المبتعث أسامه مشيبة:رحلة الابتعاث بمثابة فرصة لرد جميل لوطننا المعطاء

تاريخ التعديل
سنة واحدة
المبتعث أسامه مشيبة:رحلة الابتعاث بمثابة فرصة لرد جميل لوطننا المعطاء

 

 

للغربة مرارة لا يعيها إلا من خاض هذه التجربة وخصوصاً لفترات طويلة، ولكن ما يدعو للتفاؤل هو استشعار الأجر بهذا السعي. إضافة إلى ذلك هو العلم بأن هذه الرحلة تخدم هدفًا أكبر وهو الشعور بأن هذه الرحلة هي الطريق لرد بعضاً من الجميل لوطننا ، وهذا ما يجعل كل يوم في هذه الرحلة، فرصة لتعلم شيء جديد نسعى به للعودة إلى أوطاننا لنكون لبنة نافعة في مجتمعاتنا بعد نهاية رحلة الابتعاث ، هذا ما ذكره لنا في آفاق المبتعث في مرحلة الدكتوراه  أسامه يحيى مشيبه، خلال الحوار التالي.

من هو أسامه يحيى مشيبه؟

باحث دكتوراه في مختبر مرونة الأنظمة الشبكية والبنية التحتية بجامعة أوكلاهوما الأمريكية ومحاضر بكلية الهندسة بجامعة الملك خالد. حاصل على درجة الماجستير في الهندسة الصناعية والنُظم من جامعة أريزونا الأمريكية. إضافة إلى ذلك أعمل ككاتب للعديد من المقالات العلمية في المجلة العريقة MIT Review and Technology

       بدايةً حدثنا عن حياتك علميًا وعمليًا؟

نشأت ولله الحمد في بيئة محفزة للتعليم، واستمر هذا الدعم حتى هذه اللحظة. وأقصد بذلك البيئة التعلمية التي هيأتها دولتنا وقيادتنا الرشيدة. وهذا الدعم اللامحدود الذي نستشعر دائماً والذي لطالما كان عنصراً محورياً في تحقيقي أنا وزملائي المبتعثين للعديد من الجوائز البحثية في مرحلة الدكتوراه . وانطلقت مسيرتي مع التعليم منذ الصغر وتدرجت في سلم التعليم حتى أكملت جميع المراحل الدراسية. ومن ثم تم تعييني كعضو في هيئة التدريس بجامعة الملك خالد ، مما شجعني أكثر للانخراط في العمل الأكاديمي والبحثي. كما كان لي الشرف بخدمة الجامعة في العديد من المهام بما فيها العمل كرئيس لمركز المبادرات والبرامج النوعية بكلية الهندسة والذي ساهم بشكل كبير في دعم وإقامة الكثير من المبادرات والبرامج النوعية على مستوى الجامعة والمجتمع في منطقة عسير.

 متى بدأت تراودك فكرة الابتعاث ومن هو الداعم الرئيسي لك حتى وصولك هذه الخطوة؟

الفكرة لم تكن وليدة اللحظة، بل ساورتني طوال مسيرتي التعليمية وحتى بعد أن انتقلت للعمل بالقطاع الخاص كمهندس لتخطيط المشاريع ولا زال الطموح يدعوني للعودة للعمل الأكاديمي والمضي في رحلة الابتعاث. ولله الحمد عدت للعمل كعضو هيئة تدريس بكلية الهندسة بجامعة الملك خالد ومنها بدأت رحلة الابتعاث. أما ما يخص الدعم فالشكر لله أولاً ، ثم لقيادتنا وحكومتنا الرشيدة التي أولت طلابها المبتعثين الاهتمام الدائم والذي يجعلنا نفخر بكوننا سعوديين. وأيضاً لا أنسى الدعم الدائم من والدي ووالدتي وأسرتي كافة "وخصوصاً زوجتي التي رافقتني رحلة الابتعاث وكانت خير سند لي خلال هذه التجربة بحلوها ومرها".

 كيف تصف رحلة الابتعاث من وجهة نظرك، وما هو أول شيء تعلمته منها؟

رحلة الابتعاث، أو بالأصح تجربة الابتعاث، تجربة غنية بالخبرات المختلفة في مجالات الحياة وليس فقط بالخبرات التعليمية والبحثية وإن كان ذلك يشكل الجزء الكبير والأهم منها. ومع هذه التجربة وصعوبة بداياتها تكون دائما جمال النهايات.، و لا شك أن وجودي كمبتعث في دولة أخرى يجعل من هذه التجربة فرصة لخلق التواصل مع الآخر وخصوصاً فيما يختص بالجانب الثقافي والذي أجده لزاما على كل مبتعث أن يحرص على مشاركة ثقافتنا الغنية بالعراقة والأصالة إلى المجتمعات الأخرى.

 في الغربة تحديات تواجه العديد من المبتعثين ما أبرز هذه التحديات بالنسبة لك؟

لا شك أن الابتعاث مليء بالتحديات والصعوبات وخصوصاً التأقلم مع بيئة جديدة ومختلفة. ومع ذلك فهذه التحديات تكون عاملاً مهما في صقل الشخصية وتقوية العديد من المهارات العلمية والعملية وكذلك المهارات المتعلقة بالتواصل مع المجتمعات الأخرى.

ما هو مشروعك البحثي في مرحلة الدكتوراه؟

حاليا أعمل في بحثي للدكتوراة على تعزيز مرونة سلاسل الإمداد وشبكات البنية التحتية باستخدام النماذج الرياضية والخوارزميات لمواجهة الحوادث المحيطة مثل الكوارث الطبيعية أو الأعمال التخريبية المؤثرة على أداء شبكات البنية التحتية المختلفة.

هل كان تكوين العلاقات والتعايش مع التغيرات الثقافية والبيئة المختلفة سهلًا؟

كما ذكرت سابقا أحد ما يميز برامج الابتعاث المختلفة هو مقدرة المبتعث على التعرف والتعرض للثقافات الأخرى ، ومن خلالها يستطيع الشخص تكوين قاعدة يستطيع فيها التعايش مع من حوله. ولا شك أن أبرز ما يسهل هذا التعايش مع المجتمع ، هو المشاركة في تمثيل ثقافتنا وتراثنا ونجاحتنا مع المجتمعات الأخرى لخلق سٌبل مختلفة للتواصل وتحقيق الأهداف من التواجد في بلد الابتعاث.

ماهي نصيحتك لمن أراد الابتعاث؟

لمن يفكر في الدراسة والابتعاث في الخارج، أود أن أقول: إن النجاح ليس سهلًا. ويتطلب الأمر جهدًا دؤوبًا ومثابرة. فلا تستعجل النهايات والوصول لها، بل استثمر في العمل الجاد والالتزام. وبالإضافة إلى ذلك، استشعر، تجربة الابتعاث تجربة مُثرية، مليئة بالتحديات وبالطبع الكثير من النجاحات. فأنصح من يريد الابتعاث بخوض هذه التجربة بحلوها ومرها ولا شك أن النهايات ستكون بقدر التعب والمشقة.

نوره الفهد