مكنوا المتفوقين أولا

تاريخ التعديل
5 سنوات 10 أشهر

الجامعات وغيرها من المرافق التعليمية، لم تُنشأ إلاّ للطلاب (بنين وبنات), إذ إن الطلاب يشكلون النواة الأساسية لوجود المرافق التعليمية وكل من يعمل فيها.
وهنا أتعجب من بعض الجهات التي تصب تركيزها كله على المرافق، ومن يعمل بها وليس من يدرس فيها! رغم إيماني العميق بأهمية وجود البيئة التعليمية الحيوية للطلاب, إنَ هذا العجب ليسمح لنا أن نفسر قلة وجود طالب ذو دوافع ذاتية يعمل بجد ومثابرة ليصل لوجهته.
لكن هناك طلاب صنعوا تلك الدوافع بأنفسهم وبمساعدة من بعض الأساتذة الكرام والجهات المختصة بالطلاب, وبذلك أستطاع هؤلاء الطلاب, بثقتهم بأنفسهم وتوفيق المولى، سبحانه، قبل ذلك, التغلب على كافة العقبات التي اصطدموا بها واستطاعوا أن يثبتوا بأن ثقة الطالب بنفسه وقدراته كفيلة برد كل من يحاول النيل من همته وإصراره. 
هل عرفت من هؤلاء الطلاب؟ إنهم (قوم) أزاحوا نوم الليالي من جدول أعمالهم مهتمين بصناعة مستقبلهم وتقدم وطنهم. نعم، إنهم «المتفوقون» الذين شقوا طريقهم نحو التميز بمعول المثابرة والاجتهاد، ولم يلتفتوا إلى الراحة والدعة يخبرهم إدراكهم بأن «لا نجاح بلا عمل شاق».
كما أن كلمة «المتفوقون» تدل على طلاب من طبقة خاصة لا بد من التعامل معهم بعناية فائقة, فالطالب المتفوق في جامعته يحدد الأسس التي تنطلق منها الأوطان للتقدم والازدهار و الحضارة.
وما يؤكد ذلك سعي قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، لإبراز أهمية التعليم في التنمية الواعدة للمملكة العربية السعودية الممثلة في رؤية 2030, وهو ما يظهر إدراك القيادة بأن «لا نهضة بلا تعليم ذو أسس قوية». ولا أبالغ لو قلت أن جميع محاور رؤية 2030 تقريبا مرهونة بتقدم التعليم ومن يعمل به.
وجامعة الملك خالد, ممثلة بوحدة التوجيه والإرشاد تقوم بأعمال مشكورة من شأنها الاهتمام بالطالب المتفوق, ولكن نطمع في المزيد من العناية والإرشاد للاستمرار في طريق التفوق والتميز، لأن المتفوقين هم الثمرة الحقيقية التي يعتد بها في تقدم الوطن وازدهاره.
وعلى الجامعة أن تفتح أبوابها لطلابها المتفوقين, قبل غيرهم, للالتحاق بها, وهذه شهادة للجامعة بأنها تفتخر بنتاجها المتميز.
وأقول لكل من يريد تعزيز التنافس المطلوب بين الطلاب والإسراع في عجلة التنمية: «مكنوا المتفوقين أولا».