رؤية وطن
د عبدالله آل عضيد
عميد شؤون الطلاب، رئيس لجنة العلاقات العامة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛ فقد جاءت النصوص الشرعية في ديننا الحنيف مؤكدة أهمية بذل المال في وجوه الخير، ومن أبواب البذل: وقف المال فيما ينفع الناس، واليوم نشهد أهمية العلم والتعليم في قوة الأمم وتقدّمها، حيث أن العلم هو اللغة الأقوى والأسمى التي تتنافس عليها دول العالم لبناء الحضارة والرقي بالإنسان، والجامعة هي أبرز منابع العلم كمؤسسة علمية رسمية متخصصة؛ لذا فإن دعم الجامعات بالأوقاف مسلك مهم لتطويرها وضمان دوام عطائها، وتجسيد الدعم الاستراتيجي لاستقلالها وقوة إرادتها، وتحقيق دورها في التنمية المستدامة للمجتمعات، فالعالم يشهد بتفوق الجامعات الأمريكية في مجال الأوقاف التعليمية وتنافسها على حجم ثروات أوقافها وقوة استثمارها، لتكون الأوقاف أحد أهم روافد تمويل التعليم في الجامعات الرائدة مثل هارفارد وييل وغيرها؛ وتاريخ الوقف الإسلامي يشهد بوجود علاقة راسخة بين الأوقاف ومؤسسات التعليم.
ونتطلع بإذن الله ليكون وقف جامعتنا أنموذجا فريدا بدوره الريادي لتطوير البيئة العلمية والثقافية، وتأهيل الأجيال، وقيادة الجامعة لمستويات ريادية من التميز والإبداع؛ ليسهم في تعزيز القدرات المالية للجامعة وتفعيل العلاقة بين الجامعة والمجتمع؛ لتتحقق بذلك رؤية 2030 والتي جاء فيها «وسنواصل تشجيع الأوقاف لتمكين هذا القطاع من الحصول على مصادر تمويل مستدامة، ونراجع الأنظمة واللوائح المتعلقة بذلك».