طلاب مكفوفون ينتقدون استغلال بعض منسوبي الجامعة لمواقفهم الخاصة

تاريخ التعديل
6 سنوات 3 أشهر
طلاب مكفوفون ينتقدون استغلال بعض منسوبي الجامعة لمواقفهم الخاصة

عبدالعزيز رديف

 

يواجه الطالب الكفيف صعوبات ومشاكل تعيق تلقيه للمادة التعليمية، وقد تكون هذه المشاكل علي مستوي الأستاذ أو علي مستوي الإدارة الجامعية التي لا توفر كافة الظروف المناسبة لتعليم هذه الفئة أو في المادة التعليمية التي لا تتوافق مع وضعية المكفوفين.

ومع تقدم الكفيف في المراحل الجامعية تزداد التحديات أمامه، وذلك من ناحية جمع المادة التعليمة والعلمية في الوقت المناسب واستذكارها وحضور المحاضرات إضافة إلى مشكلة عدم توافر المناهج والمراجع بلغة «برايل» أو بالتسجيل الصوتي، كذلك غياب من يكتب لهم أثناء الامتحان.

وأشار مكفوفو الجامعة إلى أبرز الصعاب التي تواجههم في حياتهم الجامعية من ناحية المواد التعليمية وتعامل الطلاب والخدمات المقدمة لهم من قبل الجامعة ومدى فعاليتها، إضافة إلى العديد من المطالبات.

 

لغة برايل

أوضح عبدالرحمن الشهراني «طالب كفيف» بكلية الشريعة وأصول الدين أن  الجامعة ممثلة في عمادة شؤون الطلاب تقدم لهم العديد من التسهيلات التي تساعدهم في الاستفادة من خدمات الجامعة، لافتاً إلى أن هناك العديد من المصاعب التي يجب على إدارة الجامعة مراعاتها لفئة المكفوفين، وقال «نواجه صعوبة كبيرة في مذاكرة المناهج بحكم صعوبة قراءتها وعدم توافرها بلغة برايل حيث يتطلب مذاكرة المناهج منا في الفترة الحالية مجهود أكبر بحيث يتم التعامل مع أشخاص بأجر لقراءتها علينا من فترة إلى أخرى».

كما طالب الشهراني إدارة الجامعة بإيجاد حل لهم في مشكلة يواجهها كافة ذوي الاحتياجات الخاصة بالجامعة والتي تتمثل في استغلال مواقف السيارات الخاصة بهم لافتاً إلى أنه تم تخصيص عدد من المواقف بالقرب من بوابات الكليات لخدمتهم ومع ذلك يتم استغلالها من قبل الأصحاء مما يسبب لهم العديد من المشكلات أبرزها التأخر على المحاضرات، وأضاف «مع مشكلة مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة التي تتسبب في تأخيرنا على محاضراتنا يقوم بعض أعضاء هيئة التدريس بحرماننا من حضور المحاضرة بسبب تأخر الوقت حتى ولو بشيء بسيط وعلى ذلك نطالب إدارة الجامعة بإيجاد حل لنا إما بتفريغ المواقف الخاصة بنا أو توعية أعضاء هيئة التدريس بظروفنا وكيفية التعامل معنا».

 

منع التسجيل الصوتي

أبدى طالب  كلية الشريعة وأصول الدين عائض عسيري استياءه من استغلال المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة من قبل منسوبي الجامعة، إضافة إلى تعامل أعضاء هيئة التدريس والطلاب كافة معهم وقال «يجب توعية المجتمع الجامعي كامل بأساليب وطرق التعامل مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة على المستوى الأكاديمي والأخلاقي»، مشيرا إلى أن من أكبر العوائق التي يواجهها المكفوفين داخل المحاضرات هي منع تسجيل المحاضرات صوتياً ليسهل ذلك مذاكرتها آنفاً.

