محمد الحاجي: أسعى عبر مشروع «جينوم» إلى مكافحة الأمراض والحد من الإعاقات

تاريخ التعديل
5 سنوات 6 أشهر
محمد الحاجي: أسعى عبر مشروع «جينوم» إلى مكافحة الأمراض والحد من الإعاقات

عبير الشهراني

أكد طالب الدكتوراه والباحث في العلوم السلوكية والاجتماعية، الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، محمد الحاجي، أن العزيمة وحدها لا تكفي لتحقيق الأهداف، لافتا إلى أن الحماس قد يتضاءل مع مرور الأيام، وأن الإحباط قد يتسلل إلى الشخص مع تأخر النتائج المأمولة.
وكشف من خلال الحوار الذي أجرته معه «آفاق» أن تقدم المجتمعات يبدأ بقوة الأفراد، مشيرا إلى أنه يطمح عبر مشروع «جينوم» للفحوصات الوراثية إلى الإسهام في تقليل الإعاقات والأمراض المنتشرة بالمجتمع:

كونك طالب دكتوراه بالعلوم السلوكية والاجتماعية نود معرفة ما هو هذا العلم؟
أدرس هذا التخصص في كلية الصحة العامة، مما يعني أننا ندرس سيكولوجية الإنسان في اتخاذ قراراته الصحية.
لماذا نفعل ما نفعله؟ ما الذي يجعل بعضنا يدخن التبغ وهو متيقن تماما أن التدخين مضر بالصحة، ولماذا بعض السيدات لا يفحصن سرطان الثدي وهن يعلمن تماما أنهن في خطر؟
في العلوم السلوكية والاجتماعية ندرس ذهنية الإنسان وسلوكه والعوامل المؤثرة في اتخاذ قراراته.

على قناتك باليوتيوب نشرت أن الحياة أكبر من مجرد شهادة جامعية أو وظيفة، وضح لنا وجهة نظرك حول ذلك؟ 
أقصد أن البعض يعتقد أن حياته كلها تتحدد داخل أسوار الجامعة فقط، مثلا إذا لم يُوفق الطالب في دراسة تخصص ليس ضمن رغباته الأولى يعتقد أن طموحاته تبددت وأن أحلامه تبخرت، فيقل الاجتهاد ويتضاءل الحماس، ولربما البعض يُصاب باضطرابات القلق والاكتئاب، أقول لهؤلاء: تستطيع أن تجد لنفسك حياة أخرى موازية من خلالها تمارس هواياتك وتتبع شغفك.
نعم، لا ننكر أن الدراسة والوظيفة عنصر أساس في حياة الإنسان، ومن الرائع أن نصرف وقتنا وجهدنا في مجالات نميل إليها، و لكن إن لم يحصل لنا هذا التوفيق، فهذه ليست نهاية الطريق، فالكثير من الأفراد نبغوا ونجحوا في مجالات مختلفة عن تخصصاتهم الدراسية وأعمالهم الوظيفية.
ونعم يتطلب هذا جهدا مضاعفا، ولكننا ما زلنا نجاهد في هذه الحياة وهذا ديدنها أيضا.
أقصد بهذه العبارة أن على الفرد تنمية مهاراته الاجتماعية والعاطفية؛ لتكتمل فيه شخصية العصر: الشخصية المتوقدة في كافة الأبعاد وليس فقط معدل دراسي أو إنجازات مهنية.

التنمر الإلكتروني ظاهرة حديثة طالت مجتمعاتنا.. كيف تفسر هذه الظاهرة؟
التنمر الإلكتروني هو أحد التكاليف التي ندفعها جراء انتشار التقنية، فقد تحرر العدوان، والتنمر من محيط المدرسة والحي إلى فضاء الإنترنت الواسع، وأصبح الوصول للضحية أسهل من ذي قبل، ولم يعد هناك حدود زمانية ولا مكانية للتنمر مثل العصور السابقة، بل أصبح الفرد ضحية للعدوان وهو على مسافة آلاف الأميال عن الآخرين.
وهذا تهديد نفسي مرعب خاصة للنشء والأطفال، ولذلك من أهم الحلول التربوية الآن، حماية هؤلاء الصغار أولا وذلك بتقنين ومراقبة الوصول إلى الإنترنت.   

بنظرك ما السبب وراء وصول مواضيع ليست مهمة للترند بتويتر وينتفض بسببها الرأي العام؟
اعتقد أن هذا فيه مبالغة بعض الشيء، ولا أرى أن المواضيع التافهة تنفض الرأي العام، بل ربما تكون محط اهتمام داخل دوائر معينة في شبكات التواصل وزوبعتها مؤقتة ولحظية قبل أن تزول.
على كلٍ، المواضيع التافهة لا تتطلب تفكيرا ولا جهدا ذهنيا، بخلاف المواضيع الجادة. أيضا هي مساحة للتنفّس أحيانا مثل انجذاب الناس للأفلام الكوميدية.       

ذكرت عبر حسابك في «سناب شات» أن المعالم الزمنية لها أثر كبير في قرارات الفرد.. فهل هناك وقت زمني معين يستطيع الفرد من خلاله تحقيق أهدافه الجديدة؟
نظريا، كل يوم هو فرصة جديدة للفرد بأن يسعى لتحقيق أهدافه وخططه، إلا أن هناك عوامل معينة تزيد من احتمالية البدء، منها المعالم الزمنية الكبرى.
لنأخذ على سبيل المثال يوم الميلاد، أو أول يوم في السنة، هذه التواريخ في نفسية الإنسان تشبه ستار المسرح الذي يفصل بين فقرات المسرحية، كأنها حاجز للقطيعة بين الماضي والحاضر.
وهذا ما يُشجع الكثيرين لتحديد أهداف في بداية السنة، أو في ذكرى ميلادهم، ولكن وكما نعرف فإن عزيمة الإنسان تتضاءل مع الوقت، وحماس التنفيذ أيضا يقل مع الزمن.
لذلك على الفرد أن يتبع استراتيجيات نفسية أخرى للحفاظ على عزيمته في تحقيق أهدافه، مثل أن يودع مبلغا من المال عند صديق بشرط أن يتنازل عن المبلغ إذا لم يحقق أهدافه؛ هذه الاستراتيجية تشكل ضغطا خارجيا على الفرد للالتزام، فالضغوط الداخلية وحدها لا تكفي.

ما الذي تسعى لتحقيقه لتواكب رؤية السعودية ٢٠٣٠؟
أطمح عبر مشروع «جينوم» للفحوصات الوراثية بأنْ أساهم في تقليل الأمراض والإعاقات المنتشرة لدينا؛ لكي يقوم المجتمع على قدميه ويُنجز في كافة المجالات، فتقدّم المجتمعات يبدأ بقوّة الأفراد.

بمناسبة دخول العام الهجري الجديد ١٤٤٠ ما نصيحتك لمن وضع أهدافا ويسعى لتحقيقها؟ 
العزيمة وحدها لا تكفي لتحقيق الأهداف، فالحماس قد يتضاءل مع مرور الأيام. والإحباط قد يتسلل إليك مع تأخر النتائج المأمولة. خطط لأهداف صغيرة أولا وتدرج فيها، استخدم حيل المكافآت والعقوبات بطريقة فك الآخرين معك.