الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي للغة الأم بالتركيز على روابط الوحدة بين اللغة والكتاب

تاريخ التعديل
5 سنوات 3 أشهر
الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي للغة الأم بالتركيز على روابط الوحدة بين اللغة والكتاب

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، «اليوم الدولي للغة الأم» International Mother Language Day الذي يتم الاحتفال به في الحادي والعشرين من فبراير من كل عام، وذلك بالتركيز على اللغات الأم والكتب بما في ذلك الكتب الرقمية والمدرسية.
ويرمز هذا اليوم إلى أهمية اللغة في حياة البشر، كما يشير إلى التنوع الثقافي والعرقي بين الشعوب، الذي تلخصه اللغات في تنوعها وقدراتها الهائلة على ترميز الحياة والوجود.
وقالت المديرة العامة لليونسكو بهذه المناسبة إن اليوم الدولي للغة الأم يمثل فرصة مميزة لإبراز أهمية اللغات بالنسبة لهوية الجماعات والأفراد إلى الأسس التي تقوم عليها كل حياة اجتماعية واقتصادية وثقافية؛ ودعت جميع شركاء اليونسكو والمؤلفين والمعلمين في جميع أنحاء العالم إلى العمل معا من أجل الاعتراف بأهمية التنوع اللغوي والثقافي وأهمية تعليم اللغة الأم.
وتركز اليونسكو على استكشاف الروابط بين اللغة والكتاب؛ فالكتب قوة دافعة نحو تحقيق السلام والتنمية كما أنه أداة أساسية للتعبير، تسهم في إثراء اللغة.
يشار إلى أن اليونسكو أعلنت «اليوم الدولي للغة الأم» عام 1999، بهدف تعزيز التنوع اللغوي والتعليم المتعدد اللغات وتسليط الضوء على ضرورة زيادة الوعي بأهمية التعليم القائم على اللغة الأم.
وتحيي اليونسكو بهذه المناسبة عدة فعاليات في مقرها بباريس، حيث يقوم خبراء في اللغات بتسليط الضوء على دور اللغات الأم في تعزيز التنوع اللغوي والثقافي وفي تطوير التربية المشتركة بين الثقافات من خلال المحفوظات الرقمية للغات العالم.

قصة اليوم العالمي
أما قصة اليوم نفسه، فتعود إلى عام 1948 عندما قام رئيس باكستان ومؤسسها، محمد علي جناح، بفرض  اللغة الأوردية كلغة وطنية، وهو ما اعترضت عليه باكستان الشرقية (بنغلاديش حاليا) في شكل حركة شعبية كبيرة، وفي ذلك الوقت لم تكن بنغلاديش قد انفصلت عن باكستان؛ وفي ما بعد تقدمت بنغلاديش لليونيسكو باقتراح الاحتفال بهذا اليوم موافقا لتاريخ الاحتجاجات التي تم سابقا وأدت لاستقلالها عن باكستان.
وتم إقرار اليوم العالمي للغة الأم مبدئيا بموافقة 28 دولة وتم الاحتفال به لأول مرة في فبراير 2000.

لغات قيد الاندثار!
ويأتي الاحتفال بهذا اليوم في الوقت الذي حذرت فيه اليونسكو من أن الكثير من اللغات قليلة الانتشار بدأت في الاندثار.
واندثار لغة محكية يعني الكثير من غياب تراث ثقافي كامل والعديد من الآثار الفكرية والمعرفية المتعلقة، بما وراء هذه اللغة في ارتباطها بالناس والأمكنة والتاريخ.
وقد جاء في موقع اليونسكو على الإنترنت، أنه عبر الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم، تدعم اليونسكو تعليم اللغة الأم والتعليم متعدد اللغات، وأن الهدف الأساسي من وراء هذا اليوم هو المساهمة في تعزيز التعليم من أجل المواطنة العالمية.
وتشير الإحصائيات إلى أن ما لا يقل من 43 في المئة من اللغات المحكية في العالم والبالغ عددها حوالي 7000 لغة معرضة للاندثار.
ويدعم الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم الهدف 4.6 من أهداف التنمية المستدامة الذي ينص على «ضمان أن تلمّ بالقراءة والكتابة والحساب نسبة كبيرة من الشباب من الكبار، رجالا ونساء على حد سواء، بحلول عام 2030».