عميد الحاسب بجامعة الملك فهد د. عادل فضل أحمد: الجامعات تنتج مهندسين وعلماء وليست مراكز للتدريب

تاريخ التعديل
5 سنوات 6 أشهر
عميد الحاسب بجامعة الملك فهد د. عادل فضل أحمد: الجامعات تنتج مهندسين وعلماء وليست مراكز للتدريب

بشائر الغامدي

أكد عميد كلية الحاسب بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الدكتور عادل فضل أحمد، أن الجامعات ليست مراكز للتدري، وإنما صروح تعليمية تنتج مهندسين وعلماء، مشيرا إلى أن  الجامعة جهة أكاديمية هدفها التعليم، مبينا أن العملية التعليمية تشمل التدريب؛ ولكن لا يجب أن يفهم من هذا بأن جل العملية التعليمية هو التدريب.
وبين خلال الحوار الذي أجرته معه «آفاق» أنه يجب على الجامعات غرس بذور التعلم الذاتي في الطلاب، والذي يمكّن الطالب من الاستمرار في التعلم والعطاء خلال رحلته العملية بعد التخرج.

طلاب جامعة الملك فهد متميزون، فما هو دور الجامعة في تحقيق هذا التميز؟
دور الجامعة هو توفير المقومات الأساسية للتميز، ويتم ذلك بالتنسيق بين أمور عدة تشمل مراجعة البرامج الأكاديمية أولا بأول؛ لتتواكب مع المستجدات في العلوم والهندسة، واستقطاب أساتذة متميزين في التعليم والبحث العلمي، وتفعيل منهجيات مختلفة في التدريس، إضافة إلى المنهجية التقليدية في التعليم، والاهتمام بجودة العملية التعليمية من خلال الحصول على الاعتمادات العالمية.
كما أنها توفر البيئة الملائمة للطلاب من معامل وأجهزة وخدمات مساندة تتماشى مع متطلبات المناهج الدراسية، وتوجيه الطلاب عبر مركز التميز الطلابي في الجامعة والذي يقدم خدمات عدة كالإرشاد الطلابي وبرامج دعم التعلم لمساعدة الطلاب على تحقيق التميز الأكاديمي وتطوير الاستراتيجيات والكفاءات. وقبل ذلك وبعده، فقد مضت الجامعة في تقديم نموذجها الخاص في الدراسة الجامعية، وهو نموذج يحرص على أن يحصل الطالب على «خبرة جامعية» لا تعتمد فقط على المقررات ولكنها تمتد إلى المهارات والقيم والسلوك،  وتعتمد، من بين ما تعتمد عليه، على برنامج فريد للمهارات الشخصية ووحدة للعمل التطوعي ونشاطات طلابية وبرنامج للتبادل الطلابي ورحلات طلابية دولية.

ماذا تقدم الجامعة ممثلة بكلية علوم وهندسة الحاسب الآلي من خدمات تدريبية للطلبة والخريجين؟
الجامعة جهة أكاديمية وليست مركز تدريب، هدف الجامعة هو التعليم، والعملية التعليمية تشمل التدريب، ولكن لا يجب أن يفهم من هذا بأن جل العملية التعليمية هوالتدريب.
وحرصت الجامعة على توفير عنصر التدريب في مكان العمل في جميع برامجها. فلدى الطالب الخيار بين التدريب الصيفي لمدة (8) أسابيع أو التدريب التعاوني لمدة (27) أسبوعا، والذي من خلاله يحتك الطالب ببيئة العمل الفعلية، ويتم تدريبه على رأس العمل على التقنيات المستخدمة لدى الجهة الموظفة.
 أما بالنسبة لتدريب الطلاب للحصول على شهادات مهنية في تقنية المعلومات، تسعى الكلية إلى إعطاء الطالب الحرية الكاملة في اختيار التقنية التي يريد أن يتدرب عليها في وقته الخاص.
ونعلم أن محتوى البرامج الأكاديمية كفيل بأن يشغل كامل وقت الطالب خلال رحلته الأكاديمية في الكلية، ولذا تشجع الكلية الطلاب باستثمار أوقات فراغهم في بناء مهارات مختلفة. ولتشجيع الطلاب في التزود من المهارات المهنية وفّرت الكلية لطلابها اشتراكات مجانية في مواقع التعليم عبر الإنترنت والتي من خلالها يمكن للطالب الوصول إلى أكثر من (150) ألف دورة في البرمجيات والمهارات الإبداعية ومهارات الأعمال.

هل توفر الجامعة البيئة المناسبة لدعم براءات الاختراع، وما الإجراءات التي تتخذ حيال ذلك؟
الجامعة لديها منظومة ابتكارية متميزة، وفي تأكيد جديد على تميز منظومتها الابتكارية، صعدت الجامعة إلى المركز السادس عالميا في براءات الاختراع الممنوحة من مكتب براءات الاختراع الأمريكي متفوقة على جامعات عالمية مرموقة. ومستثمرة الزيارة الكبيرة في براءات الاختراع، نجحت الجامعة في التأسيس لآليات مستدامة لنقل التقنية والترخيص لها وتتجيرها. ومن ذلك، تقنية تكسير المحفزات لإنتاج النفط الثقيل وتنقية المياه شديدة التلوث مع جهات عالمية.

إلى أي مدى يجب ألا تقتصر العلاقة بين الجامعة وطلابها على التدريب؟
كما ذكرت مسبقا، الجامعات ليست مراكز للتدريب وإنما صروح تعليمية تنتج مهندسين وعلماء. خريج الجامعة يحمل شهادة ليس لها تاريخ انتهاء وذلك لأن المادة العلمية التي يتلقاها الطالب في البرامج الأكاديمية ليست مرتبطة بتقنية أو فترة زمنية محددة أو إصدار برنامج حاسوبي معين أو موديل معين من الحاسبات.
على الجامعات غرس بذور التعلم الذاتي في الطلاب والذي يمكّن الطالب من الاستمرار في التعلم والعطاء خلال رحلته العملية بعد التخرج.

كيف يمكن إعطاء فرص أو شهادات تدريب للطلاب متاحة وغير محددة بزمن داخل الجامعة أو خارجها في منشآت تدريبية أخرى؟
علينا فتح باب الفرص أمام الطالب بدلا من التضييق عليه، ولا يحصل ذلك إلا بإعطائه كامل الحرية باختيار التدريب للشهادة المهنية التي يريدها.
وإذا نجحنا كجهة أكاديمية في بناء الأساس العلمي الصحيح لدى الطالب عبر برامج أكاديمية عالية الجودة؛ فسيكون من السهل على الطالب الاستفادة من برامج التدريب المهنية وتعلم مهارات جديدة في وقت قياسي ومن ثم الإبداع في عمله.

بسبب التطور السريع في مجال الحاسب وأنظمة التشغيل كيف يمكن إعطاء الطلاب والخريجين فرص تدريبية مستمرة باستمرار تجدد الأنظمة؟
كما ذكرت سابقا، أحد الأهداف لدينا هو تزويد الخريجين بمهارة التعلم الذاتي، بالإضافة إلى بناء أساس محكم لديهم في العلوم الأساسية والهندسية، وبتوفر هذه العناصر لن يكون التطور المستمر في التقنية معضلة.