يوم الكُلى العالمي

تاريخ التعديل
5 سنوات 11 شهراً

منذ بضعة أسابيع قمت بزيارة جامعة بيرمنجهام وهي واحدة من المراكز العلمية العريقة في المملكة المتحدة ويدرس فيها العديد من الخريجين من أبنائنا وبناتنا، وبها مستشفى الملكة إليزابيث الجامعي وتعتبر الأحدث في إنجلترا، وخلال الزيارة شاهدت بعض أقسامها ومنها قسم علاج أمراض الكُلى، وعلمت من أطبائه أن هذا القسم بدأ برنامج نقل الكُلى منذ العام ١٩٦٨ أي منذ  (٥٠) عاما، أجرى خلالها ٤١٥٦ عملية نقل كلية من متبرعين بعد الوفاة السريرية، بالإضافة إلى ٩٩٤ كلية من متبرعين على قيد الحياة، ويتوقع الأطباء الوصول بالعدد هذا العام إلى خمسة آلاف من المتوفين سريريا والألف من الأحياء.
وقد مرّ علينا مؤخرا يوم الثلاثاء السادس من مارس ٢٠١٨ والذي يوافق «اليوم العالمي للكُلى» وأبرز ما فيه هو التذكرة والاهتمام بالعناية بوظيفة الكُلى وذلك بالتناول الكافي للماء والسوائل وخاصة في الأجواء الحارة فلا ينتج عن قلة شربها جفاف الجسم والدورة الدموية وهو أحد الأسباب الرئيسة في الفشل الكلوي، وكذلك فإنه بارتواء الدورة الدموية تقل فرص تكوين حصى الكُلى وما قد يعقبه من مشاكل صحية قد تقلل من كفاءة عمل الكُلى وتصل في النهاية إلى مرحلة العجز التام في وظائفها.
وغالبا ما يصاحب أمراض الكُلى مضاعفات تضيف لحياة الفرد مآسي ومعاناة لا يرغب فيها مثل ارتفاع ضغط الدم وفقر الدم ونقص عنصر الكالسيوم مما يؤثر على صلابة العظام وتجمّع الماء في أجزاء مختلفة من الجسم.
وفي اليوم العالمي للكُلى سيتم توعية الجمهور بفوائد التبرع بالكُلية بعد الوفاة السريرية للشخص والتأكد منها بالوسائل الطبية المعتمدة، أو يكون النقل من الأحياء وخاصة الأقارب، وأيضا بالإمكان التبرع بالكُلى بعد الوفاة الطبيعية للإنسان، فهناك دول وضعت قوانين تعتبر كل من يموت وهو فوق ١٨ عاما معرض لأخذ أعضائه دون إذن عائلته إلاّ أن يكون قد أقرّ في نماذج خاصة وهو على قيد الحياة عدم رغبته في التبرع بأعضاء جسده بعد الوفاة، ومثال لهذه الدول أسبانيا.
وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في عددها الصادر يوم ٢٤ فبراير ٢٠١٨ أن بريطانيا على وشك إصدار مثل هذا القانون للعمل به في إنجلترا، حيث يتوقع استفادة ٥٠٠ مريض سنويا عند إنفاذه، وإن كان بعض الخبراء يتوقعون انخفاض أعداد المتبرعين بأعضائهم حال تطبيق ذلك القانون لعدم تمتعه بالبراهين الطبية التي تثبت جدواه، ويرون أن أفضل وسائل زيادة أعداد المتبرعين بالأعضاء هي رفع مستوى وعي الجمهور وتدريب أعضاء من الهيئة التمريضية على التعامل مع الأسر التي فقدت فردا منها لإقناعهم بالتبرع بأعضاء متوفيهم.
ونختم هنا بالقول بأنه ما تزال الأبحاث تمضي على «الخلايا الجذعية»التي يؤمل أن تؤدي إلى تحضير أعضاء بشرية حسب الرغبة لعل نجاحها ينهي صعوبات ومشاكل الشح الحالي في التبرع بالأعضاء.