الإعلامي فريد مخلص.. 34 عاما من ممارسة الشغف الإذاعي والصحفي

تاريخ التعديل
5 سنوات شهران
الإعلامي فريد مخلص.. 34 عاما من ممارسة الشغف الإذاعي والصحفي

عبير الشهراني

مضى على دخوله مجال الإعلام والصحافة ٣٤ عاما، انتقل من سلك التعليم إلى سلك الإعلام ليتبع شغفه ورغبته بالصحافة، قدم عدة برامج إذاعية منها المجلة الرياضية وأبواب الخير ومع السفراء ومشوار الحياة وإطلالة. هو الإعلامي القدير فريد محمد مخلص أحد رموز الإعلام الرياضي منذ عام ١٩٧٥، بدأ مشواره الإعلامي كمحرر في مجال الرياضة في جريدة«الندوة»، وساهم في كتابة الكثير من المقالات الرياضية على مستوى الخليج.
حصل على عدة جوائز وأقيمت له عدة محافل تكريمية في عام ١٤٢٦ على خلفية دخوله موسوعة جينيس ببرنامجه «المجلة الرياضية»، ومن أهم مكرميه وزير الثقافة والإعلام آنذاك إياد أمين مدني، وجريدة «عكاظ» و «إذاعة جدة».
«آفاق» أجرت معه هذا الحوار والذي أباح فيه بالكثير عن تجربته في الإعلام.

حدثنا عن بداياتك في الصحافة وكيف كانت؟
في بداياتي، نقلت خدماتي من ملاك وزارة المعارف آنذاك إلى ملاك وزارة الإعلام لحبي للإعلام وبالذات صاحبة الجلالة، الصحافة، فلقد كنت معلما لمادة الجغرافيا في مدينة الطائف إضافة إلى ذلك كنت أعمل مندوبا رياضيا لجريدة الندوة، وفي ذلك الوقت طلبت من معالي وزير الإعلام حينها، محمد عبده يماني،  أن يبعثني لتحضير رسالتي الماجستير والدكتوراه في الصحافة.

من خلال فترة عملك في الإذاعة منذ 30 عاما تقريبا، هل لاحظت فرقا بين الإذاعة قديما واليوم؟
العمل الإذاعي قديما كان جميلا وروح الفريق الواحد في الإذاعة كانت موجودة والكل يتعاون ويجتهد لتقديم العون لغيره، واليوم أصبح كل شخص يعمل لوحده افتقدنا لروح الفريق.
كما كنا نقوم بتسجيل معظم البرامج ويتم تسليمها لمكتبة التسجيلات بالإذاعة قبل مرور ٢٤ ساعة ماعدا البرامج الإخبارية، واليوم ٩٥٪ من البرامج تبث على الهواء مباشرة.
وبالنسبة لإعداد البرامج، فقديما كنا نواجه صعوبة في العثور على المعلومات ولم يكن يتوفر الإنترنت، مع العلم أن النقل الحرفي منه يعد خطأ ولابد من النقل بتمعن، واليوم الوضع مختلف جدا، وما أود قوله هو أن الحصول على حزمة من المعلومات بات سهلا عكس ماكنا عليه قديما.
والنقطة الأهم في تصوري، أن البرامج الإذاعية حتى وقت قريب، كانت تخاطب جميع شرائح المجتمع،  فالشباب لهم برامجهم وكبار السن أيضا يستمتعون ببرامج التراث والأغاني الطربية القديمة.
اليوم وللأسف بات ٩٠٪ من البرامج تخاطب شريحة الشباب فقط وكأن المجتمع يمثل مرحلة عمرية واحدة،  وافتقدنا الى تلك الأغاني الطربية وأصبحنا نستمع لكلمات هائفة، والإذاعات اليوم أصبحت تساهم في تدني ذائقة المتلقين من خلال تكريس هذه الأغاني الهابطة.

يمر كل مذيع بتجربة صوتية ويتجاوزها عندما يدخل مجال التقديم، حدثنا عن تجربتك الصوتية وعن رهبة الميكروفون؟
سأصرح ولأول مرة وعبر هذا اللقاء أني لم أقم بعمل تجربة صوتية بتاتا، فقد تم استثنائي من هذا الشرط وحصل هذا في عام ١٩٨٤، عندما استدعيت من قبل مدير إدارة البرنامج الثاني في الإذاعة القدير محمد عبدالرحمن الشعلان، رحمه الله، وطلب مني التفكير في عمل برنامج رياضي أسبوعي مميز قائلا «لابد الاستفادة من خبرتك في المجال الرياضي لافتقار إذاعة جدة للبرامج الرياضية».
وكنا حينها متواجدين في سنغافورة لحضور نهائي كأس آسيا لكرة القدم وبعد عودتنا أعددت له حلقة نموذجية لبرنامج «المجلة الرياضية» وحصلت على موافقته بعد اطلاعه عليها؛ وطرحت عليه سؤالا عمن سيرشح ليقوم بتقديم البرنامج، فنظر لي مستغربا و قال «أنت من جدك تتكلم» وقلت له «نعم»، فرد قائلا «سيقدمه أنت طبعا». كنت مندهشا وقدمت اعتذاري عن التقديم وسألني عن السبب وقلت أن صوتي غير مناسب ولم أجري تجربة صوتية ولكنه رد بأنك ناجح ولن تجري التجربة الصوتية، وأصر أن أقوم أنا بتقديمه.
وأضاف، رحمه الله، «لو أحد سألك كيف تقدم برنامجا ولم تعمل التجربة الصوتية قل لهم راجعوا الشعلان»، وأنا لا أزال احتفظ للأستاذ محمد عبدالرحمن الشعلان، رحمه الله، بهذه الثقة وهذا الجميل، وأما بخصوص رهبة الـ «مايك»، فلم أشعر بها وذلك لسهولة تقديم البرامج.

