خريج الدفعة الأولى علي أبو حكمة: علم النفس يعادل تخصصات الطب

تاريخ التعديل
6 سنوات 3 أشهر
خريج الدفعة الأولى علي أبو حكمة: علم النفس يعادل تخصصات الطب

ريم العسيري

 

كشف خريج الدفعة الأولى من قسم علم النفس بالجامعة، الأخصائي أول في علم النفس السريري  بمستشفى الصحة  النفسية بأبها علي محمد أبو حكمة  أن عدم وجود مراجع كافية باللغة العربية في مجال علم النفس أسهم في تعذر وصول بعض النظريات التي تسهم في  تطوير مهنة وتخصص علم النفس، مؤكداً أن أغلب المراجع في مجال علم النفس باللغة الإنجليزية.

وأوضح أن الغرب سبقونا في التأليف والبحث والدراسة، وأن المؤلفات العربية في هذا المجال ليست بالمستوى المأمول' وأكد خلال الحوار الذي أجرته  معه «آفاق» أن تخصص علم النفس يساوي تخصصات الطب ويعتبر من العلوم الخمسة الأساسية في الحياة.

 

ماذا يعني لك كونك خريج أول دفعة من قسم علم النفس بالجامعة؟

الحقيقة أنا أعتبر من أول دفعة في الجامعة، وآخر دفعة من نفس الجامعة، حيث إن الجامعة قررت إيقاف تخريج البكالوريوس علم النفس «رجال» اعتبارا من 1419، لأسباب غير معروفة، كانت الدراسة جميلة جدا ونحن  آخر دفعة وآخر شعبة في الجامعة وكان الاهتمام بنا بشكل كبير وكانت لنا فسحة في التعلم والتعليم بشكل مريح جدا.

 

ما الفرق بين دراسة علم النفس سابقا وحاليا؟

هناك فرق كبير جدا، فعلم النفس يختلف عن جميع العلوم ويعتبر علم النفس من العلوم الخمسة الأساسية في الحياة والعلوم، فكان علم النفس سابقا محصور في التعليم والتربية والارشاد، وكانت الأبحاث والدراسات قليلة جدا، وبما أن مصدر المراجع الهامة والمؤثرة لهذا هذا العلم من الغرب تعذر وصول بعض النظريات والممارسات لتطوير مهنة وتخصص علم النفس، ونشهد اليوم تطور علم النفس في كثير من الجامعات، حيث أصبح هناك  تخصصات مهنية هامة في تنمية المجتمع مثل علم النفس الإكلينيكي وعلم النفس الجنائي وعلم النفس المهني والصناعي، وغيرها من التخصصات الحساسة والنادرة.

 

هل كان هناك تقبل لدراسة علم النفس آنذاك؟ 

كان  هناك رفض لدراسة هذا التخصص لعدم اهتمام الإدارات والمؤسسات الحكومية والخاصة لهذا العلم وأثره،  كما كان هناك رفض من قبل  البعض من المجتمع لهذا التخصص لعدم توفر الوظائف، وأن هذا التخصص ليس مجديا، فكانت بدايات دراسة علم النفس جيدة منذ عام 1400، حيث كان الإقبال على التخصص جيد ومرغوب لأسباب مالية.

ومنذ عام 1411، تغيرت النظرة والاقبال على هذا التخصص بسبب الوظائف وبدأت الانتقادات على التخصص من جميع فئات المجتمع مما أدى إلى العزوف عن دراسة هذا التخصص.

 وكان من يقبل في هذا التخصص من تعذر عليهم القبول في تخصصات أخرى أو من لم يحالفه الحظ في تخصصات أخرى ونقل للتخصص علم النفس لظروف شخصية وأكاديمية، ولكن بعد عام 1424، بدأت المؤسسات الصحية والاجتماعية الاهتمام بهذا التخصص لما له من أثر على الصحة النفسية والاجتماعية على أفراد المجتمع فكان هناك اقبال لا مثيل له، فبدأت بعض جامعات المملكة بتخريج حملة البكالوريوس علم النفس بأعداد كبيرة وهائلة حيث وصلت الأعداد بالمئات في المنشآت الصحية والاجتماعية.