من جهته، أوضح عسيري أن هناك مركز خاص لذوي الاحتياجات الخاصة تشكر الجامعة على إنشائه وتهيئته ليقدم خدمات تحتاجها هذه الفئة، ولكن هناك بعض المطالب التي يجب توفيرها به مثل جهاز كمبيوتر وطابعة خاصة بهم كذلك مقدم خدمات داخل المركز لتزويدهم بكل ما يحتاجونه من مرافق الجامعة في المركز، وقال «المركز يقدم خدمات جيدة ولكن في الفترة الأخيرة تم إغفال العديد من الخدمات التي كانت في يوم ما تتوفر بشكل دائم ومن أبرز ما يفتقده المركز هو عدم وجود مشرف مختص ومتفرغ كما كان عليه الوضع في السنة الماضية، أيضا طالب عسيري بتخصيص مسارات لذوي الاحتياجات الخاصة داخل الحرم الجامعي، إضافة إلى اختصار المناهج وتخصيص اختبارات خاصة بالمكفوفين وذلك بحكم منع التسجيل وعدم توافر المراجع بلغة برايل، وتكثيف الأنشطة الطلابية الخاصة بهم».

 

الأهلاوي والمشاركة في الاحتفالات

أما الطالب بكلية اللغة العربية «الكفيف أيضا» عبدالله آل ملحه الملقب بـ «عبدالله الأهلاوي» بحكم تعلقه ومتابعته الشديدة للنادي الأهلي السعودي وكرة القدم بالرغم من إعاقته البصرية، فأشاد بجهود الجامعة في توفير العديد من الخدمات وتقديم المعونات لهم، مشيرا على أن عمادة شؤون الطلاب ومركز خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة يوفرون لهم العديد من الوسائل التي من شأنها تسهيل العملية التعليمية لديهم، وإقامة الاحتفالات الخاصة بهم. وقال «هناك العديد من الاحتفالات والفعاليات التي تقام لنا ولكن يجب على القائمين عليها مراعاة ضرورة اشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة مناشط وفقرات الحفل لتحقيق الفائدة لنا من إقامة الحفل بشكل أكبر».

 فيما طالب الأهلاوي بتفعيل لغة برايل بشكل أكبر في الجامعة بداية بالمناهج والمراجع، إضافة إلى ترقيم القاعات بنفس اللغة، كما اتفق الأهلاوي مع بقية زملائه الكفيفين في مركز خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة بضرورة توفير موظف أو عامل لتوفير الخدمات الغذائية وما إلى ذلك لهم داخل المركز خاصة وأنه تم إيقاف الوجبات الغذائية المقدمة من المطعم الجامعي في المركز بدون سبب واضح، كما اشتكى من تعامل عمادة القبول والتسجيل مع مطالبته بالتحويل من قسم إلى قسم وقال «يجب أن يكون هناك تعامل خاص مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة كما هو الحال في معظم الجامعات العالمية من ناحية تسهيل وتيسير متطلباتهم وتحقيق رغباتهم».

 

علاقة وطيدة 

من جهته، أكد المشرف السابق على مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بالجامعة الدكتور حسن الدايلي أنه رغم إنهاء عقده الخاص بالإشراف على المركز إلا أنه تربطه علاقة وطيدة بالمستفيدين من المركز من ذوي الاحتياجات الخاصة وبدوره يقوم بزيارات تطوعية من فترة لأخرى للمركز، وقال «تم إنهاء عقدي منذ سنة بسبب عجز في ميزانية قسم التوجيه والإرشاد بعمادة شؤون الطلاب ولم يمنع ذلك من زيارتي لأصدقائي طلاب الاحتياجات الخاصة»، لافتاً إلى أنه يجب تفريغ مشرف مختص على المركز بشكل مستمر نظرا لحاجة هذه الفئة الغالية على قلوبنا للإشراف ومتابعة حالاتهم.

