18 ديسمبر: اليوم العالمي للغة العربية

تاريخ التعديل
5 سنوات شهران
18 ديسمبر: اليوم العالمي للغة العربية

إعداد: أسعد أبو قاعود

أعلن رئيس الهيئة الاستشارية لتنمية الثقافة العربية «أرابيا»، السفير المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس، أن الهيئة، قررت اعتماد محور «العربية والعلوم» لدورة 2018 لليوم العالمي للغة العربية.
وأضاف الدريس بأن قرار اختيار هذا المحور من شأنه إعادة لفت الانتباه الى أهمية اللغة العربية والقيمة العالية التي تحظى بها على مدى التاريخ نظرا لمكانتها في الحضارة البشرية ولإسهاماتها في التطور العلمي على مدى القرون.
وأضاف بأن الندوات التي ستخصص لموضوع اللغة العربية والعلوم ستتناول الحضور العلمي في اللغة العربية بين الأمس واليوم والغد، وستحظى بمشاركة واسعة من الخبراء اللغويين مع جمع من الكتاب والباحثين والعلميين والديبلوماسيين والإعلاميين والعاملين في اليونسكو، وأوضح الدريس بأنه سيصاحب فعاليات الاحتفال معرض يبرز مكانة اللغة العربية والعلوم عبر تاريخ الانسانية وذلك بمشاركة فنانين ورسامين من بلدان متنوعة ليكون نافذة عالمية من اليونسكو تعرف بدور اللغة العربية في خدمة العلوم.
وتهدف خطة تنمية الثقافة العربية «أرابيا» التي أنشأتها اليونسكو عام 1999 إلى «توفير إطار يمكن البلدان العربية فيه من تنمية تراثها الثقافي، بحيث يصان الماضي مع التركيز بوجه خاص على المستقبل، وينفتح العالم العربي على التأثيرات والتكنولوجيا الجديدة مع الحفاظ على سلامة التراث العربي».

الدور التاريخي للعربية في البحث العلمي ونشر المعرفة
أبرزت السيدة أودري ازولاي، المديرة العامة لليونسكو، في رسالتها بمناسبة يوم اللغة العربية، الدور التاريخي للغة العربية في البحث العلمي وفي نشر المعرفة، وإبراز أهمية التعدد اللغوي للأوساط المعنية بالبحث العلمي في الوقت الحاضر.
وقالت «نحتفل باليوم العالمي للغة العربية تحت راية العلم والتواصل العلمي. ويُعدّ العلم ركنا من أركان الثقافة العربية مند البداية.
وسلطت الضوء على العالم الكبير، إبن الهيثم، كأبرز أعلام التأليف العلمي باللغة العربية، قائلة: «قام هذا العلاّمة، الذي ولد في البصرة بالعراق في القرن العاشر الميلادي، بوضع أسس علم البصريات، فكان حقا علينا تكريمه في عام 2015، إذ أُعلن هذا العام السنة الدولية للضوء وتكنولوجيات الضوء».
وأضافت «ويُعدّ الأستاذ أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل للكيمياء والرئيس السابق لهيئة تحكيم «جائزة لوريـال-اليونسكو للنساء في مجال العلوم»، وكذلك سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة الأستاذة حياة سندي، من أعلام الامتياز العلمي الناطقين باللغة العربية في الوقت الحاضر».
وأكدت السيدة بوكوفا على التزام اليونسكو، بناء على ذلك، بمواصلة سعيها إلى إتاحة فرص تعليم العلوم للجميع، ومنها فرص تعليم العلوم باللغة العربية، ولا سيما للشباب.
ودعت جميع شركاء اليونسكو إلى تعزيز الجهود والمساعي الرامية إلى إعداد الكتب المدرسية والمواد التربوية وبرامج محو الأمية اللازمة لضمان نشأة ونبوغ جيل جديد من العلماء والعالمات الناطقين باللغة العربية من أجل الصالح العام للبشرية.

أهمية اللغة العربية
العربية هي أكثر لغات المجموعة السامية انتشارا، كما أنها واحدة من أكثر اللغات انتشارا في العالم حيث يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي السنغال وإرتيريا.
وهي ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة القرآن الكريم، ولا تتم الصلاة، وغيرها من العبادات في الإسلام، بغيرها' وقد أثّر انتشار الإسلام، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في المناطق التي حكمها المسلمون.
وأثرت العربية، تأثيرا مباشرا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية، وخاصة المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية. وتُدّرس اللغة العربية تدريسا رسميا أو غير رسمي في كثير من الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي؛ ففضلا عن أنها اللغة الرسمية في كل دول الوطن العربي، فهي كذلك لغة رسمية في تشاد وإريتيريا، كما أنها إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة.

