المبتعثة خلود آل عوض: تجربة الدراسة بالخارج تصقل الشخصية وتعلم الصبر وتساعد على اتخاذ القرارات

تاريخ التعديل
سنة واحدة 6 أشهر
جامعة فلوريدا

رحلة الابتعاث ليست بالأمر السهل، حيث إن اتخاذ هذه الخطوة تأتي بعد الكثير من القرارات الصعبة والتردد، ولا سيما الخوف من الغربة والخروج عن أرض الوطن وهذا ما أتفق عليه الكثيرون من الذين خاضوا هذه التجربة في سبيل إكمال مسيرتهم التعليمية، ومنهم المبتعثة سابقا خلود آل عوض التي خاضت تجربة الابتعاث في جامعة فلوريدا التقنية بأمريكا لتتحدث لنا في آفاق عن هذه الرحلة.

بدايةً حديثنا عن نفسك  و ما هو تخصصك؟

خلود محمد آل عوض، حاصلة على درجة الماجستير عام 2020 في تخصص “STEM Education” تعليم العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة من جامعة فلوريدا التقنية بأمريكا، وحاصلة على درجة البكالوريوس عام 2015 في تخصص اللغة الإنجليزية من جامعة الملك خالد.

ما دوافع دراستك للماجستير؟

الدافع الأكبر لإكمال الماجستير هو الرغبة في التوسع والتعمق في العلم وتطوير مهاراتي واستغلال الفرص المتاحة لي بالتعلم خارج البلاد سواءً علميًا أو ثقافيًا وكذلك دعم والديّ وزوجي وأخوتي.

عندما كنت أتصل بوالدي أثناء فترة الابتعاث كان يذكرني دائماً ويقول "كملي دراستك يا بنتي وإن شاء الله ترجعين ومعك الشهادة" كانت كلمته هذه ترن بداخلي كلما أحسست بالضعف واليأس كانت تقويني أكثر وتزيد التحدي والطموح لدي، ودعم زوجي وتشجيعه لي وتجربتنا للغربة سويًا ساعدتني كثيرًا في النجاح وتخطي جميع العقبات ومشاركته لي أفراحي وأحزاني تعني لي الكثير.

كيف كانت تجربتك مع التغيرات الثقافية والتعايش مع بيئة مختلفة؟

هناك فرق شاسع في الثقافة فما نسمعه يختلف عما نراه، بداية رحلة الابتعاث كنت أحاول فقط أن أركز على هدف مجيء لأمريكا وأن أتجاهل كل شعور ينتابني ويحبطني؛ ولكن هناك مرحلة يمر بها كل طالب بأمريكا تسمى “Culture Shock” الصدمة الثقافية، تغير اللغة والمكان والناس والعادات والتقاليد كان تحدي كبير للتعايش والتكيف في المكان، كنت افتقد كثيرًا قرب الأهل وفرحتهم معي بكل حدث أو مناسبة، أيضًا كان يقلقني كثيرًا مصطلح العنصرية ولكن ولله الحمد لم أواجه مواقف تذكر بحكم أن مدينة دنڤر بولاية كولورادو مدينة فيها تنوع واختلاف ثقافي وكانت أول مدينة استقريت فيها فترة اللغة.

 ماذا اكتشفتِ في نفسك أثناء فترة الابتعاث؟

أثناء فترة الابتعاث اكتشفت الكثير بنفسي، الاعتماد الكلي على التعلم الذاتي وهذا ساعدني لأكتشف أني سريعة التعلم، خلال فترة تعلم اللغة كنت أحرص على تسجيل العروض التي قدمتها وهذا الشيء ساعدني على ملاحظة تطور لغتي سريعًا والاطلاع وقراءة الأبحاث ونقدها كانت من هواياتي والتأمل والتفكير الإبداعي عن طريق استغلال الدورات التي كانت تقيمها جامعتي والقدرة على تحمل الضغوط والمصاعب وحل المشكلات واتخاذ القرارات بعد تفكير عميق كذلك التكيف السريع وتكوين العلاقات.

