أمير عسير يرعى حفل افتتاح المؤتمر إعلام الأزمات.. وأزمات الإعلام!

تاريخ التعديل
5 سنوات 4 أشهر
أمير عسير يرعى حفل افتتاح المؤتمر إعلام الأزمات.. وأزمات الإعلام!

المؤتمر يطرح مبادرة شاملة بتأسيس «المركز الوطني للإعلام والأزمات»
إطلاق مشروع علمي يشمل موسوعة إرشادية عن كيفية التعامل مع الأزمات

تغطية:
سلطان عوض
عبدالعزيز رديف
ريم العسيري
سارة القحطاني
عماد عسيري
شوق يحيى
درة الحمادي
بشائر الغامدي
منى عسيري


أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، أنه يمكن تعريف الأزمة بأنها «مشكلة غير متوقعة قد تؤدي إلى كارثة إذا لم تتم إدارتها بالطريقة الصحيحة».
جاء ذلك خلال رعايته لحفل انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث «الإعلام والأزمات.. الأبعاد والاستراتيجيات» الذي نظمته جامعة الملك خالد ممثلة بقسم الإعلام والاتصال بكلية العلوم الإنسانية خلال الفترة من ١٣-١٤ رجب بفندق قصر أبها.
كما عبر سموه عن شكره لجامعة الملك خالد على تنظيمها لهذا المؤتمر، مشيدا بما تقدمه من خدمات مجتمعية علمية وبحثية للمنطقة، لافتا إلى أن ما تقوم به الجامعة ليس بمستغرب باعتبارها بيتا للعلم والمعرفة بما تمتلكه من كوادر علمية مميزة.
ورحب معالي مدير الجامعة المشرف العام على المؤتمر، الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي في كلمته بسمو أمير المنطقة راعي الحفل والحضور والمشاركين مؤكدا على أهمية الإعلام في عالمنا المعاصر، باعتباره يتقاطع مع مختلف أوجه الحياة ومع كافة أصعدة الشأن العام في كل الدول والمجتمعات.
وأشار السلمي إلى أن موضوع الإعلام والأزمات لم يعد مجرد ممارسة إعلامية، بل أصبح تخصصا علميا تشارك فيه أقسام علمية عديدة في الجامعات، وتتسابق هذه الأقسام والكليات والجامعات في دراسة ظاهرة الاتصال وعلاقته بالأزمات، مؤكدًا أن هذا المؤتمر ليس إلا انعكاسا لهذه الحالة، ويأتي إيمانًا من الجامعة بأهمية مثل هذه المواضيع بحثًا ودراسة ومناقشة.
وكشف معاليه أن الجامعة تعمل مع قسم الإعلام والاتصال على إعداد دراسة متكاملة لتحويل القسم إلى كلية مستقلة تحت مسمى كلية الاتصال والمعلومات وفق رؤية تتوافق وتنسجم مع مطالب مهمة، أولها مستجدات التقنية المتسارعة، والانسجام والتوافق مع رؤية المملكة ٢٠٣٠، كذلك حاجة المنطقة لإعداد كوادر مهنية متخصصة تنهض بالإعلام وتخدم أهدافه التنموية.
من جانبه شكر رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر المستشار ورئيس قسم الإعلام والاتصال، الأستاذ الدكتور علي بن شويل القرني، سمو الأمير على رعايته الكريمة للمؤتمر، مؤكدا أنه تم اختيار عنوان «الإعلام والأزمات.. الأبعاد والاستراتيجيات» للمؤتمر كون الأزمات أصبحت من مكونات الإعلام الأساسية وتتداخل فيها أطراف عديدة، وتتشابك فيها مصالح مختلفة.
وقال «الإعلام هو الساحة الكبرى للأزمات، وهو الميدان الذي تتصارع فيه الأطراف، ولهذا يصبح الإعلام هو الأدوات وهو القنوات وهو المحتوى وهو الشكل الذي تظهر من خلاله الأزمة»؛ مشيرا إلى أن هذه التعريفات وهذه الإشكاليات هي التي كانت تدور بأذهاننا قبل عامين، نحن في قسم الإعلام والاتصال، وهي التي قادتنا لاختيار الموضوع، واختيار المحاور واختيار الأشخاص.
كما بين أن عدد ملخصات طلبات المشاركة في المؤتمر من داخل المملكة ومن خارجها وصلت إلى 400 ملخص، وبعد عمليات تدقيق وفحص الملخصات، واختيار خبراء ومسؤولين وصلنا إلى عمليات اختيار دقيقة أوصلتنا إلى أكثر من 50 مشاركا ومشاركة من حوالي 15 جنسية.
وفيما يتعلق بتاريخ قسم الإعلام والاتصال بكلية العلوم الإنسانية بجامعة الملك خالد، أوضح القرني أن عمره لم يتجاوز 6 سنوات، وفي هذه الفترة القصيرة استطاع أن ينظم ثلاثة مؤتمرات دولية، هي المؤتمر الدولي الأول عن الإعلام والإشاعة، والمؤتمر الدولي الثاني عن الإعلام والإرهاب، واليوم نحتفل بانطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث عن الإعلام والأزمات.
يذكر أن المؤتمر ضم 10 جلسات علمية خلال فترة إقامته، إضافة إلى جلستين نقاشيتين تمحورت حول «الإعلام الوطني والأزمات»، و «المتحدث الرسمي والإعلام في عسير»، بمشاركة كبار الإعلاميين السعوديين والأكاديميين البارزين.

