وبعد كل عسر يسرا سارة

تاريخ التعديل
5 سنوات 4 أشهر

إذا تكالبت عليك أمور الحياة وصعب عليك العيش والمقاومة أكثر وانتشلتك الأحزان، وأظلمت تلك الطرق التي اعتدت السير فيها، وتهشم فؤادك لفراق أحدهم؛ لأن التراب سارع في احتضانهم.
قد تخسر وظيفتك أو مالك، قد تتشتت عائلتك أو يتدمر جزء منك، تمر عليك أيام تشعر فيها بأنك خامل مكتفي من الحياة، مليء بالتذمر والجروح، تغلق عينيك فيهيأ لك بأنك فاشل وبائس فتقوم بفتحها وتسعى جاهدا خلف ذلك الوهم المرير إذاً لماذا كل هذا!
نحن نعلم بأن الله معنا وقد أكد لنا سبحانه في قوله «إن مع العسر يسرا»؛ فيا أيها المصاب الكسير يامن خذلته الدنيا كثيرا أو الأشخاص الذين يشاركونك تلك الحياة، ألا تعلم بأن الله أكد ووعد بأن بعد كل عسر يسرا. 
لذلك تذكر بأن بعد كل غيمة سوداء ستمطر السماء وتزهر الأرض، وكذلك فؤادك، لا تنحني لظروفك أو لمآسي الحياة، كون نفسك وانهض من جديد مهما كانت مصيبتك وحزنك وآلامك فستنتهي وتنسى ولن يبق منها سوى الذكرى «فصبرا يامن ضاقت بك الدنيا فلو علمت مالك عند الله لبكيت فرحا».
وأيضا قال سبحانه «سيجعل الله بعد كل عسر يسرا»، وهذا تأكيد آخر من الله لنا، لذا أخفوا جروحكم ولا تشكوا لأحد سوى الله وحده وخروا ساجدين لله كلما حاولت الحياة خنقكم بشدة، «واعلموا أن بعد كل محنة (منحة) وبعد كل ضيق (فرج) وبعد كل ابتلاء (سعادة)».
وقد قال حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كُلهُ خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له».
لذلك لا تحزن وارفع رأسك دائما للسماء وتذكر «إن مع العسر يسرا» فابتسم وانتظر الفرج كل يوم كما تنتظر شروق الشمس.
وعانق الأمل جيدا ولا تفلته مهما حدث واترك ما يثقل روحك تحمله الرياح بعيدا.