جدلية الملخصات بين الضرورة والمحظورات.. «الملخصات» ضرورة لتكملة المقرر أم طوق نجاة للطالب المهمل

تاريخ التعديل
6 سنوات شهران
جدلية الملخصات بين الضرورة والمحظورات..  «الملخصات» ضرورة لتكملة المقرر أم طوق نجاة للطالب المهمل

عبدالعزيز رديف

تشهد مراكز التصوير والنسخ خلال هذه الأيام نشاطا ملحوظا في إقبال الطلاب على شراء الملخصات الدراسية؛ لاعتمادهم عليها في المذاكرة وتسهيل استرجاع موادهم الدراسية، التي تعد تجارة رابحة في موسم الاختبارات.
ومع بداية موسم الاختبارات، يتزايد إقبال العديد من الطلاب على الملخصات والمذكرات كوسيلة لضمان النجاح، بحيث يرى بعض الطلاب والأكاديميين أن هذه الملخصات ليست سوى مكمل للمقرر كونها تعرض بشكل موجز ومركز، يصعب الاستغناء عنها  في ظل طول بعض المقررات، فيما يرى البعض الآخر إن هذه المذكرات والملخصات ليست سوى طوق نجاة للطالب الذي يهمل دراسته، ويأتي في اللحظات الأخيرة ليبحث عنها كي تساعده على النجاح بأقل مجهود، مؤكدين على أنها قد تحتوى على معلومات خاطئة، تتسبب في ضياع الطلاب الذين يعتقدون بأن الملخصات بديلا للمقرر.    

مصادر مجهولة 
عن كيفية الحصول على هذه الملخصات في الفترة الحالية، أوضح الطالب رائد الجضعي أن غالبية هذه الملخصات منتشرة ولا يعرف مصدرها أو القائم عليها، حيث إنه وصل انتشارها إلى بعض المنتديات الإلكترونية، إضافة إلى بعض المكتبات المشهورة.
وقال «في الغالب يكون معدو الملخصات طلاب المقرر المتفوقين والمتميزين في المادة مما يضمن حدا أدنى من الطمأنينة، ولكن تفشي الظاهرة، واتساع هامش الربح، دفعا مكتبات وأشخاصا غير مؤهلين لأداء هذه المهمة».
وتساءل الجضعي عن مدى اعتماد هذه الملخصات من قبل أعضاء هيئة التدريس، مؤكدا على أنها ملخصات ملمة بالمنهج، تسهم في عملية المذاكرة واسترجاع المعلومات وفي المقابل تتوفر بعض الملخصات التي تحتاج إلى مراجعتها مع عضو هيئة التدريس ومن ثم اعتمادها.
وأضاف «غالبية أعضاء هيئة التدريس يدركون مدى جودة بعض الملخصات من ناحية شمولها للمنهج كاملا بشكل مبسط، ولكن لا يتم اعتمادها بحجة عدم سماح نظام الجامعة بذلك». 

أهمية مراكز التصوير 
شدد طالب الصيدلة علي نملان على أهمية مراكز التصوير المتوافرة بالكليات ودورها في توفير الكتب والمراجع والملخصات للطلاب.
وقال «نستفيد من مراكز التصوير في عملية توفير كتب مقررات مواد البلاك بورد وذلك بحكم عدم توافرها في المكتبات أو ندرتها»، مشيرا إلى أنه يجب على أعضاء هيئة التدريس مراعاة وضع الطلاب من خلال توفير الملخصات و  اعتماد الملخصات المقدمة من قبل طلاب المقرر.
وأضاف «أقوم بتلخيص العديد من المواد من خلال متابعتي وحضوري للمادة من بداية الترم وبعد عرضها على عضو هيئة التدريس وإشادته بها لا يتم اعتمادها مع الأسف بحجة رفض نظام الجامعة لذلك، بالرغم من أن هناك موادا مقرراتها ضخمه يجب تلخيصها ليستفيد الجميع منها».