 

أنت شاهد على تأسيس قسم علم النفس بالجامعة.. كيف كان القسم في بداياته؟ 

عندما تم دمج قسم علم النفس بجامعة الملك سعود فرع أبها بقسم علم النفس بجامعة الأمام محمد بن سعود، كانت تضم مجموعة ونخبة من أساتذة سعوديين وغير سعوديين يحملون مؤهلات عالية ونادرة في تخصص علم النفس,

وبدأ القسم بنخبة من البروفيسورات وتأسيس مختبر لعلم النفس يضم مجموعة كبيرة من الاختبارات والمقاييس النفسية والعصبية، كذلك فتح برامج الماجستير والدكتوراه في الإرشاد النفسي وبرنامج القياس النفسي.

وحاليا يضم القسم نخبة من الدكاترة السعوديين يحملون تخصصات نادرة جدا في العلاج النفسي والقياس النفسي، مما ضاعف أعداد الاقبال على الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه في القسم.

 

ما المهارات التي كان لزاما عليكم إجادتها آنذاك كخريجين؟

اتقان مهارات المقابلة الإكلينيكية والتشخيص عن طريق الاختبارات والمقاييس النفسية، كذلك أهمية معرفة بناء الاختبارات والمقاييس النفسية بشكل علمي ومنهجي.

 

ما مدى رضاك عن المكانة العلمية التي وصلت إليها بعد 18 عام من تخرجك؟

ولله الحمد أنا راض بما وصلت له، ولكن التخصص عميق ومتشعب وممتع جدا وحاجة المجتمع لمختصين في هذا المجال كبيرة، لذلك سأستمر  في الدراسة، وأنا في طور الذهاب إلى خارج المملكة لإكمال دراسة الدكتوراه في تخصص نادر جدا على مستوى المنطقة، وعلى مستوى المملكة  ككل وهو تخصص علم النفس العصبي الإكلينيكي إن شاء الله.

 

ماهي النصيحة التي تقدمها لطلاب علم النفس من واقع تجربتك؟

أقول إن تخصص علم النفس يساوي تخصصات الطب ويعتبر من العلوم الخمسة الأساسية في الحياة، فهذا العلم فيه من سبقنا في البحث والدراسة والتأليف وهم الغرب.

ومع احترامي للمؤلفات العربية في مجال علم النفس  لكنها لم تصل للمأمول، فأنصح كل متخصص في علم النفس أن ينمي قدراته اللغوية الإنجليزية، لأن هذا التخصص لا يوجد له مراجع مهمة وهامة تمكن من فهمه واستيعابه، وتقديم الخدمة النفسية بالشكل الصحيح والسليم إلا عن  طريق أمهات الكتب المؤلفة باللغة الإنجليزية، فبدون اللغة الإنجليزية لن تستطيع أن تقدم شيئا وستقف مكتوف الأيدي مدى حياتك.

 

كلمة أخيرة ؟

أحب أن أوجه كلمة إلى  مدير الجامعة وأقول له أنه من الظلم أن يكون قسم علم النفس تحت مظلة كلية التربية، لأنه لا يمت لها بصلة لا من قريب ولا من بعيد.

وقد بدأت الكثير من الجامعات العالمية بتثبيت أقسام علم النفس في كليات العلوم الطبية والصحية، كذلك دول عربية وخليجية، وكذلك بدأت خلال هذه السنة بعض الجامعات السعودية في نقل أقسام هذا التخصص إلى كليات العلوم الطبية، لأن هذا القسم يدرس النفس الإنسانية بجميع جوانبها.

وشكرا لكم  على إتاحة هذه  الفرصة للتعبير عن هذا التخصص الذي يعشقه المختصون وغير المختصين.

بطاقة

 

أخصائي أول في  علم النفس السريري، مستشفى الصحة النفسية بأبها.

بكالوريوس في علم نفس، جامعة الملك خالد  

ماجستير  في  علم النفس الإرشادي، جامعة الملك خالد.  

ماجستير في علم النفس السريري «العيادي»، قسم الطب النفسي، كلية الطب، جامعة الدمام .

عمل  كأخصائي نفسي في كل من مركز التأهيل الشامل، ومستشفى الصحة النفسية بأبها  ومستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام، وعدد من  مراكز الرعاية الصحية الأولية بالمنطقة الشرقية، بالإضافة إلى العمل في بعض المستشفيات الأهلية والخيرية والجمعيات والمؤسسات الأمنية والاجتماعية لتقديم خدمات العلاج النفسي الإكلينيكي.