال الذي أجمع عليه الطلاب حول علمهم بقوانين الجامعة حول التأخر والغياب، فأجمع الطلاب بذلك قولا منهم ان القوانين واضحة ولكن اين من يأخذها بمنحى جدي وأنها تشكل تأثيرا على المستقبل للطلاب. 
 
رأي الطلاب لحل مشكل الغياب
أجاب ثلة منهم أن الحل في تكوين همة تحثهم على الحضور دون تأخير وذلك عن طريق التوعية والإرشاد على جميع المستويات بداية من الطلبة وحتى الإداريين وصولاً للمحاضرين. واضافوا تكوين سياسة نقل داخل الجامعة وخارجها عبر الباصات سواءً على مواقف الجامعة أو خارج حرمها يوفر للطالب فرصةً لتأدية واجبه على أكمل وجه. 
 
آراء أساتذة الجامعة  
 د.أحمد الصغير 
(قسم مناهج وطرق التدريس)

الخطر الرئيسي من مخاطر التأخر عن المحاضرات هو عدم الانضباط في أعمالنا فإذا كان الطالب يتأخر فهذا يدل على أنه ليس هنالك أي قيمة للتعليم اذا الطالب لم يتعلم أن يحضر في الوقت المحدد هذا بحد ذاته استهتار وعدم احترام للتعليم وأن الوقت مهم في حياة أي شخص وهذا يدل على ان الاهتمام بالوقت له فؤائد على الانسان في أي مجال من مجالات الحياة و أن الانضباط بالوقت مرتبط ارتباطا تاما بالقيمة التعليمية . 
 
 د. محمد سيد سليمان
(قسم اللغة العربية)

للغياب مخاطر كثيرة وجسيمه وذلك بسبب انها تخرج الطالب عن التركيز والانتباه وتشتت أفكاره وتضع مرحلة التعليم في مرحلة متدنية من قائمة اهتماماته، والشيء الأساسي الذي نرغب بأن ننبه الطلاب عنه هو قضية التأخر عن المحاضرات؛ لأن التأخر يأتي في نقطة أشمل وأعم من قضية الانضباط بمعنى الانضباط أن يكون الطالب مواظبا ومهتما ويضع التعليم في أولى اهتماماته وهذا ينعكس على حياته بصفة عامة حتى بعد التخرج، وعندما يكون الطالب منضبطا تسير حياته بشكل أفضل وبشكل عملي صحيح ويؤدي في النهاية إلى النجاح بصفة عامة ليس فقط في مرحلة الدراسة بل في جميع أمور حياته.

د. مروان زايد بطاينة
(قسم علم النفس)

أجريت دراسة حول هذا الموضوع  وخرجت بالتوصيات التالية:
1) على المدرسين أن يكونوا أكثر واقعية وفاعلية في تحديد واختيار استراتيجيات التعامل المناسبة مع سلوك تأخر الطلاب، من أجل الوصول إلى البيئة التعليمية الفعالة والمريحة، من خلال تحديد الموارد المتاحة وسياسة المؤسسات التعليمية بشأن هذا السلوك.
2) وعلاوة على ذلك، حيث تعتبر المحاضرة الأولى مهمة جدا بحيث تعطي المدرسين فرصة مثالية لمناقشة سياسة سير المحاضرات القادمة من حيث وقت الوصول والمغادرة . وأيضا مناقشة الاستثناءات والحصول على استجابات الطلاب قبل البدء في إجراءات التعامل مع الطلاب الذين يمارسون سلوك التأخر.
3) مزيد من الدراسات والتحليلات للحصول على رؤية واضحة وكاملة عن أسباب سلوك تأخر الطلاب عن المحاضرات وتأثير هذا السلوك على العملية التعلمية التعليمية.
4) على الكلية دعوة الطلاب لمناقشة هذا السلوك السلبي للحصول على المعلومات الضرورية من الطلاب من أجل تحسين وتطوير سياسة الكلية فيما يتعلق بحضور المحاضرات. مما يفيد في وضع سياسة راسخة للحد من هذا السلوك السلبي بين الطلاب، وفرض العقوبات على الطلبة الذين يمارسون مثل هذا السلوك. وأيضا على الكلية تقديم محاضرات تعليمية وإرشادية في موضوع التأخر والانضباط لطلبة الكلية. 
ويتأثر الطالب بمشكلة الغياب عن المدرسة حيث قد يتأخر في التحصيل الدراسي ومن ثم الرسوب وزيادة تعقيد المشكلة، كما أن هذا الطالب قد يقع فريسة سهلة لأصحاب السوابق ومفتعلي المشاكل، ويخسر المجلس التعليمي الكثير من المقدرات التي تذهب هباء عندما يستمر الطالب في الغياب، ومن الوسائل التي قد تعالج المشكلة:
1) غرس حب التعليم في الطالب ليستطيع تقدير أهمّية الذهاب للمدرسة وتلقي العلوم، ويقع ذلك على الأسرة وعلى المدرسة في نفس الوقت.
2) زيادة الروابط بين المدرسة والبيت من أجل متابعة أحوال الطالب في المدرسة وتزويد الأسرة بأي تغيرات سلبية على الطالب من أجل معالجتها في أسرع وقت.
3) توفير البيئة الأسرية المناسبة التي تحقق للطالب الراحة ومتابعة حلّ الواجبات أولا بأول.
4) استخدام المدرسين للأساليب المناسبة في التدريس.
5) توفير المدرسة للمرافق المساعدة التي فيها نوع من التسلية والترفيه.
6) إيجاد مرشد تربوي لعلاج المشاكل التي قد تسبب تغيب الطالب عن المدرسة ومنها بعد ذلك الى جامعته وإلى عدم الانضباطية في الوقت البايلوجي لدى الطالب، فأحيانا يحتاج الطالب للحديث فقط منذ الصغر وحتى الكبر.