وأضاف الدايلي «يجب توعية مجتمع الجامعة طلاب وأعضاء هيئة التدريس وموظفين بأساليب وطرق التعامل مع هذه الفئة، وذلك من خلال إقامة الدورات التدريبية والتوعوية»، كما أشار إلى أن فصل ذوي الإعاقة الحركية عن المكفوفين أمر يجب إعادة النظر فيه لما له إيجابيات فيما بينهم وتبادل خبرات، وأوضح الدايلي بأن هناك فئة من الطلاب ممن فقدوا أحد أعضائهم؛ مما سبب لهم إعاقة يجب مراعاتهم أيضاً ومعاملتهم معاملة ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

أنواع الإعاقة الجسدية

البدنية: تحدث بوجود خلل في عمل الجسم يؤثر على عمله، مثل الشلل، أو فقدان جزءٍ من أجزائه. النفسية: وتتمثل بحدوث اضطرابات وأمراض نفسية.

الحسية: فقدان حاسة من الحواس الخمس، أو حدوث نقص في عملها. الذهنية: بفقدان العقل، أو حدوث نقص فيه.

المركبة: هي وجود أكثر من نوع من الإعاقة في الشخص.

 

أسباب الإعاقة

الوراثة: هي التي تنتقل من جيل إلى آخر عن طريق الجينات الموجودة على الكروموسومات في الخلايا الجسمية، مثل مرض السكري، وإفرازات الغدة الدرقية.

العوامل البيئية: التي تكون من خارج الإنسان، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام هي: عوامل أثناء الحمل «ما قبل الولادة»: كأن تصاب الأم بنوع من الأمراض أو الفيروسات أثناء الحمل.

عوامل أثناء الولادة: تعثر ولادة الطفل كوضعه قبل موعده أو عدم الاهتمام بنظافته بعد الولادة.

عوامل ما بعد الولادة: الحوادث، والإصابة بالجروح، وعدم التطعيم.

 

حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة

الحق في الكشف المبكر والاستشارة الطبية: إن الشخص المعاق لديه الحق في معرفة نوع عجزه، عن طريق الكشف الطبي المبكر؛ وذلك من أجل مساعدته على تقبل عجزه، وتنمية قدراته، وربما يستطيع الطب الحد من هذا العجز إذا تم اكتشافه مبكرا.

الحق في التعليم والتدريب

يعد التعليم من أهم حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنه بهذا التعليم يستطيع العمل، والعيش بكرامة، والتفاعل مع المجتمع، وتحقيق مكانة اجتماعية مهمة، لذلك يجب منح الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم التعليمية، مثل توفير خدمات التدريب المهني، والدخول بأي تخصصات يرغبون بها، ودمجهم في مدارس الطلاب العادين وعدم عزلهم، وتوفير الأدوات واللوازم التي يحتاجها الشخص ذو الإعاقة للتعلم بطريقة صحيحة.

الحق في العمل والاكتفاء الاقتصادي: يحق للشخص ذي الاحتياجات الخاصة العمل مثل أي شخص عادي؛ لأنه بهذا العمل يستطيع صقل قدراته ومواهبه، وزيادة ثقته بنفسه، لذلك يجب فتح باب العمل لهؤلاء الأشخاص، وأن يكون هذا العمل مناسب لقدراته، وإعطائه الأجر الذي يستحقه مثل البقية من العاملين، وتوفير الأجواء الصحية له في العمل، وإصدار قوانين دولية تضمن له حصة محددة في مجالات العمل المختلفة، وتوفير الأدوات والمستلزمات التي يحتاجها لإتمام عمله.

الحق في التنقل والسفر والترفيه: للشخص ذي الإعاقة الحق بالتنقل داخل بلده وخارجها؛ وذلك عن طريق توفير المنحدرات في الطرق،  التجهيزات في وسائل النقل المختلفة، ليتمكن من التنقل بحرية، ويجب على الناس عدم النظر إليهم نظرة حزن ونقصان، لأن هذا يعود سلبا على نفسيتهم، بالإضافة إلى إجراء تصميمات خاصّة ومناسبة لهم في المباني العامة، والمساكن الخاصة بهم.