العربية والأمم المتحدة
قد كان التوازن بين اللغات الرسمية الست، أي الانكليزية والعربية والصينية والأسبانية والفرنسية ‏والروسية، شغلا شاغلا لكل الأمناء العامين؛ ‏واتُخذت عدة إجراءات، منذ عام 1946 إلى يومنا هذا، لتعزيز استعمال اللغات الرسمية حتى تكون الأمم ‏المتحدة وأهدافها وأعمالها مفهومة لدى الجمهور على أوسع نطاق ممكن.‏
وفي إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام قرارا عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم الذي يُحتفل به في 21 فبراير من كل عام، بناء على مبادرة من اليونسكو، للاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة.
و تقرر    الاحتفال باللغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام، كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190 (د-28) بتاريخ 18 ديسمبر 1973، وقررت الجمعية العامة بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. ويتمثل الغرض من هذا اليوم بزيادة الوعي بين موظفي الأمم المتحدة بتاريخ كل من اللغات الرسمية الست وثقافتها وتطورها.
ولكل لغة من اللغات الحرية على اختيار الأسلوب الذي تجده مناسبا في إعداد برنامج أنشطة لليوم الخاص بها، بما في ذلك دعوة شعراء وكتاب وأدباء معروفين، بالإضافة إلى نشر مواد إعلامية متعلقة بالحدث.
وتشمل الأنشطة الثقافية: فرق العزف الموسيقية، والقراءات الأدبية، والمسابقات التنافسية وإقامة المعارض والمحاضرات والعروض الفنية والمسرحية والشعبية.
كما تشمل أيضا تجهيز وجبات طعام تعبير عن التنوع الثقافي للدول الناطقة باللغة، وإقامة عروض سينمائية وحلقات دورس موجزة للراغبين في استكشاف المزيد عن اللغة.

الأمم المتحدة وتعدد اللغات
يكتسي تعدد اللغات، بوصفه عنصرا أساسيا في الاتصال المتناسق بين الشعوب أهمية خاصة جدا بالنسبة ‏لمنظمة الأمم المتحدة.
وهو إذ يشجع على التسامح، فإنه يكفل أيضا مشاركة فعالة ومتزايدة للجميع في ‏سير عمل المنظمة، وكذلك فعالية أكبر ونتائج أفضل ومشاركة أكبر. وينبغي الحفاظ على تعدد اللغات ‏وتشجيعه بإجراءات مختلفة داخل منظومة الأمم المتحدة، بروح الإشراك والاتصال.‏
وقد كان التوازن بين اللغات الرسمية الست، أي الانكليزية والعربية والصينية والأسبانية والفرنسية ‏والروسية.
‏واتُّخذت عدة إجراءات، منذ عام 1946 إلى يومنا هذا، لتعزيز استعمال اللغات الرسمية حتى تكون الأمم ‏المتحدة وأهدافها وأعمالها مفهومة لدى الجمهور على أوسع نطاق ممكن.‏
و‏الانكليزية والفرنسية هما لغتا العمل في الأمانة العامة للأمم المتحدة، وفقا للقرار رقم 2 بتاريخ 1 فبراير ‏‏1946.‏
وينبغي النظر إلى إشكالية تعدد اللغات من زوايا مختلفة، وبشكل خاص زاويتي الاتصال الداخلي ‏والاتصال الخارجي.
فالاتصال الداخلي يتم داخل المنظمة، سواء تعلق الأمر بالاتصال الرسمي بين الدول ‏الأعضاء وكل الجهات الفاعلة المشاركة في عمل الأمم المتحدة أو الاتصال بين الدول الأعضاء والأمين ‏العام للأمم المتحدة. وهو يستلزم التمييز بين لغات العمل واللغات الرسمية.
ويمكن أن يشمل الاتصال ‏الخارجي، الموجه إلى الجمهور على نطاق أوسع، اللغات الأخرى غير اللغات الرسمية، وكذلك مسألة ‏وسائل الإعلام المستخدمة لنشر رسائل الأمم المتحدة.       

