الأستاذة أفنان الشهراني: القراءة ضرورة ملحة للتعمق في التخصص وتوسيع المدارك

تاريخ التعديل
5 سنوات 8 أشهر
الأستاذة أفنان الشهراني: القراءة ضرورة ملحة للتعمق في التخصص وتوسيع المدارك

رناد سرحان

اعتبرت الأستاذة بقسم رياض الأطفال بكلية التربية، عضو لجنة الشؤون الطلابية، والمهتمة بأدب الطفل وتنشئته الاجتماعية، الأستاذة أفنان الشهراني أن مرحلة الطفولة من أهم مراحل تكوين شخصية الطفل وجعله فردا ناجحا في المجتمع.
وكشفت في حديث لـ «آفاق» أن اختيارها لتخصص رياض الأطفال جاء من منطلق «ابنِ طفلا تبني أمة» مؤكدة أن مرحلة رياض الأطفال كانت هي الأكثر رسوخا في ذاكرتها من بين جميع مراحلها الدراسية.
وقالت «رسوخ تلك المرحلة في ذاكرتي وحبي لها جعلني استشعر أهميتها وأثرها الكبير في تشكيل شخصية الفرد، واعتبارها اللبنة الأساسية لبناء المجتمع ومدخلا للإبداع، فدفعتني رغبتي إلى أن أكون شخصا يسهم في بناء وتشكيل المجتمع وتنميته والسيطرة على مشكلات المجتمع من الجذور، من خلال اهتمامي بالأطفال وعالمهم الواسع والالتحاق بتخصص رياض الأطفال».

مقومات النجاح
وردا على سؤالها عن المقومات التي ساعدتها على النجاح أجابت «يبدأ النجاح بأن ترغب في أن تكون ناجحا، وأن تكون مقتنعا بأنه في إمكانك أن تحقق النجاح الذي ترغب فيه، وبعد ذلك تقوم بوضع الخطط لتبلغ هدفك المحدد وتحقق النجاح، على أن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق ومتماشية مع قدراتك ومهاراتك، أيضا من أهم مقومات النجاح تنظيم الوقت وتحديد الأولويات، فهو يعتبر سرا من أسرار النجاح، بالإضافة إلى ضرورة أن تحب ما تقوم به سواء كان عملا أو دراسة، حيث يدفعك ذلك إلى الصبر وتحمل الصعاب والإبداع والحماس تجاهه، إضافة إلى الحرص على إرضاء الله أولا ثم الوالدين وإخلاص النية في العمل، وأن تتعرف على مواهبك وتوظفها توظيفا صحيحا وأن تحيط نفسك بالإيجابيين، وأخيرا ستكون ناجحا عندما تعي أن الفشل ما هو إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرصا للنجاح».
 
تطوير الذات
وحول تطويرها لذاتها، أكدت أن تطوير الذات هو عبارة  نشاطات تطور الوعي والهوية والمواهب والإمكانية، وتكون أساس الإنسان وتسهل فرص العمل وتحسن معيشة الحياة وتساهم في استيعاب الأحلام والطموح.
وأردفت قائلة «لعل من أهم ما ساهم في تطوير ذاتي، الحرص على حضور الدورات وعدم وضع المكان عائق؛ وإنما الاستفادة من الدورات الأون لاين والبحث عن المعرفة من مختلف المصادر المتنوعة وعدم الاكتفاء بمصدر واحد، والإلمام  بالخطوط العريضة فيها، فنحن نبحر في محيط واسع من العلوم والمعرفة، بالإضافة إلى اكتساب عادة القراءة؛ لأنها ضرورة ملحة خصوصا في مجال التخصص؛ فهي تساعد على التعمق في التخصص وتكوين الآراء العلمية الخاصة بك واسهامها الكبير في توسيع الخبرات والمدارك».

أول محاضرة
وحول أول محاضرة قدمتها، أكدت أنها عرضت وهي طالبة بعض الموضوعات ضمن إطار مقرراتها الدراسية وذلك أمام زميلاتها، مؤكدة أن الأمر يختلف تماما عن وقوفها أمام طالبتها للمرة الأولى.
وقالت «لازلت أذكر تلك المشاعر الجميلة المختلطة، شعرت برهبة ومسؤولية وحماس وسعادة».

عوائق
وكشفت أنها واجهت بعض العوائق خلال الدراسة، مثل التأقلم والتكيف مع الوضع الجامعي الجديد والتباين بين المناهج وطرق التدريس في المدرسة والجامعة والفجوة بين النظرية والتطبيق، كما واجهت بعض العوائق مع الطالبات، منها انخفاض مستوى الدافعية للتعلم لديهن وافتقاد بعضهن إلى وضع أهداف واضحة ومستقبلية. بالإضافة إلى تعاملهن مع الدرجات بقلة نضج وانفعال شديدين وعدم أخذها فرصة للتعلم.
وقالت «كل الطرق مليئة بالعوائق، والفطن هو من يجعل منها أسبابا للنجاح».

العلاقة مع الطالبات
وأكدت أنه من الواجب على عضو التدريس أن تضع في الاعتبار أن بناء علاقة جيدة مع طالباتها يضمن لها ممارسة العملية التعليمية وتحقيق أهدافها المرجوة من خلال الترحيب بالطالبات في اليوم الأول.
ولفتت إلى أنهن رفيقات دربها خلال المشوار الذي يستمر فصلا دراسيا كاملا، مشددة على ضرورة مشاركة عضو التدريس طالباتها ما تتوقعه منهن من مهام وتفاعل وتحضير أثناء وبعد المحاضرة، ومناقشتهن في أبرز لوائح وتنظيمات الجامعة فيما يتعلق بالآداب العامة للطالب الجامعي، وتصحيح الخطأ قبل المبادرة بالأحكام، وتقديم المساعدة للطالبة في بناء خطة استراتيجية لتطوير مهاراتها، والجمع  في كل محاضرة بين تقديم المادة العلمية والنصيحة الأكاديمية والتطويرية والاجتماعية، مشددة على أن تكون عضو التدريس مرشدة وأختا وصديقة لطالباتها اللاتي سيصبحن قائدات المستقبل.

تأثير التخصص
وحول تأثير تخصصها على حياتها الاجتماعية، أكدت أن ذلك التأثير يظهر من خلال استشعارها لدورها في المجتمع، وتصحيح الأخطاء الشائعة عن التخصص، وتحمل مسؤولية توعية الآباء والأمهات من حولها بطرق  التربية الإيجابية للأطفال. 

طموحات
وردا على سؤالها عن طموحاتها المستقبلية، أكدت أنها تطمح للتعمق في أدب الأطفال وإثراء الأدب العربي بالقصص الإبداعية والمؤثرة، وإلقاء الضوء على مسارح الأطفال وجعلها وسيلة لتشكيل شخصية الطفل واكسابه قيم المجتمع وعاداته وحل المشكلات السلوكية المختلفة، وإثراء القاموس اللغوي وتعزيز الهوية الوطنية وفق رؤية2030
واختتمت حديثها قائلة «دائما ما يلقي الناس اللوم على الظروف لما هم عليه، أنا لا أؤمن بذلك، فالأشخاص الذين يستمرون في هذا العالم هم الأشخاص الذين يستيقظون كل يوم يبحثون عن الظروف التي يريدونها وإن لم يعثروا عليها، فإنهم يصنعونها، كما قال جورج برنارد شو».
كل مرة استثقل فيها عمل يلوح لي قول عمر بن عبدالعزيز لينشرح خاطري «لو أن الناس كلما استصعبوا أمرا تركوه ما قام للناس دنيا ولادين».