دارسون يحذرون من تداعيات دخول الطالب في تخصص لا يلبي رغباته
شوق يحيى
إن من أهم المسائل التي تشغل ذهن الطالب الذي يقف على مشارف الحياة الجامعية اختيار التخصص الدراسي، حيث يقف المرء كثيرا عند هذا الأمر، ويفكر ويبحث عما يناسبه من تخصص، ولكن غالبا ما يرتطم مع صخرة الواقع المتمثلة في قلة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الحكومية وقلة الشعب التي تتيح له التخصص داخل الكليات.
والتفكير يبدأ بالنفس وميولها، ثم ينتقل إلى ما هو موجود من تخصصات يمكن الوصول إليها، ليحاول بعد ذلك إيجاد شيء من التوافق ما بين هذا الميول، وبين ما هو موجود على أرض الواقع من تخصصات، فإن أمكن إيجاد هذا التوافق فهذا ما يبتغيه المرء، وإن لم يكن كذلك، فلا مناص من الاضطرار إلى اختيار أي تخصص آخر وإن لم يطمح إليه.
ولأن الطالب سيقضي ما يقارب 4 أو 5 سنوات دراسية في الجامعة كمعدل زمني دراسي طبيعي، فإن الاهتمام والعناية في اختيار التخصص المناسب أمر لا مفر منه، لاسيما مع صعوبة العودة بالزمن إلى الوراء فيما لو لم يعجبه هذا التخصص في الوقت الذي وصل فيه إلى مرحلة يصعب الرجوع فيها، لأن الرجوع إذا تم في هذه الحالة يكون ذا تكلفة ثقيلة زمنيا وماليا.
معرفة التخصص
وفي مسألة اختيار التخصص المناسب، توجد هناك عوامل كثيرة تلعب دورا أساسيا في تشكيل رؤية الطالب لمستقبله العلمي، منها ميوله ورغباته، وأثر وجهة نظر الوالدين عليه، أو نصيحة الأصدقاء، وغيرها من الأمور، إلا أن المسألة الأهم تبقى في معرفة الطالب الشاملة بطبيعة التخصص وإمكانية المضي قدما فيه نحو تحقيق النجاح، فليس كل ما ترغب وتميل إليه يكون مناسبا لك في الحقيقة.
فكم من طلاب كانوا شغوفين بدراسة تخصصات معينة، لكنهم بعد التجربة وجدوا أنها غير مناسبة لهم، وإن كانت تخصصات أكاديمية ذات أهمية كبيرة في سوق العمل، كالطب والهندسة مثلا.
معدل أقل
ووفقا لآراء عدد من الطلبة الجامعيين وكيفية اختيار تخصصهم، وهل هو «إجبار أم اختيار؟»، أعدت «آفاق» استبيانا لتستوضح عددا من الآراء، حيث بين الطالب إبراهيم أنه كان يرغب في دراسة تخصص الطب والجراحة ولكن معدله كان أقل من المعدل المحدد لدخول التخصص.
من جانبه كشف الطالب معاذ أنه كان يرغب في دراسة الطب ولكن اختبارات القدرات والتحصيلي شكلت عائقا في طريق تحقيق طموحه.
نجاح بلا إبداع
وفيما يتعلق بتوابع دراسة الطالب لتخصص أجبر على دخوله، أكدت إحدى الطالبات أن دراسة الطالب لتخصص لا يدخل ضمن إطار اهتماماته، قد يشكل عائقا في تحقيقه للنجاح والتقدم في المستقبل.
وفي ذات السياق قال الطالب عبدالرحمن آل صبحان «في هذه الحالة قد يفشل الطالب، وإن نجح فلا يبدع».
إهمال دراسي
من جانبها ذكرت الطالبة سناء، أن هنالك عدة توابع قد تواجه الطالب حيث أنه لن يقدم أفضل ما لديه من الناحية الدراسية في مجال إتمام فروضه الدراسية على أكمل وجه، إلى جانب صعوبة التعمق في التخصص والإبداع فيه، كما أن دخول الطالب لتخصص لا يحبه قد يعرضه للإهمال الدراسي مما يولد الضغط النفسي، وبالتالي سيفشل مستقبله.
مقترحات
واقترح الطلبة عددا من الحلول من وجهة نظرهم؛ للحد من مشكلة إجبار الطلبة الجامعيين على دراسة تخصصات ليست ضمن إطار اهتماماتهم.
حيث اقترحت إحدى الطالبات أن يتم قبول الطالب للتخصص وفق ترتيبه للرغبات عند التسجيل.
إلغاء قياس والكفايات
كما اقترح الطالب عبد الرحمن إلغاء اختبارات القياس والكفايات مشيرا إلى أنها تؤثر على اختيار الطالب للتخصص وبالتالي قد تؤثر على إكماله للدراسات العليا.
تعديل الرغبات
من جانبه اقترح الطالب إبراهيم أن يتم فتح المجال للطالب لتعديل رغباته في التخصصات.
كما اقترحت الطالبة سناء أن يتم رفع نسبة قبول الطلاب، وفتح العديد من المجالات التي تواكب شتى اهتمامات الطلبة في جميع المناطق، وزيادة عدد الجامعات.