التنسيق والايجابية 
وأوضح الطالب عبدالله الشهراني أن هناك العديد من المتاعب يواجهها الطالب في هذه الفترة من ناحية الملخصات.
وقال «من أبرز تلك المتاعب عدم تعاون أعضاء هيئة التدريس مع المكتبات أو مراكز التصوير عن طريق اعتماد ملخصات أو مقررات خاصة ببعض المواد، بحيث يطالبنا بعض أعضاء هيئة التدريس بمذاكرة منهجا كاملا في ظل ضغط عامل الوقت بسبب كثرة الاختبارات في هذه الفترة إضافة إلى عدم توافر المنهج المطلوب للطلاب؛ فيجب أن يكون هناك تنسيق بين عضو هيئة التدريس والطلاب ومراكز التصوير في سبيل تيسير تلك المناهج أو المراجع للطلاب»، مشيرا إلى أن هناك ملاحظات أيضا على مراكز التصوير تكمن في أوقات الدوام وازدحام وتراكم الطلاب عليها.
وأكد الشهراني أن توفير وإيجاد ملخصات المواد أمر إيجابي يسهم في تمكين الطالب من المنهج بشكل مختصر ومفيد مع متابعته للمادة من بداية الفصل الدراسي من خلال حضور المحاضرات والاستماع للشرح من قبل أعضاء هيئة التدريس.
أما الطالب فارس الشهراني فذكر أن هناك ملخصات يتم اعتمادها من قبل أعضاء هيئة التدريس؛ ولكنها قليلة، وعلى العكس تتوفر ملخصات ذات كفاءة عالية لبعض المواد التي تحتاج للتلخيص لا يتم اعتمادها.
وقال «مراكز التصوير بالجامعة توفر 85% من الملخصات التي يحتاجها الطالب، ولكنها تعتبر اجتهادا شخصيا مقدما من قبل بعض طلاب المادة المتابعين؛ ولكن ينقصها اعتماد أعضاء هيئة التدريس ليتسنى لبقية الطلاب مذاكرتها والاستفادة منها بالنظر لطول المادة وصعوبة مذاكرتها في فترة الاختبارات وتراكمها»، مشيرا إلى أن مراكز التصوير بالجامعة تقدم خدمة متميزة للطلاب؛ خاصة مع ضيق الوقت وكثرة الاختبارات، إضافة الى أن أسعارها في متناول اليد بعكس ما هو عليه الحال في المكتبات الخارجية، لافتا إلى أن بنك الأسئلة في بعض مواد الحاسب التي يوجه عدد من أعضاء هيئة التدريس بالاستفادة منه غير متوافق مع المناهج الحالية التي توفر مراكز التصوير ملخصاتها بشكل متجدد ولا يتم اعتمادها.

حاجة وضغط
أشتكى الطالب حاتم آل ناجي من عدم توفير ملخصات للعديد من المواد مع العلم أن الطلاب في اشد الحاجة لها نظرا لطول بعض المناهج وتزاحم الاختبارات النهائية في وقت متقارب؛ مما يصعب على الطالب مذاكرة أكثر من مادة في يوم أو يومين.
وقال «يؤرقنا عدم توفير ملخصات لمقررات العديد من المواد داخل مراكز التصوير والمكتبات الخارجية مع العلم أننا في أمس الحاجة لها وأعضاء هيئة التدريس لم يحركوا ساكنا في ذلك، بل على العكس يطالبوننا بمذاكرة المناهج كاملة».
وأشار إلى أن هناك بعض الملخصات التي توفرها بعض المكتبات ومراكز التصوير، ولكن ليست معتمدة وإنما تعد اجتهادات شخصية من طلاب القسم، ولا يمكن الاعتماد عليها بشكل كبير لما في ذلك من خطورة على الطالب وعلى معدله، لافتا إلى أن فكرة التلخيص تعد فكرة إيجابية تساعد الطالب في فهم المنهج بشكل مختصر ومبسط يعود بالنفع على العديد من الطلاب، ولا يرى فيها أي مشكلة تسبب عدم اعتمادها من قبل أعضاء هيئة التدريس ومنع إدارة الجامعة لذلك.