الشباب الأكثر تأثرا بتداعياتها.. مواقع التواصل الاجتماعي بين الراهن والمنتظر
منال العلي
حققت وسائل الاتصال في السنوات الأخيرة تطورا هائلا، بفـضل التقـدم العلمي والثورة التكنولوجية التي شهدها القرن العشرون، فأصبح لوسائل التواصل الاجتماعي دور جوهري في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة، حيث تعد مصدرا رئيسا للجمهور في استقاء معلوماته عن كافة القضايا السياسية، والثقافية، والاجتماعية، وذلك لفاعليتها وانتشارها الواسع، فهي تمتلك قدرة على التـأثير، وتسهم في تشكيل الوعي الاجتماعي بوتيرة سريعة غير ملحوظة.
وفي بعض الدول نجدها أدوات أساسية في إنتاج الثقافة عن طريق التفاعـل والتـأثير الإنساني المتبادل. وفي السنوات الأخيرة اكتسبت بمختلف أشكالها أبعاداً جديدة زادت من قوة تأثيرها على الأفراد والجماعات.
الفئة المتأثرة
لا بد من الاعتراف بأن فئة الشباب، وخاصة الطلبة هم أكثر فئات المجتمع تأثرا بمواقع التواصل الاجتماعي وما تحويه؛ نتيجة للانفجار المعرفي الهائل، وتطور وسائل الإعلام الجماهيريـة، التي تمثل متغيرا اجتماعيا وثقافيا مهما في حياة الشباب، وهي إحدى مصادر المعلومات، وبهذا فهي تشكل سلوكياتهم ويتبنون آراء ووجهات نظر بحكم التأثير القوي لهذه الوسائل على حياتهم.
نقل الأفكار والآراء
يمكن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنقل الأفكار والآراء المتعلقة بموضوع معين لعدد كبير من الأشخاص وبطريقة سهلة، وذلك من أي مكان، وفي أيّ وقت، كما تساعد على التلقين ثقافيا وتعليميا حول أمور كثيرة.
ووفقا لاستبانة أجرتها «آفاق» لاستطلاع رأي الطلبة وأولياء الأمور حول ما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تفيد ثقافيا وتعليميا، كانت الإجابة بـ «نعم» بنسبة ٥٤٪.
الخصوصية
في ظل زيادة معدل الوقت الذي نمضيه على وسائل التواصل الاجتماعي إثر النشاطات التي لا تعد ولا تحصى كالألعاب والاختبارات والصفحات الموسيقية، ورؤية الصفحات الشخصية الخاصة بكل الأصدقاء تتحول هذه المواقع إلى دوامة يكثر فيها كشف الخصوصية.
وضمن الاستبيان الذي أجرته «آفاق» أسئلة حول انعدام الخصوصية في مواقع التواصل الاجتماعي، رأى ٤٢،٤٪ من نسبة العينة أنها تنعدم وبشكل كبير.
تغيير الاتجاهات
ومما لا شك فيه أن المتابعة المستمرة لما تقدمه هذه الوسائل تفتح المجال للتواصل مع العالم الخارجي وتبادل الأفكار والآراء، والذي بدوره يؤثر على تغيير الاتجاهات وتبني أساليب وأفكار بناء على ما تم معرفته فيها.
وكشفت نتائج الاستبيان أن ٦٣،٦٪ يرون أن لوسائل التواصل الاجتماعي الأثر الكبير في تغيير الاتجاهات والأفكار.
تقليد وتقمص
مواقع التواصل الاجتماعي صورة مطابقة لما يجرى في الحياة فهي نافذة تطل على الواقع، لذا يجب أن تركز على الإيجابيات، من خلال مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين يتابعهم الجمهور.
ومن المفترض أن يكونوا قدوة لغيرهم، وهو ما يضع هؤلاء المشاهير في دائرة الضوء، ويحملهم مسؤولية ما يعرضونه من محتويات على حساباتهم ،لأنه غالبا ما يحصل تقليد من قبل الشباب والأطفال خاصةً إذا ما تم القيام برقصات معينة أو طريقة كلام وغيرها.
وبحسب الاستبيان الذي أجرته الصحيفة حول ما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للتقمص والتقليد، أظهرت النتائج أن ٨٠٪ أجابوا بـ «نعم» وكشفوا أن أكثر المتأثرين هم من فئتي الأطفال والشباب.