«الوقف».. نمـاذج فريدة عبر التاريخ الإسلامي
أ. د. سعد بن محمد بن دعجم
عضو مجلس النظارة، وكيل جامعه الملك خالد للشؤون التعليمية والاكاديمية
الحضارة الإسلامية اهتمت بمفهوم الوقف، وقدمت نماذج فريدة في تطبيق مبادئ التكافل الاجتماعي ورعاية المصالح العامة، وكان من أبرز الأنظمة التي تركت بصمات واضحة على المجتمع الإسلامي، عبر العصور، «نظام الوقف».
وقدم الوقف عبر التاريخ الإسلامي إسهامات تنموية، لم تقتصر على جانب واحد فقط، بل تعدت لتشمل جوانب شتى ومناحي عديدة من أوجه نشاط الحياة المختلفة، وشملت كذلك مختلف أنواع البِر التي تلبي كافة حاجات شرائح المجتمع. لقد كان دور نظام الأوقاف رائدا في تنمية التعليم ودعمه، حيث بلغ عدد المدارس الموقوفة في بيت المقدس وحدها في العصور الوسطى أكثر من سبعين مدرسة، تقدم التعليم وخدماته مجانا من ريع أوقافها، بالإضافة إلى تقديم مرتبات ومخصصات للمعلمين والطلاب، وقد انتشرت مدارس مماثلة في كافة أنحاء العالم الإسلامي، في مكة ومصر وبغداد وتونس' وتم كذلك توظيف الوقف لرعاية المكتبات في القاهرة ومكة المكرمة وبغداد وحلب، كلها لم تكن لتقوم بدون الأوقاف الخيرية. ويضاف إلى ذلك أن كبرى المستشفيات في العصر العباسي، في بغداد والقاهرة ودمشق كانت أوقافا؛ ويعتبر الوقف من ركائز العمل الخيري في المجتمعات الإسلامية، وخصوصا في المملكة.
وتدشن اليوم جامعتنا مشروعها الوقفي بفكر استثماري مختلف وبطموحات وآمال مرتفعة، مستبشرين بالنجاح في ظل دعم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير الرئيس الفخري لأوقاف الجامعة.