أم تفر بأطفالها من جحيم أب لا يطاق!

تاريخ التعديل
6 سنوات 6 أشهر
أم تفر بأطفالها من جحيم أب لا يطاق!

سعيد العمري

عندما تعيش تحت ظلم أب قاسي وظالم وأناني يبحث عن سعادته بتدمير ابنائه صغارا وكبارا، لا يهمه سوى نفسه يضحك على دموع ابنائه يكذب ليدمر مستقبلهم.
قمة سعادته هي قمة تعاستهم! هل يستحق أن يكون أبا؟
الظلم ظلمات يوم القيامة، وكلما وقع الظلم من الأقرباء، كان وقعه أشد ألما وقسوة، وكلما ضاقت حيلة اليد في القدرة على رفع هذا الظلم، استبد شعور القهر في النفوس..
قصة محزنة ، يخبرنا بها أحد طلاب الجامعة لما سببه له والده من آثار نفسية مدمرة نتيجة سوء معاملته واستبداده.
يروي «ف. ش.» هذه القصة المحزنة عن تسلط والده بقوله: بداية منذ نعومة أظافري وأنا أشاهد قسوة أبي معنا ومع والدتي خصوصا، ومع تقدمنا في السن ازداد والدي قسوة، وكان من يهتم بنا منذ أن كنا صغارا هو جدي لوالدتي وخالي، وكان والدي لايعيرنا أي اهتمام.
وتحملت والدتي العذاب من أجلنا سنوات كثيرة، علما أن الوالدة تعاني من انفصال  أربع فقرات في الظهر، ومن مرض الضغط والسكر واحتكاك الركب ومرض المسمار في قدمها، ناهيك عن المرض النفسي الذي تعانيه جراء سوء التعامل من والدي. 
ويكمل «ف. ش.» حديثة مضيفا: رغم سوء التعامل الذي نجده من والدنا فهو لا يتحمل نفقاتنا إلا نادرا جدا، بل أن أخي الكبير  هو من كان يقوم على شؤوننا منذ أن كان طالبا، وكان يعمل في الأعمال البسيطة التي بالكاد تفي بمستلزماتنا حتى توظف معلما، في أحد المناطق المجاورة.
لكن والدي لم يتركنا في حالنا بل أصبح يطالب أخي بمبالغ كبيرة جدا رغم أنه يتقاضى راتبا كبيرا وليس في حاجة لأحد؛ لكنه رغم ذلك طالب أخي بمبالغ لا طاقة له بها حتى غرق أخي في الديون والأقساط،  كما ساعد والدي في بناء المنزل ولم يتوقف والدي عند ذلك بل أخذ مجوهرات والدتي.  
يواصل «ف. ش.» في سرد قصته بعد أن أخذ نفسا عميقا بقوله: قبل ثلاث سنوات تقريبا  وفي إحدى الليالي تناقش أخي مع والدي بخصوص والدتي، وكيفية حسن معاملتها وتقدير وضعها المرضي، لكن والدي لم يعر كلام أخي أي اهتمام، وأخذته العزة بالإثم، وحاول أن يعتدي عليها في مشهد لا أنساه ما حييت، رغم أن والدتي طريحة الفراش وحاولت أن أهدئ والدي؛ لكنه استشاط غضبا وطردني أنا وأمي وشقيقتي الصغرى من المنزل عند الساعة 2.30 ليلا!
وبحثنا في تلك الساعة المتأخرة من الليل عن سيارة تقلنا إلى منزل جدي لأمي الذي لازلنا نقيم فيه حتى الآن.  وفي تلك الفترة أصبحت المسئولية على عاتقي كبيرة؛ مما اضطرني إلى البحث عن عمل وترك دراستي الجامعية، رغم أنني كنت على وشك التخرج، وحذفت سنتين دراسيتين، وكنت أعمل في أحد المستشفيات من الساعة العاشرة مساء حتى السابعة صباحا، وخلال تلك الأيام تقدمت لوظيفة عسكرية وتم قبولي وكنت على وشك دخولها؛ قبل أن تتدخل والدتي في اللحظات الاخيرة، وتحثني على أن استمر في دراستي الجامعية للحصول على شهادة البكالوريوس؛ وأنا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن أرفض لها طلبا. فقررت أن أعود إلى الجامعة والحمد لله لم يتبق لدي سوى 24 ساعة فقط من التخرج، وبإذن الله سوف اجتازها إرضاء لوالدتي.
بيد أن المسؤولية التي أتحملها والديون التي أثقلت كاهلي أصبحت هما لا يفارقني لا صباحا ولا مساء؛ فلدي سيارة بالأقساط ومطالب لأناس كثر حتى أصبحت أسدد الدين بدين! 
ويختتم «ف. ش.» حديثه بقوله أطالب كل أب بأن يخاف الله في رعيته، كما أوجه رسالة لأعضاء هيئة التدريس، بأن يراعوا ظروف الطلاب فبعضهم يحمل من الهموم ما لا يعلمها إلا الله.