خريجة الإعلام صالحة عسيري: تخرجي أنا وابنتي معا فرحة مضاعفة لي

تاريخ التعديل
6 سنوات 4 أشهر
خريجة الإعلام صالحة عسيري: تخرجي أنا وابنتي معا فرحة مضاعفة لي

ريم العسيري 

إكمال الدراسة الجامعية حلم راودها منذ الصغر، لكن الزواج والأمومة سرقاها من ذلك الحلم الذي  لم تتنازل عنه, لتعود وتحققه وهي أم, لتقف اليوم على عتبة التخرج برفقة ابنتها الخريجة من قسم إدارة الأعمال بكلية العلوم الإدارية و المالية مرام محمد آل مناع.  
الخريجة من قسم الإعلام والاتصال صالحة عسيريباحت من خلال «آفاق» بقصة تحقيقها لذلك الحلم من خلال هذا الحوار. 
 
ماذا يعني لك أن تقفي على عتبة التخرج اليوم أنت وابنتك معا؟ 
يعني لي العالم بأكمله, لا يسعني الفرح, ولا أستطيع أن أصف شعوري؛  لأن هذا اليوم كان حلما يراودني طوال السنين الماضية، وكنت أرى أنه صعب التحقق, ولكن توفيق الله سبحانه، ثم عزيمتي وإصراري و شغفي بالعلم والتعلم  أبت  إلاّ أن يتحقق هذا الحلم. ولكنه تحقق بطريقة أجمل مما كنت أتوقعه، حيث أنبثق من حلمي لتحقيق ذاتي حلم جديد وفرحة  مضاعفة، وذلك برؤية ابنتي مرام وثمرة فؤادي وهي تقف معي جنبا إلى جنب خريجة في هذا اليوم التاريخي في حياتي وحياتها' فالحمد لله من قبل ومن بعد.

ما الذي  دفعك إلى  إكمال الدراسة؟ 
إكمال الدراسة  حلم كان يراودني منذ الصغر, بأن أكون خريجة جامعية، واستفيد وأفيد وطني ومجتمعي؛ ولكن ظروفي لم تسمح لي بإكمالها، حيث أنني تزوجت وأنا بسن صغيرة، وسافرت بعيدا عن أهلي وبحكم الإنجاب وتربية أولادي, خصوصا أنهم  كانوا جميعا في سن متقاربة، فقد انشغلت بتربيتهم والقيام على  شؤونهم. 

لماذا أخترت تخصص الإعلام بالتحديد؟
أخترت هذا التخصص؛ لأنني احترم العلاقات وأؤمن بأهمية التواصل الفكري بين أفراد المجتمع, هذا التخصص يوفر لي بيئة خصبة، في أن أوسع مداركي المعرفية وأبني شبكة اجتماعية فعالة لتقديم المعرفة, وأيضا لأن تخصص الإعلام جميل جدا وكنت جدا محظوظة، أن وفقني الله بدخول هذا القسم المميز والغالي على  قلبي؛ لأنني فعلاً وجدت نفسي في هذا القسم.
 
ما الصعوبات التي واجهتك أثناء مشوارك الدراسي بالجامعة؟   
الصعوبات كثيرة, فكما تعلمين أنني أم ومسؤولة عن أسرة وأطفال جميعهم تحت رعايتي، وفي نفس الوقت كنت أعول والدتي المقعدة، رحمها الله.
وأحكي لكم قصة من ضمن القصص التي مرت علي وشكلت صعوبة  لي، عندما كنت مرافقة لها في قسم الطوارئ في المشفى، وكان عندي اختبار نهائي فاضطررت أن آخذ كتبي وملازمي معي و أن أسهر بجانبها، وأنا أذاكر في وسط غرفة التنويم, بين المعدات الطبية وإزعاج المراجعين والمرضى, وأيضا انشغال تفكيري بأولادي ووحدتهم في البيت.
ولم استسلم وذاكرت وذهبت إلى الجامعة في الصباح، وأنا مواصلة ودخلت اختباري ونلت أعلى درجة فيه بفضل الله.
وأيضا من الصعوبات، الموازنة بين مسؤولياتي كأم وكطالبة جامعية،  وخاصة بعد حصول ظروف خاصة جعلتني أنا المسؤولة والعائل الوحيد لهم والمشرفة على جميع شؤونهم الحياتية، وخاصة أني كنت طالبة منتظمة بالقسم, وكما تعرفين المحاضرات تبدأ من الثامنة صباحا وليس لدي سائق خاص، فاضطر إلى القيام من قبل الفجر لتجهيز أولادي لمدارسهم, خاصة أن لدي طفل صغير كان مستجدا في أول سنة دراسية له عندما كنت أنا في السنة الأولى بالجامعة، وهو الآن بالصف الرابع ولله الحمد.

