أعوام من مكافحة السرطان أربعة
يعتبر مرض السرطان من أكثر الأمراض التي تهدد الصحة. ويشير التقرير التجميعي الذي أصدره المركز الخليجي لمكافحة السرطان؛ بأنه تم تسجيل ما يقارب 164,000 حالة سرطان بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة ما بين 1998–2012، وقد لوحظ ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان بما يقارب 5% سنويا.
ويتوقع المركز الخليجي لمكافحة السرطان أن يتضاعف عدد حالات السرطان الجديدة بين مواطني دول مجلس التعاون بحلول عام 2027؛ إضافة إلى ذلك يشير التقرير أن أكثر من 50% من حالات السرطان بدول الخليج يتم اكتشافها في مراحل متقدمة يصعب علاجها، في حين كان بالإمكان شفاؤها بإذن الله لو تم تشخيصها مبكرا.
وفي سبيل تعزيز الوعي الصحي وحماية المجتمع الخليجي من أخطار السرطان، عمل المركز الخليجي لمكافحة السرطان على إطلاق حملة خليجي سنويا؛ للتعريف بالسرطان بالتعاون مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان تحت إشراف مجلس الصحة الخليجي وبمشاركة جميع وزارات الصحة الخليجية، ومجموعة من الهيئات والمنظمات الصحية الخليجية والمؤسسات والهيئات الأهلية غير الربحية، حيث يعتبر العامل الأساسي لنجاح برامج مكافحة السرطان في المجتمعات هو تثقيف المجتمع بعوامل الخطورة وتجنب هذه العوامل بإتباع أنماط الحياة الصحية. وتهدف الحملة الخليجية للتوعية بالسرطان إلى:
• رفع مستوى الوعي الصحي حول عوامل الأخطار المؤدية للإصابة بالسرطان.
• تشجيع اتباع نمط غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بين جميع فئات المجتمع.
• رفع مستوى الوعي الصحي حول طرق الكشف المبكر عن السرطان وأهميتها في تحسين فرص الشفاء.
• تفعيل البرامج الوطنية لمكافحة السرطان كمسئولية مشتركة بين القطاعات الحكومية وغير الحكومية.
الحملة الخليجية
وقد انطلقت الحملة الخليجية للتوعية بالسرطان الأولى في 1 فبراير 2016م في خمسة عشر مدينة بمشاركة أكثر من 40 جهة حكومية وجمعيات خيرية ذات علاقة، وعدد من الجهات في القطاع الخاص تحت شعار 40/40، حيث تم اختيار هذا الشعار للحملة بناء على عدد من الدراسات التي أثبتت أن ما يقارب 40 % من أمرض السرطان يمكن الوقاية منها بإتباع نمط غذائي صحي وممارسة النشاط الرياضي والمحافظة على الوزن المثالي، في حين أن 40% أخرى يمكن شفاؤها بإذن الله إذا ما تم تشخيصها مبكرا وخضعت للعلاج في حينه.
وبفضل من الله لقيت الحملة الخليجية للتوعية بالسرطان نجاحا واسعا، حيث أشاد بها معالي وزراء الصحة بدول مجلس التعاون وتم التوجيه بأن تكون هذه الفعالية سنويا. واستمرت نجاحات الحملة الثانية والثالثة وتزايد عدد الجهات المشاركة إلى أكثر من 150 جهة وجمعية خيرية في عام 2018، حظيت خلالها بدعم ورعاية سمو أمراء المناطق في المملكة العربية السعودية، وشارك في تنفيذ فعالياتها معظم الجامعات وإدارات التعليم والشؤون الصحية والبلديات وعدد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الخاصة، وتم تنفيذ العديد من الفعاليات الميدانية في الأسواق والميادين والجامعات والدوائر الحكومية؛ بالإضافة إلى نشر العديد من الرسائل التثقيفية عبر الإعلام المرئي والمسموع ووسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذا العام يعمل المركز الخليجي لمكافحة السرطان بالتعاون مع شركاء النجاح؛ للقيام بالمزيد من الفعاليات خلال شهر فبراير 2019 للوصول إلى أكبر شريحة من أفراد المجتمع في جميع دول مجلس التعاون وزيادة عدد المشاركات النوعية.
بقلم: صالح فهد العثمان
رئيس اللجنة التنفيذية للحملة الخليجية للتوعية بالسرطان