 


تعريف اليونسكو

اليونسكو هي منظمة الأمم المتحدة للتربية، والعلم، والثقافة United Nations Educational، Scientific and Cultural Organization «يونسكو» UNESCO اختصارا، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة مقرها مدينة باريس تأسست في عام 1945، وأصبحت تابعة للأمم المتحدة في عام 1946، ويتم تحديد سياسات المنظمة في مؤتمر يعقد كل عامين.
ترأسها حاليا الفرنسية، من أصل مغربي، أودري أزولاي، بعد فوزها في انتخابات عام 2017؛ وتنضوي في عضوية اليونسكو 195 دولة، ويقع مقرها الرئيسي في باريس؛ ولليونسكو أكثر من 50 مكتبا وعدة معاهد تدريسية حول العالم.
كانت المنظمة مثارا للجدل على مر الزمن؛ فخلال السبعينيات والثمانينيات اعتقدت الدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أن المنظمة مستغلة من قبل المعسكر الاشتراكي ودول العالم الثالث لمهاجمة الغرب، الأمر الذي حدى بالمنظمة لتطوير خطة سميت بالنظام العالمي الجديد لإيقاف الأكاذيب المزعومة والمعلومات المضللة التي انتشرت عن مسألة تطوير دول العالم.
رفض الغرب هذه الخطة بحجة أنها محاولة لتدمير حرية الإعلام فانسحبت الولايات المتحدة من المنظمة عام 1984 وتلتها بريطانيا عام 1985.
عادت لعضوية المنظمة كل من بريطانيا عام 1997 والولايات المتحدة عام 2003 التي عادت وانسحبت منها مجددا في أكتوبر 2017 متهمة المنظمة بالعداوة والتحيز ضد إسرائيل، فيما أعلنت هذه الأخيرة انسحابها رسميا في 1 يناير 2019.

أهداف اليونسكو
تعمل اليونسكو على تهيئة الظروف الملائمة للحوار بين الحضارات، والثقافات، والشعوب، على أساس احترام القيم المشتركة، لتحقيق الرؤى العالمية للتنمية المستدامة، والتي تشمل احترام حقوق الإنسان، والاحترام المتبادل، والتخفيف من حدة الفقر، ومن أهدافها الشاملة:
• تحقيق التعليم الجيد للجميع، وتوفير إمكانية الحصول على التعليم مدى الحياة.
• إدارة سياسة ومعارف العلوم من أجل التنمية المستدامة.
• معالجة التحديات الاجتماعية والأخلاقية الناشئة.
• تعزيز التنوع الثقافي، والحوار بين الثقافات، وثقافة السلام.

برامج اليونسكو
تنقسم برامج اليونسكو إلى خمسة قطاعات رئيسيّة هي:

التعليم
تشجّع اليونسكو التعليم كوسيلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم، ويعتبر برنامج «التعليم للجميع"» أكبر هذه البرامج، الذي يهدف إلى توسيع نطاق الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وتوفير التعليم المجاني لجميع الأطفال، وزيادة محو الأمية للكبار، ووضع معايير تعليمية عالمية في القراءة والرياضيات. وتهدف «مبادرة الأمم المتّحدة لتعليم البنات» The United Nations Girls’ Education Initiative واختصارها UNGEI، إلى حصول الفتيات والفتيان على فرص متساوية للنجاح في المدرسة، وتركز هذه المنظمة على الفرص التعليمية للفتيات، والعقبات التي يواجهنها في المنزل وفي مجتمعاتهن المحلية.

العلوم الطبيعية
ينظم قطاع العلوم الطبيعية التابع لليونسكو برامج وبحوثا دولية في مجالات العلوم، والهندسة، والطاقة المتجددة، حيث تهدف برامجه إلى الاستجابة للجوانب العلمية للقضايا الدولية، مثل: تغير المناخ والفقر، ويركز هذا القطاع على الكوارث الطبيعية، وعلى البلدان غير المتطورة؛ خاصة في قارة إفريقيا.

العلوم الاجتماعية والإنسانية
تتمثل مهمة قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو في تحسين الأوضاع الاجتماعية للبلدان الأعضاء، وذلك عن طريق تشجيع التعاون الفكري على قيم العدالة والحرية، وتقوم اليونسكو من خلال هذا البرنامج بدعم حقوق الإنسان، ومكافحة جميع أشكال التمييز؛ لضمان حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، بحيث ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن «جميع البشر يولدون أحرارا، ومتساويين في الكرامة والحقوق».

الثقافة
يقوم برنامج الثقافة في اليونسكو على حماية وإدارة التراث العالمي بجميع أشكاله، وتعتبر قائمة مواقع التراث العالمي التي تم إنشاؤها في عام 1972 من أهم برامج قطاع الثقافة، وتُعرّف اليونسكو التراث في ستّ فئات هي: الثقافية، والطّبيعية، والملموسة، وغير الملموسة، والمنقولة، وغير المنقولة.

الاتصالات والمعلومات
يهدف قطاع الاتصالات والمعلومات في اليونسكو إلى تحقيق هدفين رئيسيين هما: تعزيز حصول جميع الناس على المعلومات، وتشجيع أشكال التعبير المتنوعة والمختلفة في وسائل الإعلام، ويُساعد قطاع الاتصالات والمعلومات على تحسين أداء الإعلاميين من خلال تدريبهم.