قف شامخا واطلق نور المعرفة!

أسعد أبو قاعود

بالآلاف يتوافد الزوار على «مكتبة زونغشغ» Zhongshuge Bookstore التي تم افتتاحها مؤخرا بمدينة «هانغزو» Hangzhou في الصين بمساحة 1400 مترا مربعا، من تصميم شركة الهندسة XL Muse التي يقع مقرها بمدينة «شنغهاي».
المكتبةمتعددة الطوابق، تم تغطية أسقف صالاتها المتعددة بالمرايا مما ضاعف مساحاتها المتعددة، وأسبغ عليهت بُعدا بصريا ينقل روادها إلى عالم ساحر كما في أفلام الخيال العلمي.
وهي تنقسـم إلى أربعة أقسام رئيســية، حيث تُعرض في الصالة الأولى ناصعة البياض، كتب متعددة اللغات، على أعمدة رفوف طويلة؛ وقد انبثقت فكرة هذه الصالة من حكمة صينية قديمة تقول «قف شامخا واطلق نور المعرفة» Stand tall and emit the light of knowledge.
أما القسم الثاني وهو «ممر القراءة» فيتميز بإضاءات دافئة ورفوف عرض للكتب موزعة على طبقات متعددة ولكنها متواصلة مع بعضها البعض ارتفاعا وانخفاضا، ومنه نصل إلى القسم الثالث بيضاوي الشكل، والذي أطلق عليه اسم «مسرح القراءة»، حيث يجد رواد المكتبة، كما في باقي الصالات، مقاعد للجلوس بهدوء لمطالعة الكتب اللافتة لاهتماماتهم.
المنطقة الرابعة تم تخصيصها لرواد المكتبة من الأطفال، وتتمتع بثراء لوني لكافة المجسمات الموزعة في أنحاء الصالة على شكل ملعب للتزلج، حيث يجد الأطفال أنفسهم في ساحة مبهرة، تتوزع فيها الكتب حولهم حيثما يجولون بأنظارهم.
فكم نحن، في عالمنا العربي، بحاجة لمثل هذه الأماكن، في عصرنا هذا الذي يظن فيه البعض أن عهد الكتب والطباعة قد لفظ، أو كاد، أنفاسه الأخيرة، بينما تزدهر هذه الثقافة والصناعة باضطراد متزايد لا يتوقف في الدول المتقدمة علميا.
وكم نحن في هذا العالم العربي، في حاجة لأن تستوعب عقولنا أن الكتاب الذي نمسكه بأيادينا، لا يمكن أن يماثله قيمة، تطبيق إلكتروني، نظن أننا بامتلاكه قد امتلكنا العلم وطويناه في جيوبنا!