بتطبيق قاعدة الـ 15 دقيقة.. هل يزيد طالب الدراسات العليا من دافعيته وإنتاجيته؟
ترجمة: نادية الشهراني
تعتبر قاعدة الـ «15 دقيقة» إحدى استراتيجياتي المفضلة لزيادة الإنتاجية والتحفيز.
فقد أوصى Bolker (1998) الطلاب بالبدء في الكتابة لمدة 10 دقائق يوميا كحد أدنى ومن ثم زيادة المدة إلى 15 دقيقة مع زيادة الوقت تدريجيا, كما اقترح Bolker على الطلاب الالتزام بالـ 10 دقائق هذه يوميا مهما كلف الأمر. من وجهة نظره، فإن «أي شخص قادر على الكتابة لمدة 10 دقائق يوميا، وخاصة إذا اعتمد أسلوب الكتابة الحرة. وعادة ما أوصي الطلاب بأن يكتبوا لمدة لا تقل عن 15 دقيقة ولكن هذا الإطار الزمني عشوائي؛ لذلك أكتب دائما إلى الحد الذي يشعرك بالرضا».
إن الانتقال من حالة الجمود إلى حالة الكتابة الفعلية وملء الصفحات بالكلمات، أو القيام بتحليل البيانات، والقراءة الأكاديمية، عملية صعبة للغاية. ولذلك يجد الكثيرون أن الالتزام بالكتابة لفترة قصيرة نسبيا (15 دقيقة مثلا) يجعل هذه الحالة الانتقالية أسهل. ولتفعيل هذه القاعدة عليك أن تكرس 15 دقيقة يوميا (أو على الأقل خلال الأيام التي تنوي فيها العمل على بحثك) لهذه المهمة مهما كانت ظروفك. السؤال المنطقي هنا هو كيف ستلتزم بالعمل على جزء من أطروحتك لتحقيق الحد الأدنى المتفق عليه؟
قد يجدي استخدام جهاز توقيت استخدام بعض طلابي جهاز توقيت الطبخ لهذا الغرض، واستخدم البعض الآخر الساعات الرياضية لمتابعة الـ 15 دقيقة المخصصة للأطروحة، بحيث يضبط أحدهم الساعة ثم يبدأ في العمل.
عندما تبدأ بالكتابة فأكتب بلا قيود. نصيحتي ألا تقلق بشأن بناء الجملة، أو الأخطاء الإملائية أو النحوية، وأن تسمح للأفكار بأن تتدفق تلقائيا من رأسك. إذا تعالت الأفكار الدخيلة أو الأصوات الناقدة سلبا في داخل رأسك فقم بتدوينها كذلك بهدف العودة لها لاحقا وإلغاء ما يسؤك مع الاحتفاظ بالأفكار المهمة فقط. تستطيع طبعا التوقف عن الكتابة قبل انتهاء الـ 15 دقيقة، وحفظ ما تود الإبقاء عليه أو الاستمرار بالكتابة في حال شعرت بتدفق الأفكار واستمراريتها. يخبرني الطلاب غالبا أنهم دائما ما يشعرون بأنهم على استعداد للكتابة وأن العملية برمتها أصبحت أكثر سهولة بمجرد انتهاء الـ 15 دقيقة.
إن إجبار نفسك على الكتابة بالرغم من عدم رغبتك في البدء فيها يخلصك من قصور الدافعية ويقودك إلى كتابة مثمرة. قد يحتاج الطلاب في بعض الأحيان إلى العمل لعدة فترات تمتد كل منها لـ 15 دقيقة على مدار اليوم، وذلك للإبقاء على مستوى عال من الدافعية والنشاط ،اللذين يتذبذبان لدى أغلب الكتّاب على مدار اليوم.
قد يكون اتباع قاعدة الـ 15 دقيقة طريقة رائعة للبدء في الكتابة، لأن البداية الفعلية بحد ذاتها تجربة صعبة.
قد تستيقظ ذات صباح لتشعر بحالة من الخمول واللامبالاة تجتاحك بغض النظر عن مدى حماسك أو دقتك في كتابة خطة زمنية لعملك في الليلة السابقة، لتتفاجأ يوما بأن الأيام والساعات تتوالى وأنت لم تحقق هدفا ذا قيمة فمن النادر جدا أن ينتهي التقاعس عن العمل بحالة من الإلهام، وعليه فإن كل يوم يمضي بدون العمل فعليا على أطروحتك يقلل من مدى انغماسك فيها، ويجعل الانخراط في جلسة العمل التالية أصعب.
الكتابة تؤدي للاكتشافات غالبا، وتقود للتعبير وتوصيل الأفكار، أو تحليل البيانات أو الاطلاع على المصادر التي من شأنها أن تلهم الكاتب وتحفزه.
هل ما أوردته هنا دعوة للبدء في العمل بدون الشعور بالإلهام والدافعية؟ ذلك تماما هو المقصود! ستمر بك بالتأكيد أيام ستشعر فيها برغبة كبيرة في الكتابة مع أول تباشير الصباح، ولكنك إن تقاعست عن العمل منتظرا تلك الأيام فقد تستغرق وقتا أطول مما يجب لإنهاء أطروحتك! لذلك أقترح عليك الالتزام بالعمل لفترات لا تقل عن 15 دقيقة من 2-3 مرات في اليوم كوسيلة للحصول على خلاصة أفكارك وتحفيز نفسك والمناضلة من أجل استمرار الكتابة.
إن البقاء على اتصال بأفكار أطروحتك وخطوطها العريضة ونقاط الاستفهام والبيانات، وما كتبته بالفعل أو ما تأمل أن تكتبه هي طريقة هامة للحفاظ على وهج الدافعية والإلهام بداخلك. أبذل قصارى جهدك في العمل على كتابة الأطروحة أو القيام بأعمال أخرى لها علاقة بها لمدة 15 دقيقة على الأقل.
عند الـ 15 دقيقة حفز نفسك على الاستمرار لمدة 5 أيام أو 10 أو 15 أكثر من ذلك. استمر بالعمل لأطول فترة ممكنة ثم خطط لجلسة الـ 15 دقيقة التالية في وقت لاحق من نفس اليوم، وكرر جهدك بقصد إطالة فترة العمل قدر الإمكان. النتيجة أنك كلما ثابرت على استخدام قاعدة الـ 15 دقيقة زادت احتمالات قدرتك على العمل لفترات أطول بشكل منتظم بإذن الله.