جلسات اليوم الأول

بدأت فعاليات المؤتمر بجلسة نقاش بعنوان « الإعلام الوطني والأزمات» ترأسها عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري، وتحدث خلالها عضو مجلس الشورى الدكتور محمد الحيزان، تناولت دور الجهات والمؤسسات في مساندة الإعلام في إدارة الأزمات الإعلامية وحلها من خلال إصدار البيانات الرسمية.
كما شاركت الدكتورة حنان آشي من جامعة الملك عبدالعزيز عن دور الإعلام الوطني وقت الأزمات، مشيرة إلى أن عملية إدارة الأزمات إعلاميا تخصص علمي له قواعده ونظرياته وأسسه وآلياته واستراتيجياته، تهتم به المؤسسات التعليمية والأكاديمية والبحثية والإعلامية والسياسية والدبلوماسية، مؤكدة على أن العلاقة بين القيادات العليا والإعلام يجب أن تؤخذ بدرجة عالية من الأهمية والحذر.
فيما أوضح الدكتور خالد باطرفي من كلية الأمير سلطان خلال الحلقة النقاشية أن العصر الحالي يتطلب مراجعة للرؤية الإعلامية؛ لتحتل مكانها الطبيعي في خطة التحول الوطني والرؤية وأطر التعاون الخليجي والتحالف العربي والإعلامي والإسلامي، سواء كانت المنصات تجارية أم حكومية، وينبغي أن تحدد لها أهداف واضحة ودقيقة ودعم كاف، مع الأخذ بالاعتبار اختلاف المسرح والجمهور المحلي أو العربي عن غيره.
وطالب الدكتور علي دبكل العنزي من جامعة الملك سعود بالتعامل مع الأزمة مع ضرورة وجود خطة مسبقة وتخطيط وقائي تعده إدارة علاقات عامة فاعلة واستراتيجية مدعومة من إدارة عليا تتفهم دور العلاقات العامة والإعلام في مواجهة الأزمات والتعامل معها، حيث يتم التفاعل مع الأزمة بشكل فوري من خلال إرسال خبر عاجل عن الأزمة إلى وسائل الإعلام ومن ثم إرسال تفاصيل لاحقة.
بدوره شارك الأستاذ فهد بن نومة من جامعة القصيم في الجلسة، حيث تحدث عن أن هناك أزمات طارئة فعلا وهو أمر موجود مسلم به ويحدث في كل زمان ومكان، وأوضح أن الإعلام أيضا مع تطوره وظهور وسائل الاتصال  يسهم بدوره في انتشار الأزمات ومساعدتها على ذلك الانتشار وعملية تعزيزها وترويجها كليا عن طريق الإعلام، كما أشار ابن نومة إلى أن هناك أمرا مهما متعلقا بصناع الأزمة المتمثلين بحسب وجهة نظره في الإعلاميين ووسائل الإعلام والقائمين بعملية الاتصال.
وناقشت الجلسة الثانية عنوان «الأزمات وشبكات التواصل الاجتماعي» والتي ترأسها رئيس تحرير صحيفة الوطن الدكتور عثمان الصيني، وشارك بها عدد من الأكاديميين والمختصين.
وابتدأت الجلسة بورقة «الإعلام والأزمات، الأبعاد والاستراتيجيات» لأستاذ كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور مبارك واصل الحازمي والتي أشار من خلالها إلى أن الإعلام الجديد كمفهوم حديث بات مؤثرا في مسار العديد من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها، وعلى كافة المستويات سواء كانت مؤسسات أم أفرادا.