ممن تلقيت الدعم لإكمال دراستك؟
من أمي رحمها الله التي كنت أتمنى أن تراني في مثل هذا اليوم، ولكن المنية  حالت دون ذلك، حيث توفيت السنة الماضية رحمها الله. وأيضا صديقاتي وأبنائي, ولا أنسى الدعم الدائم والمستمر من جامعتي الحبيبة  وخاصة الأستاذات و الدكتورات في القسم اللائي لم يتوقفن عن دعمي أبدا.

ما أهمية حصول المرأة على التعليم؟ 
التعليم ركيزة مهمه جدا للمرأة  فهي نصف المجتمع و تعليمها يعني قوة وتطور وبناء ذلك المجتمع. وقد كان لها نصيب في تسليط الضوء والاهتمام بها، فهي أم الرجال والمدرسة التي تربي الأجيال. 
وحصول المرأة على التعليم يسهم في تأهيلها لخدمة مجتمعها، فالمجتمع يحتاج لجهودها  باستمرار لتقف جنبا إلى جنب مع الرجل لخدمة وطنها وأمتها, والعلم مهم للنهوض بعقلية المرأة وتوسيع مداركها وطريقة تفكيرها، فالتعليم هو طريق معرفة ما حولنا وفهم متغيرات الكون والحياة.

ما مدى تأثر السيدات المقربات منك بتجربتك في إكمال تعليمك؟  
هناك من تأثرن بي بشكل إيجابي ولله الحمد, وأصبحت تجربتي حاضرة  في أحاديثهن في المجالس، كما أسمع ممن حولي سواء في الجامعة أو خارجها, لدرجة أن  الكثير منهن يتصلن بي أو يطلبن من قريباتهن سؤالي: كيف تم لي ذلك. 

ماذا يعني لك أن تكوني إحدى خريجات قسم الإعلام؟
فخورة  لكوني خريجة من قسم الإعلام، الذي يعد قسما حديثا ولم يتخرج منه إلا دفعتان, ولكن ومع  ذلك هو قسم قوي جدا, بذلت فيه جهود جبارة جعلت هذا القسم، بإمكانياته وكوادره من مؤسسين وأعضاء هيئة تدريس وعلى رأسهم الفاضل أ. د. علي شويل القرني مؤسس القسم ورئيسه، يثبت وجوده ونجاحه العظيم في فترة قصيره جدا. وهذا الجهد لم يأت من فراغ، وإنما هو نتيجة عمل دؤوب من نخبة من أفضل الأساتذة والخبراء، وحصيلة أرقي ما وصلت إليه مناهج البحث والتدريس في تخصص الإعلام والاتصال في المملكة العربية السعودية.  فشكرا لكل القائمين عليه . 

ما الذي تسعين لتحقيقه بعد التخرج؟
أتمنى من الله سبحانه و تعالى التوفيق والنجاح والفلاح, وسأسعى إن شاء الله للاستمرار في مساري التعليمي وأواصل دراسات عليا إن أمكن, كما أني أتمنى أن يتوج هذا النجاح بالوظيفة التي كنت أطمح بالحصول عليها والتي ستضفي علي معنى  جديدا، خاصة وأن  ظروفي المادية صعبة جدا, فكما ذكرت في حديثي السابق أنني العائل الوحيد لأبنائي والقائمة على  شؤونهم الحياتية, كما تمكنني من خدمة ديني ووطني ونشر الوعي والثقافة. وأسعى لدعم كل امرأة؛ لتحقيق ما تريد والعيش بمعايير وقيم سامية تضعها لنفسها.