دراسة تناقش رجع الصدى في الإعلام الجديد

تاريخ التعديل
6 سنوات 4 أشهر
دراسة تناقش رجع الصدى في الإعلام الجديد

شارك الأستاذ المساعد بقسم الإعلام والاتصال بكلية العلوم الإنسانية بالجامعة الدكتور ساعد ساعد في المؤتمر الدولي «المجتمع العربي وشبكات التواصل الاجتماعي في عالم متغير» الذي أقيم أخيرا بسلطنة عمان، حيث قدم دراسة عن رجع الصدى في وسائل الإعلام الجديدة. 

ويرى الدكتور ساعد أن الثورة التكنولوجية شكلت انعطافا تاريخيا حاسما في وسائل الإعلام وتطورها في العالم، وبخاصة من حيث الاستخدامات الفنية والتقنية التي أتيحت في هذا الصدد، ولاسيما مع ظهور الانترنت التي أحدث نقلة نوعية في العملية الإعلامية بشكل عام ليس في جانب الشكل والإخراج فقط، بل في طبيعة العمل الصحفي الميداني وفي غرف الأخبار, وتشكيل وبناء مصدر جديد للمعلومة أيضا، مع استحداث خاصيتي التواصل والتفاعل على الخط (اونلاين). 

وقال ساعد «في وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها هناك ميلاد مصدر جديد غير تقليدي تتعاطى معه المؤسسة الصحفية يكون فيه القارئ نقطة محورية، حتى إن لم يكن متفاعلا، فأضحى يقاس حضور المادة الإعلامية بدرجة التفاعل أو عكسه مع الجمهور، ومن ثم إعادة بناء المعلومة الإخبارية انطلاقا من التفاعل نفسه؛ وبهذا تكون وسائل الإعلام دخلت في بيئة جديدة في الاتصال جراء هذه الاستخدامات المتنوعة والمترابطة فيما بينها».

 

محور جوهري

وعن فحوى الدراسة قال «تتمحور حول سؤال جوهري يتعلق بمدى استخدام التفاعلية في وسائل الإعلام كمصدر معلومة، أو في إعادة بناء المادة الإخبارية بشكل عام؟»، مضيفا أن المنهج المستخدم في الدراسة هو الوصفي التحليلي، وأن أدواتها هي الملاحظة والاستقراء. وأما عينة الدراسة فهي صحيفة الجزائر تايمز (الجزائر) http://www.algeriatimes.net، وصحيفة سبق (السعودية) https://sabq.org/

فترة الدراسة:

 تم اختيار فترات مختلفة شملت عدة أحداث سنه 2017.

 

قياس الأثر

ارتبط رجع الصدى في العملية الإعلامية عموما بقياس الأثر الذي تحدثه الرسالة الإعلامية من طرف القائم بالاتصال، ولا يتعلق رجع الصدى بحالة تلق فقط ، بل هو رد المستقبل على رسالة وصلت إليه، بغض النظر عن المرسل  الذي يمكن أن يدرس رد فعل المستقبل وتفاعله سواء كان إيجابيا أو سلبيا، ومن ثم يعدل محتوى الرسالة حسب الهدف. 

وهناك نوعان من رجع الصدى, يهتمان بالتأثيرات الإيجابية والسلبية للرسالة وهما:

• رجع الصدى الإيجابي: يؤكد للمصدر أن التأثير المقصود من الرسالة قد تحقق. 

• رجع الصدى السلبي: يحيط المصدر علما بأن التأثير المقصود للرسالة لم يتحقق.

 

البيئة الجديدة للعمل الصحفي

تمثل بيئة الصحفي من أقارب وأصدقاء وحتى المواطنين العاديين مصدرا من مصادره الصحفية، وقد لجأت كبريات المؤسسات الإعلامية للاعتماد على المواطنين العاديين كمصدر من مصادر الخبر الصحفي، وذلك من خلال اعتماد ما يسمى «الخط الأخضر»، ولكن هذا لا يعني أن المؤسسة الإعلامية تنقل كل ما يصل إليها وإنما يكون عبر التحري والمتابعة. 

وأشار الدكتور ساعد إلى أنه بظهور صحافة المواطن تغيرت تماما بيئة العمل الصحفي في الصحافة، ونقل عن دان جيلمور Dan Gillmor قوله إن الفارق الكبير بين الصحافة التقليدية وصحافة المواطنين هي أن الأولى تعتمد نظام المحاضرات التي تلقى، بينما الثانية تعتمد على نظام المحادثة والحوار، حيث أضحت الكثير من المواد الصحفية هي من صناعة أناس عاديين.

 

التفاعلية في الصحافة

التفاعلية: إن كلمة Interactivité مركبة من كلمتين في أصلها اللاتيني، أي من الكلمة السابقة Inter وتعني بين أو ما بين، ومن الكلمة L’interactivité من اللاتينية، فيكون معناه «ممارسة بين اثنين»، أي تبادل وتفاعل بين شخصين. إذا نفهم أن جوهر مصطلح التفاعلية يكمن في التبادل والتفاعل، حوار بين اثنين، أي اتصال في وضعية الوجه لوجه؛ وعليه، فهي ممارسة اتصالية قديمة .

