د. خيرية السقاف.. رائدة العلم والإعلام

تاريخ التعديل
6 سنوات شهران

رمز نسائي علمي وإعلامي متوهج، وأنموذج ثقافي وأدبي مشرف، ‏تمتلك مسيرة من العطاء تجلت بالإبداع  وسيرة من الكفاح تكللت بالنجاح والشموخ، نقلها الدافع الحسي والإصرار والنبوغ العلمي؛ لتكون أول صحفية في الجزيرة العربية تتولى منصب مدير تحرير، وأول رائدات العمل الأكاديمي على مستوى الخليج والسعودية؛ إنها قدوة السيدات وسيدة المثقفات صاحبة القلم الخلاق الدكتورة خيرية السقاف.
السقاف، أكاديمية وأديبة سعودية، وهي ابنة إبراهيم محمد السقاف مدير عام وزارة المالية والاقتصاد الوطني السابق، وزوجة الدكتور يحيى محمود بن جنيد، أمين عام مكتبة الملك فهد السابق، وأمين عام مركز الملك فيصل الحالي ولها من الأبناء ثلاث أولاد وابنة واحدة.
نشأت السقاف في بيئة عائلية عرفت بالتدين والعلم والأدب والثقافة. وبدأت في كتابة المقالات في سن مبكرة جدا، عندما كانت بالصف الأول متوسط، ونشرت حينها عددا من المقالات في الصحف والمجلات، وتدرجت في العمل الصحفي، إلى أن أصبحت أول سيدة تصل لمنصب مدير تحرير في صحيفة «الرياض» مطلع الثمانينات من القرن الماضي. بعدها تولت منصب الإشراف على صفحة المرأة، وخُصصت لها زاوية يومية.
‎ السقاف، من الرائدات في العمل الأكاديمي على مستوى الخليج والسعودية تحديدا. وقد عينت وكيلة لكليات البنات بجامعة الملك سعود بالرياض، كأول وكيلة نسائية على مستوى الجامعات السعودية، كما عينت عميدة لمركز الدراسات الجامعية للبنات (1990- 1997) في جامعة الملك سعود.
‏‎انفردت  السقاف في مجال القصة القصيرة. وصدرت مجموعتها القصصية «أن تبحر نحو الأبعاد» في العام 1982، تضمنت 18 قصة، وتناولت جوانب حياتية واجتماعية مختلفة، كان للمرأة نصيب وحيز واسع منها، كما صدر لها ثلاث كتب بالإنجليزية، جميعها تهتم بترجمة الإبداع السعودي. وكان من أبرز مؤلفاتها كتاب «عندما تهب الرياح  يعصف المطر».
وبعد سنين من الإبداع توجت بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى كقامة بارزة ومثال للسعوديات في حفل افتتاح «الجنادرية» تقديرا لريادتها وجهودها في خدمة الوطن، في تكريم هو في حقيقته، تكريم وتقدير لكل امرأة سعودية بشكل عام ولكل مثقفة وصحافية بشكل خاص.
تأثرت بشخصية السقاف المتميزة والمناضلة، تلميذاتها في المجال الأكاديمي، والثقافي والإعلامي؛ فقد كانت مصدر فخر واعتزاز. تجيد خلق الثقة في الذات والمستقبل، وتتقن سكب التفاؤل والإيجابية في رسم الجمال والإبداع بحروف مستنيرة.
السقاف، نموذج فخر وتفرد من نوع مختلف، لا يشبهه إلاّ النقاء والبياض. ورحلة طويلة معطاءة وماتعة صنعتها بعمل ظل شاهداً على تفوقها علما وأداءً.