حدثينا عن تجربتك في جامعة فلوريدا التقنية؟

تجربتي بالجامعة كانت استثنائية ومليئة بالكثير من المعلومات العلمية والثقافية والاجتماعية، التحقت بجامعة فلوريدا التقنية عام 2018 بعد الانتهاء من كورس اللغة لمدة سنة ونصف. كان الالتحاق بجامعة أمريكية أشبه بالحلم لازلت أتذكر أول محاضرة كنت أحرص في البدايات على تسجيلها لكي لا يفوتني شيء منها وأدركت مؤخراً أني سأعتمد على التعلم الذاتي وهذا الشيء ساعدني كثيراً في ترسيخ المعلومة وفهمها وحفظها.

هيبة المكان واختلاف الجنسيات والثقافات والتعرف على أصدقاء من جنسيات مختلفة ساعدني على التكيف وتعلم الكثير.

 

كما تعلمت كيف أناقش وأنقد مقالات وكيفية تطبيق استراتيجة  STEM باستخدام التكنولوجيا في التعليم وقمنا بتطبيقها على زملائنا بالكلاس. أيضا استفدت من المصادر المتاحة لي بالجامعة. التجربة كانت رائعة وثرية بالعلوم والمعرفة.

 للغربة تحديات وغالبًا ما يتفق عليها المبتعثون، ما التحديات التي واجهتك؟

اللغة بالرغم من أن تخصصي لغة انجليزية إلا أنني واجهت صعوبة في اللغة لالتحاقي بمعهد أكاديمي أشبه لنظام الجامعات الأمريكية في إعداد الأبحاث والمهام العلمية والعملية التي  تتطلب أدائها خارج المنزل كالتحدث مع الجيران أو طلاب الجامعة كانت تجربة جميلة وثرية ساعدتني على التعلم بسرعة والتحدث بطلاقه واختلاف الثقافة كان تحدي كبير حيث كان وقت وصولي لأمريكا هو وقت رئاسة دونالد ترامب عام 2016 ، وكان هناك عنصرية واضحة بخطاباته وكان بعض من الأمريكان يوقفوننا ويطمئنونا بأنهم معنا وليس ضدنا وأن لا نهتم لما يقول كذلك الاعتماد الكلي على النفس، تعودنا بملكتنا الغالية على وجود العمالة بكل مكان لحمل شنط السفر أو نقل الأثاث أو تعبئة بنزين السيارة أو التنظيف ولكن بأمريكا جميع الناس يعتمدون على ذواتهم سواءً في نقل الأثاث أو حمل الأغراض. و الإدارة المالية وغلاء المعيشة كانت تحدي بالنسبة لنا وكذلك التكيف مع المجتمع رغم اختلاف ثقافاته وإحياء مناسباتنا الدينية كشهر رمضان والأعياد. كنا نحرص على تعريفهم بثقافتنا وديننا وكانوا جدا سعيدين بمشاركتنا والجرأة في اتخاذ القرارات.

وكان  التحدي الأكبر الذي كان يواجه جميع الطلبة ألا وهو اختبار الايلتس IELTS المطلوب للحصول على قبول بالجامعات، خضت الاختبار لأكثر من مرتين لأحصل على الدرجة المطلوبة كان تحدي صعب وبعض من الطلاب خاض الاختبار لأكثر من ٧ مرات والحمد لله كانت النتيجة مرضية.

ما هي أهم انجازاتك وخبراتك الأكاديمية والعملية؟

في 2016 التحقت بمعهد ELC لدراسة اللغة بشكل مكثف في مدينة دنڤر بولاية كولورادو لمدة سنة ونصف وحصلت على الشهادة عام 2018.

 

و بعدها انتقلت إلى مدينة ملبورن بولاية فلوريدا لاستكمال دراستي والتحقت أيضاً بمعهد ELS للغة الإنجليزية لمدة ثلاثة أشهر وحصلت على قبول الماجستير وبدأت في 16 اغسطس، 2018.

