«علوم الحاسب» تنظم لقاءا بعنوان «الدكتوراه.. ملامح تجربة»

تاريخ التعديل
6 سنوات 4 أشهر
«علوم الحاسب» تنظم  لقاءا بعنوان «الدكتوراه.. ملامح تجربة»

نظمت اللجنة الإعلامية ووحدة العلاقات العامة بكلية علوم الحاسب الآلي لقاءا بعنوان (الدكتوراه ملامح تجربة)، أداره الاستاذ فراس شحبي بحضور ضيوف اللقاء عميد علوم الحاسب الآلي الدكتور ناصر طيران وعميد القبول والتسجيل الدكتور عبدالمحسن القرني ورئيس قسم نظم المعلومات الدكتور محمد الصقر.

وأوضح مدير اللقاء ورئيس اللجنة الإعلامية الاستاذ فراس شحبي أن هذه الفكرة انبثقت كمد لجسور التواصل المعرفي ما بين المميزين من حملة الدكتوراه في الكلية وبين المعيدين والمحاضرين الذين يقفون على مشارف خوض هذه التجربة.

وأضاف قائلا «مرحلة  الدكتوراه بتجاربها ومصاعبها وتفاصيلها تمثل المرحلة الأهم في حياة كل أكاديمي، ولا شك أن الحديث عن أبرز ملامح هذه التجربة ونقل خبراتها يمثل قيمة تحفيز وإذكاء لجذوة الطموح لمن سيسير على هذا الطريق وكما يقال يستدل على الدرب ممن سار عليه من قبل.

ولعل تعدد المدارس واختلاف المنهجيات لضيوف اللقاء أكسبه آفاقا رحبة وهو ما جعل للتجارب غنى معرفيا أكثر؛ فالدكتور محمد الصقر حصل على الدكتوراه من الولايات المتحدة، والدكتور ناصر طيران من بريطانيا بينما الدكتور القرني حصل عليها من أستراليا.

وتحدث ضيوف اللقاء عن رحلتهم العلمية ومساراتهم التخصصية وسرودا  مواضيع رسالتهم و ما صاحبها من ظروف و صعوبات، وأتفق الجميع أن السنة الأولى في مرحلة الدكتوراه تمثل هاجسا مؤرقا خاصة فيما يتعلق باختيار موضوع الرسالة البحثية، حيث تتأرجح الرؤى وتتعدد المواضيع؛ ولكن في النهاية ينبغي إدراك أن اختيار المشرف الدراسي المناسب واهتمامه بموضوع الرسالة مهم في ذلك .

وقسم اللقاء إلى عدة محاور، استهله الدكتور محمد الصقر بالحديث عن أهمية معرفة الثقافة الدارجة للبلد الذي ستدرس فيه كون معرفة التفاصيل الحياتية اليومية وفهم القوانين والأنظمة العامة سيسهل كثيرا الدراسة التي نصح بأن يكون التركيز في مرحلة الماجستير منها في الجانب التطبيقي أكثر من النظري وذلك لملء الفراغات التطبيقية بعد مرحلة البكالوريوس. كما تحدث عن أن مرحلة الدكتوراه في أمريكا على وجه التحديد لا ينبغي أن ينظر لها على انها مرحلة واحدة فقط لأن ذلك سيشكل عبئاً نفسياً، بل ينبغي النظر لها على أنها مراحل مختلفة وأن التركيز دائماً يجب أن يكون منصباً في التعامل و تحقيق أهداف كل مرحلة على حدة، وأول هذه المراحل مرحلة "الكورسات" ثم مرحلة الاختبار الشامل الذي يجب الحرص على أن تكون الإجابات عليه ذات طابع فلسفي، واخيرا مرحلة اختيار الموضوع .

