الإدارة الاستراتيجية.. منهج المنظمات المعاصرة نحو الريادة

تاريخ التعديل
6 سنوات 4 أشهر
الإدارة الاستراتيجية.. منهج المنظمات المعاصرة نحو الريادة

عبد الله زارب

 

يصف الأستاذ المساعد بكلية العلوم الإدارية والمالية، قسم إدارة الأعمال، الدكتور رضا مصيلحي،  أسلوب الإدارة الاستراتيجية، بأحد الأساليب الفعالة في مجال تطوير وبناء استراتيجيات جديدة تحقق الاستجابة الفعالة مع بيئة منظمات الأعمال الحادة والمتقلبة، نتيجة للانفتاح العالمي، واشتداد حدة المنافسة والتطور التكنولوجي لضمان بقائها واستمرارها.

وقال إن أسلوب الإدارة الاستراتيجية يمثل منهجا فكريا يتميز بالحداثة والريادة، ويتسم بتقديم كثير من البدائل والحلول تجاه مواجهة الضغوط والمؤثرات البيئية والتحديات الناجمة عنها، كما يزيد القدرات التنافسية وتطوير مستوى الأداء.

وعرّف مصيلحي الإدارة الاستراتيجية، بأنها علم وفن يهتم بتشكيل وتنفيذ وتقييم القرارات الوظيفية المتداخلة التي تمكن المنظمة من تحقيق أهدافها، إذ تركز على تحقيق التكامل بين وظائف الإدارة، والتسويق والتمويل، والإنتاج والبحوث والتطوير، ونظم معلومات الحاسب الآلي، وذلك بغرض تحقيق الميزة التنافسية للمنظمة، مبينا أن جوهر الإدارة الاستراتيجية يكمن  في التخطيط طويل المدى الذي يهدف إلى تخصيص الموارد وصولا إلى تحقيق الأهداف المحددة بطريقة مبتكرة، ودعم صورة المنظمة أمام جماعات أصحاب المصالح كافة.

كما أكد أن الاستراتيجية أو علم التخطيط بصفة عامة، مصطلح عسكري بالأساس وتعني الخطة الحربية، أو هي فن التخطيط للعمليات العسكرية قبل نشوب الحروب، وفي الوقت ذاته هي فن إدارة تلك العمليات عقب نشوب الحروب.

وعن مفهوم الاستراتيجية عموما، قال «هو مجموعة السياسات والأساليب والخطط والمناهج المتبعة من أجل تحقيق الرؤى والأهداف المستقبلية بأعلى مستوى من الكفاءة والفاعلية».

وأضاف «تتمثل العناصر الرئيسية لعملية الإدارة الاستراتيجية في الصياغة الاستراتيجية والمقصود بها تحديد الرؤية الاستراتيجية وصياغة رسالة المنظمة وتحديد الأهداف الاستراتيجية، ثم التحليل الاستراتيجي للمتغيرات البيئية (البيئة الخارجية والداخلية للمنظمة)، وتحليل الموقف SWOT Analysis، تمهيدا لمرحلة الاختيار الاستراتيجي وعناصره، وتحديد مقومات التنفيذ الاستراتيجي الفعال للخطط والبرامج اللازمة لتحقيق الأهداف، وأخيرا تقييم القرارات الاستراتيجية واتخاذ الإجراءات التصحيحية».

 وزاد «يتم اتخاذ القرار الاستراتيجي على مستوى الإدارة العليا، وهناك ثلاث فلسفات تحكم هذا القرار الأولى: الفلسفة الريادية، وغايتها الرئيسية تعظيم الربح واقتناص الفرص من خلال البيئة الخارجية، وهدفها التركيز على الربح بالإضافة إلى الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية، والثانية: فلسفة رد الفعل،  وهى أسلوب إداري غير صحيح لأن ينتطر حدوث المشكلة واستخدام رد الفعل كاستراتيجية بديلة، أما الثالثة والأخيرة فهي: الفلسفة التخطيطية، وهي أفضل أنواع الفلسفة الذي يقوم باستخدامه الخبراء في رسم الاستراتيجيات الفعالة»؛ ولذا يعد منهج الإدارة الاستراتيجية، الأسلوب الأمثل لبناء كوادر قيادية شابة من الخريجين، تستطيع التعامل مع المتغيرات والتحديات المعاصرة من خلال تزويدها بالمعارف والقدرات اللازمة للتحليل المتعمق، والتفكير الخلاق والمبدع، والتخطيط السليم نحو بناء مستقبل في مختلف مناحي الحياة، توافقا مع رؤية 2030 للملكة العربية السعودية، التي تحث على مشاركة الشباب في إحداث التنمية».