الدكتور غيثان بن جريس يدشن موقعه الإلكتروني ويجعل محتواه وقفا لله

سلطان عوض 

انطلاقا من واجبها الوطني وتفعيلا لمسؤوليتها الاجتماعية احتضنت صحيفة «الوطن» حفل تدشين الموقع الإلكتروني الرسمي للأستاذ الدكتور غيثان بن علي بن جريس، وذلك على مسرح الصحيفة بمقرها الرئيسي بأبها، وسط حضور عدد من المسؤولين  من داخل الصحيفة وخارجها وبحضور عدد من المهتمين بالشأن،الثقافي والتاريخي.
وبدأ حفل التدشين بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، تلا ذلك كلمة لنائب رئيس تحرير صحيفة الوطن الأستاذ ماجد بن محمد البسام رحب فيها بالحضور مؤكدا أن صحيفة «الوطن» تتباهى بنهجها في التغيير والتطوير وتفخر بما حققته ووصلت إليه طوال مسيرتها الإعلامية لخدمة الوطن الأكبر .
كما بين البسام أن مؤسسة عسير للصحافة والنشر تسعد باحتضان حفل تدشين الموقع الإلكتروني الخاص بالأستاذ الدكتور غيثان بن علي بن جريس، وقال «مؤملين أن يحقق هذا الموقع المأمول والمردود منه لخدمة الباحثين والمهتمين بالتاريخ جيلا بعد جيل».
وأردف البسام «شكرا لكل من منحنا هذه الفرصة، وشكرا لمن حضر هذا التفاعل، وخالص الامتنان للدكتور غيثان بن جريس على جهده الكبير في إثراء المكتبة العربية بالإصدارات المتنوعة والمعلومات التاريخية المهمة والمخطوطات النادرة والقيمة».
وفي ختام كلمته نقل البسام تحيات وتقدير رئيس التحرير الدكتور عثمان الصيني الذي غيبته ارتباطات العمل الطارئة عن الحضور في هذا الاحتفال.
بدوره ألقى الأستاذ الدكتور غيثان بن جريس كلمة، شكر فيها كل من أسهم في إكمال موقعه الإلكتروني، وخص بالذكر أبنائه الطلاب من الجنسين، وزملائه من الجامعات السعودية، بالإضافة إلى العاملين بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الذين عملوا على مدى ثلاث سنوات لتحويل مادة الموقع من ورقي إلى رقمي.
كما توجه بن جريس بالشكر لصحيفة الوطن وفي مقدمتهم رئيس التحرير الدكتور عثمان الصيني، ونائبه الأستاذ ماجد البسام وزملائهم العاملين في الصحيفة، وقال «لقد أكرموني بالإعداد والتجهيز لإطلاق هذا الموقع».
وبين بن جريس أن هذا الموقع الالكتروني هو خلاصة أعمال علمية متعددة أخذت أكثر من 40 عاما، وهي بحوث وكتب علمية، ورحلات، ومحاضرات ولقاءات ونقاشات تدور في فلك العلم والبحث والمعرفة، وبخاصة في تاريخ وحضارة الإسلام، والاستشراق والمستشرقين، والأقليات الإسلامية، وانتشار الإسلام وحضارته في بعض بقاع الأرض.
كما أوضح أن النصيب الأكبر من المادة العلمية المطبوعة والمنشورة في هذا الموقع هي عن تاريخ وحضارة جنوب شبه الجزيرة العربية وعلى وجه الخصوص البلاد الواقعة بين حواضر اليمن والحجاز الكبرى والمعروفة في بعض كتب التراث الإسلامي باسم «تهامة والسراة».
وقال «إذا كان مجموع الكتب والبحوث المرفوعة في الموقع 140 كتابا أو بحثا، فإن 75% تقريبا من هذه المادة الرقمية تدرس أحوال تهامة والسراة السياسية، والإدارية، والاجتماعية، والاقتصادية والعلمية، والثقافية، والفكرية، والاعلام، ودراسات أدبية ولغوية وتراثية أخرى منذ عصور ما قبل الإسلام إلى عصرنا الحديث».
