كتابة النصوص المسرحية

تاريخ التعديل
6 سنوات 4 أشهر
Afaq logo

عرف الإنسان الكتابة الأدبية منذ آلاف السنوات، متمثلة في القصص، وكانت الكتابات التي تركها الإنسان القديم تأخذ الطابع الأسطوري؛ ومن ثم تطورت أشكال الكتابة وموضوعاتها مع تطور البشرية والخبرات الجديدة التي اكتسبها الإنسان.

وظهرت الكتابة المسرحية بشكلها الحديث في أوروبا، في عصر النهضة الذي شهد تحولات كبرى في الثقافة والفنون. وأبرز الكتابات المسرحية التي تعد أمهات النصوص المسرحية، هي التي كتبت على يد كل من شكسبير في بريطانيا، وجوتة في ألمانيا؛ لذا تعد الكتابة المسرحية الحديثة أوروبية بامتياز، ومع ذلك فإن الكثير من المبدعين العرب رغم إسهاماتهم المسرحية الكبيرة، لا يزالون يلتزمون في الكتابة، بالقواعد التي وضعها نقاد الغرب.

وتعتمد الكتابة المسرحية الحديثة على عدة عناصر يجب توافرها في الكاتب قبل الشروع في كتابة النص المسرحي وإخراجه بصورة نهائية.

العناصر الخاصة بالكاتب

 الموهبة: وهي فطرية تتمثل في قدرة الكاتب على رؤية الواقع وتحليله بشكل عميق وإدراك المشاكل التي عليه طرحها للجمهور، وكيفية مناقشتها بأسلوب واعٍ يصل لأكبر قدر من القرّاء أو المشاهدين.

حب المسرح: لأن الكتابة المسرحية تختلف عن غيرها من الكتابات الأدبية من حيث معرفة دقائق وتفاصيل العروض وما يمنحها الجودة من عدمها.

التمرين والتطوير: يجب على الكاتب معرفة قواعد اللغة التي يكتب بها وإدراك دلالات الكلمات التي يكتبها، وكذلك عليه أن يكتب كثيرا لتطوير مهارات اللغة والمزج بين العامية والفصحى في الجمل الحوارية التي تعتمد عليها الكتابة المسرحية.

عناصر العمل المسرحي والقصة المسرحية: بمعنى أن تكون القصة الموجودة في الذهن قابلة للتحويل إلى نص مسرحي من خلال وعي الكاتب بخط سير الدراما والحبكة في كل فصل من فصول المسرحية، متضمنا حركة الممثلين بداية من ظهورهم على خشبة المسرح وحتى خروجهم، وتوجد أكثر من نوع للحبكات الدرامية المسرحية التي يمكن معرفتها عن طريق التعلم من كتب النقد.

الحوار: وهو أهم ما يصل إلى غالبية المشاهدين غير المتخصصين في المسرح، ويجب أن يكون الحوار مناسبا للحالة والشخصية التي تتحدث، ويتطلب ذلك من الكاتب تقمّص الشخصية من أجل توقع الحوار الذي يمكن أن يدور على لسانها.

الشخصيات: كل شخصية في العمل المسرحي يكون لها دور في الدراما، وفي بعض الحالات توجد شخصيات لا تتحدث، ولكنها تؤدي دور الجماهير على سبيل المثال، أو موقف المتفرج عموما؛ لذا يجب أن يحرص الكاتب المسرحي على رسم الشخصيات الموجودة في النص بدقة.