 

مفهوم حديث

 يعد حديث العهد نسبيا ووليد العلاقات بين الناس والآلات. ولقد أصبح مفهوم التفاعلية متداولا وشائعا في الأوساط الأكاديمية والصناعة والصحافة مع بداية التسعينات من القرن الماضي جراء نقطة الالتقاء التي جمعت بين المعلوماتية والورقية، وكل ذلك أدى إلى تغيير تمثيل الاتصال كليا، إذ صار ينظر إلى المتلقي كنشيط وفاعل مثل المرسل. 

ويطلق مصطلح التفاعلية اسم الممارسة الثنائية أو التبادل، إذ أضحت التعليقات وإبداء الرأي خاصية مصاحبة لجل المقالات والإخبار والتقارير، بل أضحت مصدر معلومة للصحفي والكاتب نفسه، وبخاصة أن بعض الصحف لم تكتف بفتح مساحات لإبداء الرأي والتعليق بل ربطت مواقعها الإلكترونية بحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي لتحقيق المشاركة بصفه شمولية.

أيضا من بين دلالات مفهوم التفاعلية في ميدان الاتصال، أنه على صلة وثيقة بمفاهيم الحرية والديمقراطية والمشاركة والحوار. وهذا جار، على الأقل، على مستوى بعض خطابات أصحاب السياسة والصناعة والممارسين وبعض الأبحاث الأكاديمية.

 ووفق المنظور السابق، فإن مفهوم التفاعلية يشير إلى الحرية التي أصبح يتمتع بها المستعمل في اختيار ما يريد من الوسائل وما يرغب من المحتويات دون قيود الزمن والمكان. وهذا ما عبر عنه Lucien Sfez بقوله : "الحرية تتجسد عن طريق التفاعلية الناتجة عن تقدم تقنيات آلات الاتصال، التي تترك للإنسان، وللفرد، حرية التدخل أمام حتمية الآلات"؛ فهذه الحرية التي تمنحها التفاعلية هي ما كانت تفتقده وسائل الاتصال التقليدية المتميزة بالتدفق في اتجاه واحد ومعيارية محتوياتها ونمطيتها. وكانت فرص الجمهور لإنتاج المحتويات أو مناقشتها مع منتجيها ضئيلة جدا؛ لكن رغم كل الخطابات الممجدة للتفاعلية فإن مفهومها ما زال غامضا، في الوقت الحالي. ويشير Michel Scaln إلى أن «السهولة التي تلصق بها صفة (التفاعلية) بتكنولوجيات اتصالية متنوعة، دون إعطائها معنى دقيقا، تسمح بالتفكير بأن هذا المصطلح يوظف ليس لوصفها وإنما لجعلها جذابة تجاريا، ولإضفاء قيمة مضافة رمزية عليها».

 

صحافة المواطن

تشخص صحافة المواطن عند البعض على أنها إعلام المواطن، وعند مجموعة أخرى الإعلام التشاركي أو التفاعلي أو أيضا التعاضدي، وعند آخرين الإعلام البديل أو الصحافة المدنية.

في هذا السياق يمثل موقع agora vox أول مبادرة أوروبية في صحافة المواطن، فهو موقع على هيئة قاعدة بيانات متعددة الوسائط، متوفر لكل المواطنين الراغبين في نشر أخبار ومعلومات حصرية، هو مؤسس على ثلاثة قواعد مرجعية هي:

• كل مواطن هو باحث عن المعلومة.

• التحول من وسائل الإعلام الجماهيرية إلى وسائل إعلام الجماهير.

• سياسة التحرير.

وفي هذا الصدد قسم «ديوز» التفاعلية في صحافة الانترنت إلى ثلاثة أنواع:

• التفاعلية الملاحية.

• التفاعلية الوظيفية.

• التفاعلية التكييفية.

• التفاعلية التخصيصية

 

اللغة كوسيلة للتفاعل

تقوم وسائل الاتصال الجماهيري بأنواعها وأشكالها المختلفة المطبوعة والمسموعة والمرئية بممارسة الوظيفة الثامنة للغة كما صنفها «هاليداي»  Halliday وهي الوظيفة الإعلامية أو الإخبارية، حيث يستطيع القائم بالاتصال من خلالها أن ينقل معلومات جديدة عن نفسه وعن الآخرين وعن البيئة المحيطة إلى أقرانه

واللغة باعتبارها وسيلة للتفاهم والتواصل وصناعة الأفكار وتسجيلها وتغيرها في الوقت نفسه، تمثل هاجسا في مجال التفاعل الإنساني عامة والإعلامي بالخصوص، وبخاصة في مجال الوظائف المنوطة بها. 

وقد حاول «هاليداي» تقديم حصر بأهم وظائف اللغة فتمخضت محاولته عن الوظائف الآتية:

• الوظيفة النفعية (الوسيلة)

Instrumental Function

• الوظيفة التنظيمية

Regulatiry Function 

• الوظيفة التفاعلية

Interpersonal Function 

• الوظيفة الشخصية

Personal Function

• الوظيفة الاستكشافية

Heuristic function 

• الوظيفة التخيلية

Imaginative Function

• الوظيفة الرمزية

Symbolic Function

• الوظيفة الإخبارية

Informative Function

 

العوامل المؤثرة في التفاعل

• العامل القومي والقطري.

• العامل  الديني.

• عامل البيئة.

• الوسيلة والفاعل.

• عامل الآنية.