معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء: زيارة أعضاء هيئة كبار العلماء للجامعة تعزز المفاهيم الدينية والوطنية للشباب والشابات

تاريخ التعديل
سنتان 3 أشهر
معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء

أكد الأمين العام لهيئة كبار العلماء معالي الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد أن زيارة أعضاء هيئة كبار العلماء ستكون دائما مجدولة مع الجامعة؛ وذلك بهدف تعزز المفاهيم الدينية والوطنية لدى الشاب والشابة السعوديين، كما تناول عدداً من الموضوعات المهمة في الحوار التالي الذي أجرته معه صحيفة آفاق.

حدثنا عن الشراكة مع جامعة الملك خالد وأهميتها؟

الشراكة التي ستعقد مع جامعة الملك خالد؛  مقصود بها الترتيب والتنظيم ؛  والتعاون المسبق الموجود أساسًا بين الجامعة والأمانة العامة لهيئة كبار العلماء؛  والتركيز على بعض الأسس مثل؛ ترتيب زيارات مجدولة لأعضاء هيئة كبار العلماء إلي الجامعة، ولقاء الطلاب والطالبات، فيقدمون  إليهم  موضوعات تهم وطنهم و دينهم، واللحمة الوطنية ، وتعزيز المفاهيم التي تتعلق بالوسطية والإعتدال. 

كما توجد بعض الفقرات لهذه الشراكة ؛ تخص تعزيز البحث العلمي الموجود لدى الطرفين، فالجامعة هي جانب بحثي في تخصصاتها المختلفة ،  وهيئة كبار العلماء تقوم بإصدار قراراتها على أبحاث علمية محكَّمة ، وبالتالي الشراكة في البحث العلمي ؛  هي من ضمن الأسس المطلوبة في هذا الموضوع،  وتوجد بعض الأسس الأخرى كذلك، فزيارة أعضاء هيئة كبار العلماء؛  ستكون دائما مجدولة مع الجامعة؛  تعزز المفاهيم الدينية والوطنية لدى الشاب السعودي.

حدثنا عن برنامج زيارة عالم ؟

يقصد بالبرنامج ؛  تعزيز المفاهيم الدينية والوطنية لدى شباب السعودية، خاصة بما يتعلق بالإعتدال والوسطية،  واللحمة الوطنية؛  والولاء لهذا الوطن،  ولولاة أمره، ولشعبة الأصيل  ، وكذلك مجابهة الأفكار الضالة ؛ التي تستهدف شبابنا سواءً المتشددة أو المنحلة، ونعرف أن شبابنا مستهدفون من التيارات المتنوعة والمختلفة،  فتعزيز الوعي والحصانة الفكرية مهم جداً، ومن وسائل ذلك  لقيا العلماء بين وقت وآخر؛  فالعلماء يعطون الشباب  من تجاربهم ، ومن علمهم وخبرتهم،  وكذلك يستمعون إليهم لمعالجة بعض الإشكالات والمشكلات التي تؤرقهم ؛  التي بإذن الله سيجدون  جوابًا طيبًا عنها ؛  يشفي غليل كل سائل، أيضًا من أهداف هذه الزيارة أن تكون مجدولة،  وليست دون ترتيب ، وكونها مجدولة ولو كانت ليست على مستوى كثير ؛ فالقليل المستمر خير من الكثير المتقطع.

حدثنا عن أهمية آراء العلماء في درء الفتن والأزمات ؟

تعلمون إن  كل تخصص له أهله ، وله مختصون فيه،  فالمسائل الدينية أو  المسائل التي تتعلق بالأفكار ،  واللحمة الوطنية،  ينبغي فيها  الرجوع إلى كبار العلماء الراسخين؛  الذين عرفوا بعلمهم،  وعرفوا بوطنيتهم ، وعرفوا بولائهم لولاة أمرهم.

فلابد بأهمية الوعي بذلك،  وإدراك خطورة البعد عن العلماء الراسخين؛  ويقول الله عز وجل(وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا) ، فالعالم الراسخ يفيد الشاب بعلمه،  ويفيده بتجربته،  ويفيده بقرائته للأبعاد والمآلات، فالمآلات تخفى على كثير من الناس،  ولكن من واقع العلم والتجربة ؛ هو يرسم لك المآلات ؛ التي تأوي إليها بعض المشكلات،  والتاريخ خير شاهد، فاللذين يلتزمون بعلماء بلدهم  بولاة أمرهم و بوطنيتهم لهذا الوطن الكريم ؛ يسلمون بإذن الله من الأفكار الضالة والانحرافات،  التي تستهدف هذا الوطن ؛ في عقيدته،  وأمنه،  و في رخائه ، وفي شبابه،  وبعكس  الذي يرخى سمعه إلى كل ناعق من كل جهة ، فأنه يَضِل ويُضِل؛  فتكون خاتمته سوءً؛   نسأل الله العافية ، فالالتزام بغرز العلماء  في غاية الأهمية من جهة الدين،  حتى لا ينحرف المسلم عن دينه،  ومن جهة الوطن ؛ حتى لا يؤتى الوطن من جهةٍ ثانية.

ماذا تقول بشأن  الحملات التشويهية التي تستهدف الوطن وكبار علمائه في بعض مواقع التواصل الاجتماعي ؟

بدايةً ينبغي أن نعرف أن هذا الوطن الكريم المملكة العربية السعودية ؛ مستهدف من جهات متنوعة ، فالمملكة العربية السعودية ؛ ولله الحمد تعيش وحدة وطنية،  قليلة المثال في عالم اليوم  ، وتعيش في أمن وأمان،  وسلامة وإسلام ، وتعيش في لحمة وطنية؛  يعز نظيرها بين ولاة الأمر وشعبه، والشباب أيضا لديهم الوعي والفهم والولاء،  والحب لهذا الوطن،  لولاة أمره ولأهله ، ولمسؤوليه ولعلمائه.