وقد أعلن بن جريس خلال حفل التدشين أن جميع المواد الموجودة على الموقع هي وقف لله عز وجل للعرض والتحميل وليست للربح أو التكسب سائلا الله أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه سبحانه.
ونيابة عن مثقفي وأدباء منطقة عسير ألقى عميد كلية المجتمع رئيس نادي أبها الأدبي، الدكتور أحمد آل مريع، كلمة أشار فيها إلى سعادته الغامرة بتدشين جهود كبيرة لمؤرخ واسع الاهتمام وموسوعي المعرفة اهتم بالتاريخ وبالحضارة على امتداد التاريخ العربي والإسلامي القديم والحديث في منطقة عسير سراة وتهامة والمنطقة الجنوبية بشكل عام. وأشار آل مريع إلى أن الدكتور غيثان بن جريس رغم أنه ينتمي إلى الباحثين الورقيين، إلا أنه استطاع أن يتغلب على هذا الجانب وانتقل إلى الرقمية الحديثة في تحد مهم ولغة عصرية لابد من الأخذ بزمامها حتى يتمكن من تقديم ما لديه للعالم أجمع .
وأضاف آل مريع « أن من المقاصد التي يمكن أن يحققها هذا الموقع للدكتور غيثان بن جريس هي زيادة المحتوى الرقمي في الانترنت فمن المعروف أن المحتوى الرقمي للغة العربية لا يتجاوز 3% من مجموع المحتوى الرقمي العالمي وهذه نسبة قليلة جدا للأمة العربية التي يشكل سكانها  أكثر من 350 مليون نسمة ويشكلون أكثر من 7% من عدد سكان العالم، إن إضافة هذه الكتب والبحوث تزيد من نسبة المحتوى الرقمي»؛ متمنيا أن يسلك بقية الباحثين والكتاب والمؤلفين الطريق نفسه حتى يكون هناك حضور أوسع للغة العربية.
من جانبه أوضح أستاذ التاريخ  المساعد بجامعة نجران الدكتور عوض بن ناحي أن لدى المؤرخ الكبير الدكتور غيثان بن جريس سيرة باذخة معطاءة في خدمة تراث وتاريخ جنوب مملكتنا الغالية، تمثلت في تأليف ومراجعة أكثر من ٥٩ كتابا، بالإضافة إلى أكثر من  ١٢٩ بحثا ودراسة منشورة في دوريات علمية محلية و إقليمية و دولية.
وقال «القليل منا قد لا يعلم أن مؤرخنا كان إعلاميا أيضا؛فقد مارس العمل الإعلامي منذ سن مبكرة في حياته المهنية والدراسية وتحديدا في مرحلة دراسته للدكتوراه في بريطانيا أواخر الثمانينات الميلادية من القرن المنصرم, فعمل محررا, ومراسل أخبار وكاتب مقال».
وأردف بن ناحي «إننا ونحن نحتفل اليوم بتدشين الموقع الرسمي للأستاذ الدكتور غيثان بن جريس،  لابد  أن ندرك أن مؤرخنا الكبير قدم درسا جديدا ومختلفا وعمليا أيضا في خدمة العلم وأهله عامة وخدمة تراث و تاريخ مملكتنا الحبيبة خاصة حينما آثر المصلحة العلمية العامة على المصلحة المادية الخاصة، فجعل من مؤلفاته ودراساته وقفا مجانيا للقراءة والدراسة والاستفادة من أرشيف وثائقي ضخم يجدر بطلبة العلم استثماره و توظيفه في البحث العلمي بما يخدم تاريخ بلادنا وثقافتها وهويتها».
يذكر أن موقع الدكتور غيثان بن جريس يشتمل على المقدمة، وميثاق الموقع، والسيرة الذاتية للدكتور غيثان بن جريس، ومحتويات موقع الأستاذ الدكتور غيثان بن جريس وهي: رسالة الدكتوراه، والمؤلفات، وموسوعة  القول المكتوب في تاريخ الجنوب، الأبحاث والدراسات، والرحلات، ومؤلفات قدم لها الدكتور غيثان وراجعها، ومجلة بيادر، وابن جريس في الصحف والمجلات، ومؤلفات منشورة عن ابن جريس، ووثائق غيثان بن جريس الخاصة، ومكتبة الصور، ومكتبة الفيديو، وفروع أخرى، والتواصل.

موقع د. غيثان بن جريس:
http://prof-ghithan.com/