هل أصبح الالتحاق بالدراسات العليا «برستيجا» اجتماعيا؟

تاريخ التعديل
5 سنوات 6 أشهر
هل أصبح الالتحاق بالدراسات العليا «برستيجا» اجتماعيا؟

رنا مشبب.. وعبير حمود الشهراني

يستمر طموح الأفراد بشكل مضطرد في ولوج المراحل العلمية والأكاديمية؛ فقبل أن تنتهي مرحلة تتعلق الأنظار والعقول بالتي تليها، تتفاوت الدواعي والدوافع في ذلك حسب طبيعة كل مجتمع والظروف المجتمعية التي تميزه عن غيره، رغم أن غايات العلم يجب أن تكون واحدة في كل الأحوال والظروف.
«آفاق» طرحت هذا السؤال: هل أصبح الالتحاق بالدراسات العليا «برستيجا اجتماعيا؟» على عدد من طالبات الجامعة بهدف تسليط الضوء على أهداف الترقي في سلم الدرجات العلمية، وهل هو مرتبط بالرغبة في المعرفة والتطور على المستوى الشخصي وبهدف الإسهام في نهضة ونماء المجتمع.

مطلب أساسي
تقول الطالبة بقسم الإعلام والاتصال سارة أحمد «لا أظن ذلك بتاتا، فالدراسات العليا تتطلب مجهودا، ولا يوجد من يريد أن يجهد نفسه لأجل البرستيج، بل أصبح نيل الدراسات العليا مطلبا أساسيا بعد حصر الوظائف على ذوي الخبرات والشهادات العالية فأصبح غالبية المجتمع يطلب الشهادات العليا حتى يتمتع بالوظيفة المرموقة والحياة العلمية المنشودة».
من جانبها اعتبرت طالبة الاتصال الاستراتيجي، حصة عبدالرحمن الشهراني، أن الأمر لا يتعلق بالبرستيج الاجتماعي وإنما يتعلق بمن لديه الرغبة في التعليم، وقالت «هناك إقبال من الفتيات على إكمال دراساتهن  العليا، والرغبات وراء ذلك تنحصر في أسباب مجتمعية وعلمية».
 
زيادة المعرفة
واعتبرت الطالبة بقسم الإعلام والاتصال مشاعل القحطاني أن دراسة الماجستير هي درجة علمية عالية ورغبة في زيادة معرفة هذا الشخص، كما أنه نوع من الاستثمار الذاتي؛ وأضافت «يمكن أن يجعل البعض من ضمن أهدافه للحصول على الدراسات العليا هو التفاخر والبرستيج».
من جهتها اعتبرت طالبة الإعلام والاتصال، العنود سعود الربيعي أن هناك من يسعى لنيل الشهادة لطلب العلم والاستزادة منه والوصول إلى طموحه؛ حبا وشغفا بالعلم، معتبرة أن ذلك حق مشروع يتسابق إليه كل طموح، مؤكدة في الوقت ذاته أن هناك من يسعى إلى تقليد الآخرين في الحصول على الشهادات العليا كنوع من البرستيج أمام المجتمع.

زيادة الوعي 
بدورها اعتبرت طالبة الترجمة واللغات، ندى عسيري أنها لا ترى أن الأمر  «برستيج» مشيرة إلى أن من لديه الطموح سيواصل من دون النظر إلى البرستيج الاجتماعي. وتوافقها الرأي الطالبة من قسم علوم الحاسب، ربى القحطاني في كون ذلك لا يعد «برستيجا» اجتماعيا، معتبرة أن ذلك يدل على زيادة معدل الوعي التعليمي والرغبة في الحصول على الدراسات العليا لنيل مراتب وظيفية مرموقة.

ضرورة 
ورفضت الطالبة بقسم الجغرافيا، رهف سعيد تعميم هذه الظاهرة، إلا أنها أكدت وجودها، وقالت «أصبحت الدراسات العليا ضرورة قصوى وبدونها لا يكون الشخص عالما أو مثقفا؛ صحيح أنه أمر إيجابي، مسألة الحصول على شهادة عليا، لكنها ليست الوسيلة الوحيدة بالطبع».
أما طالبة نظم المعلومات، خيرية سعيد القحطاني فقالت «نعم، أصبح الحصول عليها للتفاخر».

أدبيات العلم
وقالت طالبة الإعلام والاتصال، دلال الفريح، أن هناك من يتغير سلوكه وتعامله مع الآخر بمجرد حصوله على شهادة عليا، ويتوهم أنه مختلف عن بقية البشر.
وأضافت «نتعلم في أدبيات العلم أن الإنسان كلما زاد في العلم وحصل على شهادة أعلى كلما ازداد تواضعا وتحسنت أخلاقه واستنار بها».
كما أوضحت أن شهادة الماجستير أو الدكتوراه، كما قال عنها غازي القصيبي في كتابه «حياة في الإدارة»،  لا تعني أن حاملها يمتاز عن غيره بالذكاء أو الفطنة أو النباهة، فضلا عن النبوغ أو العبقرية بقدر ما تعني أن حاملها يتمتع بقدر من الجلد والصبر والإلمام بمبادئ البحث العلمي فقط».
     
«كاريزما»!
من جانبها قالت الطالبة بقسم الإعلام والاتصال، أسماء عبدالله الأحمري «هناك عدد متوسط من الأشخاص هم فقط من ينالون الدراسات العليا لتمهّد لهم طريق أحلامهم، ولزيادة العلم والثقافة العالية في أنفسهم وهي مرحلة مهمة يتمنونها منذ الصغر، وتعتبر كالثروة لدى من يمتلكها.
أما الأغلبية فهم من يبحثون عن الـ «برستيج» الاجتماعي أو «الكاريزما» التي تضاف لهم ولشخصياتهم، وأيضا لكسب رأي البعض بأن هذا الشخص قد وصل لمرحلة الرُقي والتطور، وللأسف هذا ما يحدث الآن في الغالب».

مرتب  أفضل
وقالت الطالبة من ذات القسم شروق عبدالله القحطاني «اكتسبت المؤهلات العليا طابعا آخر، فأصبحت الشهادة العليا ضمانا لوضع وظيفي أفضل؛ وبالتالي راتبا أفضل. فأصبحت الشهادة العليا محفزاً لمكانة الفرد في المجتمع». وأضافت «يمكن أن تكون نسبة بسيطة جدا من المجتمع تعتبر الحصول على المؤهلات العليا «برستيج»؛ لكي يشار لها بالبنان وتتفاخر بهذه المؤهلات في مجتمعها».