من جانبها قدمت الكاتبة بصحيفة الرياض، المستشارة الإعلامية المتخصصة في السياسة الإعلامية والاستراتيجيات وإدارة الأزمات الدكتورة بينة فهد الملحم ورقة بعنوان «صحافة المواطن والحماية الفكرية» أكدت فيها أنه في ظل تطور وسائل التواصل الحديثة لم يعد الخبر حكرا على أحد أو مؤسسة أو هيئة حيث حقق مصطلح «صحافة المواطن» كيانا للقراء وسمح لهم بالمشاركة وإبداء آرائهم، لافتة إلى أن المنشغلين بصحافة المواطن يتيحون لنا معرفة ما يحدث في الأماكن التي يعيشون بها ويتحركون فيها، كما أنهم قد يقدمون صورة أعمق عن العالم  أفضل من تلك التي نحصل عليها بالبحث والتنقيب في وسائل إعلامية  كوكالات الأنباء.
من جهتها تناولت الدكتورة مشاعل الحسين البركاتي من جامعة الملك فيصل في ورقتها التي جاءت بعنوان «دور شبكات التواصل الاجتماعي في الأزمات.. الفرص، التهديدات، الحلول)» أهم الفوائد والفرص لاستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية بين الأفراد والمنظمات.
كما قدمت مجموعة من الحلول والمقترحات والاستراتيجيات المتعلقة باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية خاصة في وقت الأزمات، مشيرة إلى أن الاستخدام المتزايد لوسائل الإعلام الاجتماعية أدى إلى إحداث ثورة في مجال التواصل بين الأفراد والمنظمات.
ولفتت إلى أنه لا توجد طريقة أفضل من وسائل الإعلام الاجتماعية الجديدة لنشر الأفكار والرسائل والآراء.
وقدم كل من الدكتور فيصل عبد القادر فرحي والدكتور عبد الله علي آل مرعي العسيري ورقة مشتركة بعنوان «شبكات التواصل الاجتماعي في مواجهة الأزمات التنموية المحلية» تناولت دور مواقع التواصل في معالجة الأزمات المحلية التي غالبا ما يكون لها تأثير مباشر على حياة المواطن البسيط في ظل غياب الإمكانات التي تسهم في تخفيف وطأة الأزمة عليه.
كما ناقشت الورقة الإجراءات العلمية التي تم الاستنجاد بها عبر توظيف مواقع التواصل الاجتماعي كأدوات فاعلة في إعادة الحياة لمدينة مهجورة من مدن المملكة وإعادة رسم صورة جديدة وإيجابية للمدينة من خلال تحليل مدى فاعلية نشر وتوزيع فيديوهات ترويجية قصيرة عن المدينة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، واعتماد سياسة اتصالية عبر هذه المواقع، ومحاولة قياس درجة التأثير وقوة هذه الشبكات فعليا على دفع التنمية المحلية وتغيير صورة المدينة كليا.
واختتمت الجلسة بورقة بعنوان «إشكاليات المنصات الاجتماعية في عالمنا العربي» قدمها أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني بقسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد الدكتور ساعد ساعد تحدث فيها عن حملات التشويه المضللة والمشبوهة التي تتم عبر المنصات الاجتماعية والتي يطلق عليها عدة مسميات كالجيوش الإلكترونية أو الذباب الإلكتروني وغيرها من المسميات.