خلال مرحلة اللغة تطوعت بمؤسسات خيرية لرعاية المشردين وكبار السن قمنا فيه بالعديد من الأنشطة لهم من ترتيب وفرز المأكولات والجلوس للتحدث معهم.

وقمت بالعديد من المشاركات مع النادي السعودي لتمثيل المملكة في المهرجان الثقافي بجامعة دنڤر ، وفي العديد من المناسبات والأعياد.

كما قمت بالعديد من الأبحاث ونقد بعض المقالات خلال مرحلة الدراسة.

وحضرت مؤتمر لتقنيات التعليم والتمارين المبتكرة والملهمة في التعليم والخبرات العلمية قامت به جمعية ميشيغن السنوية لمستخدمي الكمبيوتر في التعلم MACUL في مدينة قراند رابدز بولاية ميشيقن. أخيرا من أمريكا انطلق مشروعي الصغير عبر الانستقرام us_outletfl ، عبارة عن متجر إلكتروني لتوفير البراندات الأمريكية بسعر مخفض من الأوتليت ولله الحمد نجح نجاح باهر. 

 في جانبك المهني، مررتِ بتجربة المحاضرة لدرجتين علمية وكذلك خضتِ رحلة التدريس بمدارس عالمية، حدثينا عن هذه التجارب  وماذا أضافت لك؟

تخرجت من الماجستير عام 2020 وقت بداية جائحة كورونا وعند عودتي من البعثة واجهت صعوبة في الحصول على عمل، وعند استقراري بالرياض عام 2021 عملت كمعلمة لغة إنجليزية  للمرحلة الابتدائية بمدارس الأمجاد العالمية وكانت تجربة ناجحة أضافت لي الكثير منها التعرف على شخصيات الأطفال وتقوية نقاط الضعف لديهم وتطوير مهاراتهم في اللغة الإنجليزية و كنت اجتهد لتطبيق كل ما تعلمته خلال رحلة الماجستير من استراتيجيات التدريس وكيفية التعامل مع الطلاب وتطبيق استراتيجيات STEM ، حالياً أنا مُحاضر لغة إنجليزية دبلوم وبكالوريوس بالكلية الرقمية والتقنية بالرياض ولا زلت في بداية التجربة والحمد لله لاحظت مستوى الطالبات باللغة رائع من خلال تفاعلهم معي بالمحاضرة ولديهم الوعي بأهميتها أحاول دائماً إعطائهم بعض النصائح أو المواقع المفيدة في التعلم التي عرفتها خلال رحلتي في دراسة الماجستير، بالنسبة للتجربتين فقد طورت مهاراتي كثيرا في التدريس وجعلتني أتعمق أكثر في بحوره. أيضا ساعدتني على حفظ اللغة من النسيان وممارستها يوميا مع الطلاب. استطعت من خلال التجربة على تحليل شخصيات الطلاب وكيفية التعامل معهم وتزويدهم بكل ما يفيدهم ويطور مهاراتهم ويساعدهم خلال رحلتهم بالدراسة، وأيضًا أضافت لي مهارة حل المشكلات بطريقة ذكية.

ختامًا؛ كلمة تُقدمينها لمن يفكر بخوض هذه الرحلة في سبيل طلب العلم؟

رحلة العلم لا تتوقف بمرحلة معينة نحن في الحياة نمضي ونتعلم، نصيحتي لمن يفكر أو اتيحت له الفرصة بأن لا يتأخر فتجربة الدراسة في الخارج والغربة ستختصر عليه دروس كثير في الحياة كان يجب أن يتعلمها منذ نعومة أظفاره، تجربة الدراسة بالخارج تصقل الشخصية وتعلم الصبر وتساعد على اكتشاف وحل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة، أيضًا تجربة السفر والتنقل تساعد على استكشاف الثقافات والبلدان والحضارات وتثري العقول بما يفيد وتزيد من التفكير الإبداعي وذلك يجعلنا نفكر في تطوير وتقديم الكثير لوطننا ومجتمعاتنا لنحقق معًا رؤية 2030 بنجاح.
                                                                                                                                          سارة القحطاني