فاستهداف كبار العلماء من بعض مواقع التواصل ؛ التي تأتي من خارج المملكة؛  في الحقيقة يعرف من يقف ورائها ؛ ليس غريبا لأنهم يريدون زعزعة هذا الوطن،  بكل تأكيد، وليس  الاستهداف خاصًا بهيئة كبار العلماء ، أو كبار العلماء،  وإنما المستهدف كل كيان الوطن ؛استقراره  وأمنه ،  ولذلك  تجدهم مرة يستهدفون هيئة كبار العلماء،  ومرة أخرى رجال الأمن ومرة يتكلمون عن الشخصيات المسؤولة في هذا البلد؛ بغير حق ،  فليس غريباً منهم،  بل هو متوقع، ولكن نحن نعول بعد ثقتنا بالله سبحانه وتعالى ، على وعي شبابنا ؛ الذي حقيقة سطر كثير من المواقف المشرفة ، في مثل هذه الفضاءات ؛ بالرد على هذه السهام المسمومة ، وأثبت ولله الحمد في مواقف متعددة ؛ مدى صلابة اللحمة الوطنية، وأكدوا وعيهم  ومدى تمسكهم  بوطنهم،  وأهمية تماسك لحمته،  وهمية أمنه، وأكدوا ولائهم لهذا الوطن بولاة أمره،  وعلمائه ومسؤوليه.

ما هو تعليقكم على  إستراتيجية منطقة عسير ؟-

طبعاً الإنسان هو محور اهتمام الدولة أيدها الله في كافة  النواحي ، وليس فقط في هذه الإستراتيجية، الدولة تركز على الإنسان ، وتعتبره أولاً ؛ مثل ما رأينا في مسألة كورونا ، فهذا الوباء الذي عم العالم ، وجدنا كثيراً  من الدول ؛ حتى المتقدمة أخفقت  في التعامل معه،  أو واجهت إشكالات كبيرة في التعامل معه ،  بينما المملكة العربية السعودية ؛  سطرت حقيقة بشيء أذهل الجميع  ؛ بتعامل جد راقي مع الإنسان داخل المملكة سواءً سعودي أو غير سعودي،  وكان الجميع مدعوين لتعامل مع هذا الوباء بكل إيجابية ، وبكل مسؤولية،  وهو ما نتج عنه ولله الحمد  أن بلادنا خرجت من هذا الوباء،  وهو ما زال  يعيش أيامه الأخيرة،  لكنها خرجت ولله الحمد ؛  وصفحتها من أجمل الصفحات عبر العالم.

فالإنسان هو الأول في كافة المناحي، وتعزيز الإعتدال والوسطية  هو منهج الدولة؛  سواءً في التعليم أو في غير ذلك من المناحي، ونحن نعول على الإعتدال من جهة أنه هو حقيقة دين أولًا وثانيًا ، وأنه هو الذي بإذن الله سيساهم أو يسهم في استمرار تنمية الوطن ، فبغير الاعتدال لن يكون هناك ازدهار ، ولا نماء،  ولن يكون حتى هناك تصالح للإنسان مع دينه ومع نفسه، فالإسلام  هو دين الاعتدال ؛ وهو هوية تقوم عليها المملكة العربية السعودية منذ إنشائها، وفي هذه السنوات  وبقيادة خادم الحرمين الشريفين  الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين؛  وجدنا أن العمل يزداد أكثر  على تعزيز هذه خصلة الاعتدال  ، التي هي أساسًا موجودة ولله الحمد؛  في الإنسان السعودي،  ونسأل الله عز وجل التوفيق لبلادنا ؛ وسائر بلاد المسلمين.

كلمة أخيرة؟

هذه جامعة عريقة ؛ وجامعة تحمل اسماً ورمزًا من رموز وطننا؛  وهو الملك خالد رحمه الله تعالى،  وجامعة تخدم حقيقة منطقة من المناطق العزيزة في بلادنا ؛  وهي منطقة عسير ، وينتسب إليها مجموعة كبيرة من الشباب والشابات،  والوطن كله يعول بعد الله على هذه الجامعة وغيرها من جامعات الوطن؛  في نمائه وازدهاره،  فالمستقبل هم الشباب،  والمستقبل  لهذه الجامعات بتخصصاتها المختلفة،  فالشباب هم  الذين سيخدمون وطنهم ويرفعونه،  في سماء التفوق والعز والتنمية، ولذلك على  الطالب والطالبة أن يدرك ؛  حينما يدرس ويجتهد ، ويطمح إلى التفوق ؛ أنه لا يخدم نفسه فقط ، وإنما يخدم وطنه و بلاده،  ويخدم قبل ذلك دينه، فالتعلم عباده ، و وطنية،  والتعلم هو المستقبل،  وكلما إزددنا تمسكًا بهذه الخَصلة الطيبة ؛ وهي التعلم كنا أكثر رقيًا وتقدمًا في مجالات الحياة المختلفة؛  ورؤية  2030 كما يعلم الجميع ؛ تركز على هذه النقطة، و تعتبر الإنسان أولًا ، و التعلم هدفًا إستراتيجياً ؛ لتقدم الوطن،  وبذلك نحن نعول على هذه الجامعة العريقة جامعة الملك خالد وغيرها من الجامعات في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 ، ومستهدفات الوطن عموماً ، وأسال الله عز وجل التوفيق لي ولكم، وشاكر لك ولفريق العمل.

 

محمد الجائزي، حسام العمري