وعن اختيار المشرف الدراسي يقول الصقر: طلاب الدكتوراه غالبا ما ينقسمون إلى نوعين: الأول من لديه التحفيز الذاتي والشغف والدافع القوي وهذا النوع يمكنه التعامل مع مختلف المشرفين. أما النوع الثاني والذي يمثل عكس النوع الأول تماماً فيجب أن يضع في اعتباراته اختيار مشرف يتابعه على الدوام ويوجهه ويعطيه مهام مختلفة حتى يبقيه في دائرة العمل باستمرار بما يمكنه من الهدف

الدكتور عبدالمحسن القرني بدوره تحدث عن صدمة البدايات خصوصا في ظل ندرة السعوديين في أستراليا آنذاك (2005) وعن أنه لا يجب الأستسلام للرؤى والنصائح المحبطة من المحيطين به، والتي لا تستند إلى أقوال وأفكار منطقية بل هي بالغالب مغلفة بالتبعية ومع فكرة «مع الخيل يا شقرا»، واستدل بذلك من واقع تجربته الشخصية، حيث كان الجميع في بداية مرحلة الماجستير يحذره من جامعة ملبورن وعن تعقيدها وأثبتت الايام عكس ذلك وأن الجامعات المميزة دائما ما تمنحك بيئة تحفيزية أفضل ومجموعات بحثية أكثر تمكنا مما ينعكس إيجابا على تجربتك الدراسية.

كما نوه إلى أن مراسلة المشرفين المتخصصين والتواصل مع أصحاب الأبحاث المتميزة في مجال بحثي معين يعطي مفاتيح من خلالها تستطيع فتح أبواب هذه المجال واستدل بذلك أيضا بالحديث عن تجربة مراسلاته أثناء البحث عن قبول دكتوراه.

وتحدث عن خطر الصور النمطية والأحكام المسبقة وكيف يمكن أن تؤثر سلبا في علاقتك بمشرفك الدراسي وأن المواقف يجب أن تبنى اعتمادا على الواقع والنظرة الإيجابية لا على التجارب الشخصية لغيرك والتي يمكن أن تكون ظروفها وعواملها مختلفة كليا عن عوامل تجربتك الشخصية

أما الدكتور ناصر طيران فقد ذكر في سياق حديثه أهمية تزايد حملة الدكتوراه من السعوديين؛ لأنهم هم من سيحمل الهم الحقيقي لتطوير الكلية خاصة والجامعة بوجه عام، ونصح أي معيد أن يحدد اهتمامه البحثي وتخصصه الدقيق منذ البداية حتى يستطيع أن يعزز ذلك بأخذ مواد تخصصية في مرحلة الماجستير قبل الشروع في مرحلة الدكتوراه، لأن تحديد الأهداف بوضوح منذ البداية من شأنه أن يخلق نجاحات أسمى وأن يوفر كثيراً من الوقت والجهد.

كما تحدث الدكتور ناصر عن أهمية الرياضيات في فروع الحاسب الآلي وكيف أنها تمثل المعادلة السحرية في عالم الأبحاث الحاسوبية والخوارزميات التي تبحث عن أفضل الحلول لمشاكل متعددة في عالم اليوم.

وتحدث أيضا عن ضرورة كسب ثقة المشرف الدراسي في بدايات مرحلة الدكتوراه مستشهدا بتجربته الشخصية، ثم قام بوضع إطار عام لمرحلة الدكتوراه حسب تصوره مستلهما ذلك من الحديث الذي دار في هذا اللقاء.

بعد أن أنهى ضيوف اللقاء الحديث عن تجربتهم فتح مدير اللقاء المجال لاستقبال الاسئلة من الحاضرين، ودار نقاش حول الإطار العام للقاء حيث طرحت عدة تساؤلات من الأستاذ فيصل المنجحي، والاستاذ عادل القحطاني والأستاذ يوسف الهيزعي، مما خلق آفاقا للحوار.

وفي نهاية اللقاء تم تكريم عميد كلية علوم الحاسب الآلي الدكتور ناصر طيران بدرع كبادرة شكر وعرفان على كل النجاحات التي حققها للكلية أثناء فترة عمادته، وأهمها تحقيق الاعتماد الأكاديمي العالمي وصنعه لتميز الكلية في مجالات الاعتمادات الأكاديمية على مستوى الجامعة، بالإضافة إلى إنجازاته الأخرى التي ستظل شاهدة على تميز مرحلته حتى بعد مغادرته إلى الرياض على ضوء اختياره كعضو بهيئة التقويم والاعتماد الأكاديمي.