صف لنا تجربتك في أول عمل إذاعي لك بعد عملك لفترة خلف الكواليس في إذاعة جدة محررا؟
بدأت أعمل كمحرر بإدارة الأخبار في إذاعة جدة حيث كنت أثناء فترة العمل بانتظار القبول من إحدى الجامعات الأمريكية لإكمال الماجستير، وكُلفت بإعداد وتقديم برنامج يومي لعنوان «أخبار الرياضة»، وعند حصولي على الموافقة من الجامعة مررت بظرف وفاة والدي، رحمة الله، مما جعلني أتراجع عن فكرة السفر وإكمال الماجستير.

أتيحت لك فرص كثيرة لمقابلة شخصيات ذات أوزان ثقيلة عالمية خلال عملك في برامجك.. ما أبرز الشخصيات التي كنت تعتز بلقائها؟
في برنامجي «المجلة الرياضية» أتيحت لي فرص لإجراء الكثير من المقابلات خلال العشرين سنة الماضية، ومن الشخصيات التي استضفتها الأمير الراحل فيصل بن فهد، والأمير سلطان بن فهد، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق د. جواو هافلانج، ومن النجوم الرياضيين العالميين محمد علي كلاي وبيليه ومارادونا. إضافة إلى رؤساء اتحادات قارية ونجوم كرة عرب.
وعندما أكملت «المجلة» ٢٠ عاما ودخلت موسوعة غينيس كأطول برنامج رياضي إذاعي في العالم، خيرني مدير عام جدة سابقاً الأستاذ بكر باخضير بين استمرار المجلة أو توقفها؛ فقررت ايقافها والعمل بمجال آخر مختلف عن المجال الرياضي مثل برنامج جديد استقطب من خلاله أكثر من شريحة لشرائح المجتمع وكان هذا البرنامج هو برنامج «أبواب» وخلال هذه الفترة تلقيت الكثير من العروض من قبل قنوات فضائية، ولكن بصراحة يعز علي البعد عن بيتي الأول،  الإذاعة.

لقاء أو برنامج تشعر أنه كان السبب في صناعة اسمك كمذيع؟
برنامج «المجلة الرياضية» لم يمنحني الشهرة فقط، بل منحني العديد من التكريمات على المستوى المحلي ‏والعربي والعالمي تجاوزت الـ 12 تكريما. وصنع اسمي كمذيع والذي استمر لمدة 20 عاما ودخلت من خلاله لموسوعة غينيس لتحطيم الأرقام القياسية كأطول برنامج إذاعي رياضي في العالم، كما فتح لي أبواب التكريم على مصراعيها بداية من تكريم اللجنة الأولمبية الدولية بترشيحي لحمل الشعلة الأولمبية، وانتهاء بتكريم جامعة أم القرى لي بصفتي أحد خريجي هذه الجامعة.

أتيحت لك فرصة ربما لم تتح لغيرك وهي إجراء حوار مطول مع الشاعر إبراهيم خفاجي الذي كتب النشيد الوطني السعودي، حدثنا عن تفاصيل هذا اللقاء؟
نعم أتيحت لي فرصه إجراء أطول لقاء إذاعي في مشوار شاعر النشيد الوطني العم إبراهيم خفاجي، رحمه الله، وهو إعداد وتقديم ٣٠ حلقة من برنامج «دقائق مع فريد مخلص وإبراهيم خفاجي» أذيع في إذاعة جدة في شهر رمضان. وعلاقتي بالعم إبراهيم هي امتداد لصداقته بوالدي، رحمه الله.

ما أبرز اللقاءات الإذاعية التي تعتز بها خلال مشوارك الإعلامي؟
أجريت 70 لقاء مع سفراء خادم الحرمين الشريفين في مختلف أنحاء العالم في برنامج مع السفراء؛ أيضا لقائي مع إبراهيم خفاجي والحلقة الخاصة عن صوت الأرض للفنان الراحل طلال مداح، وهي أطول حلقة فنية في تاريخ إذاعة جدة، والسهرة الرمضانية مع عراب الإعلام السعودي الأستاذ عباس فائق غزاوي؛ وكان هذا اللقاء الوحيد من جميع اللقاءات الذي يتضمن مشوار حياته بالكامل؛ والأخير لقائي بالمذيع المتألق خالد زارع.

تنقلت في تقديم برامج إذاعية كثيرة ما الجديد الذي تعد به جمهورك؟
‏أنا حاليا في إجازة مفتوحة. ربماهناك برنامج جديد، وربما يكون برنامجا يوميا خلال شهر رمضان القادم، بعون الله.

كلمة أخيرة؟
أشكركم لإتاحة الفرصة لي للتحدث عبر نافذتكم الإعلامية صحيفة «آفاق»، ممتن للغاية وآمل أن يكون كلامي مهضوما للقراء.