باحثون بالمؤتمر:
تويتر أكثر التطبيقات إثارة للأزمات الإعلامية

أكد عدد من الباحثين في ثالث جلسات المؤتمر، أن وسائل التواصل الاجتماعي وعلى وجه الخصوص «تويتر» ساهمت بشكل فعال في نشوب الأزمات وإثارتها في المجتمع، لافتين إلى أن أكثر أشكال الأخبار شيوعا التي يفضل الشباب متابعتها عبر مواقع الشبكات الاجتماعية هي الأخبار السريعة.
واتخذ الدكتور السـر علي من أكاديمية السودان للعلوم، برنامج التواصل الاجتماعي «تويتر» نموذجا لمصدر الأخبار أثناء الأزمات مشيرا إلى أن تكنولوجيا الاتصال الحديثة ضاعفت الاحتمالات عن كيف يمكن للناس إرسال واستقبال المعلومات، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي التي شهدت زيادة في الاستخدام كمصدر أساسي للأخبار والمعلومات لدى الإعلاميين بما في ذلك الأخبار المتعلقة بالمخاطر والأزمات بدرجة تضعها في خانة المنافس القوي لوكالات الأنباء التقليدية.
وبحث السر علي وسائل التحقق من التأثيرات المصاحبة لتدفق البيانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الذي تعرضه الوسائل التقليدية، وعلى وجه التحديد الأخبار والمعلومات أثناء الأزمات وما فيها من مخاطر، وذلك بهدف الكشف عن طبيعة الاستخدامات الإعلامية لـ «تويتر» بما يمثله من شعبية بين أوساط النخب من الإعلاميين، وقياس تأثير توظيف الأخبار والمعلومات التي يصنعها الهواة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على استخدامات وسائل الإعلام الأخرى إضافة إلى الأغراض والمضامين الإخبارية المختلفة، باستخدام المنهج الوصفي عبر تصميم صحيفة تحليل مضمون تم تطبيقها على عينة طبقية للأخبار المنشورة أثناء الأزمات.
وحدد السر العلاقة بين الأخبار والمعلومات التي يتم بثها وتداولها في تويتر وبين الإعلاميين في ظل غياب وتهميش المصدر الأساسي للمعلومة وما تشكله حالة انهيار السياق.
كما ناقش الفرص الإعلامية التي توفرها شبكات التواصل الاجتماعي، وتوصيف الأزمة وحجم التدفقات المعلوماتية، إضافة إلى استعراض نماذج مختلفة تم فيها  توظيف الشبكات في إدارة المعلومات أثناء الأزمات.
 من جهته، ذكر الدكتور ديارا سياك من جامعة الفرقان الإسلامية، في كوت ديفوار أن وسائل التواصل الاجتماعي أرضية خصبة، ومنارة إعلامية خطيرة لنشر الشائعات التي تؤدي دورا محوريا في نشوب الأزمات وإثارتها في المجتمع باختلال النظم الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وغيرها، وبخاصة بعد أن أصبحت الشائعات عبر هذه الوسائل صناعة وخطة حرب نفسية لبعض الجهات والشخصيات، وملهى لبعض قاصري النظر، قليلي الخبرة.
 ومن أجل ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لحماية الفكر، وصيانة المجتمع من أزمات مخلة بمقاصد الشريعة في حفظها على الناس دينهم، ونفوسهم، وأعراضهم، وعقولهم، وأموالهم؛ عني هذا البحث بتقديم الحلول الشرعية لإدارة هذه الشائعات واحتواء الأزمات، وقد انتظم في ثلاثة مباحث، تناول مفهوم الشائعات، والأزمات، ووسائل التواصل الاجتماعي، وبيان موقف الشريعة منها، وأثر الشائعات في هذه الوسائل في إثارة الأزمات، وسبل إدارة الشائعات في الشريعة وأثرها في الحد من الأزمات.
وأشار إلى أن الشائعات من أخطر الوسائل في إحداث الأزمات وترويجها، وتكمن خطورتها في سهولة تمريرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي من ناحية، ودخولها في حيز الصناعة من طرف بعض أصحاب الأغراض المعاكسة من ناحية أخرى، وأنه يحرم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تمرير الشائعات تحريم الوسائل، وأنّه لما كانت الأزمات مخلة بنظام سير الحياة على وجهها المطلوب، ومؤثرة سلبا في الضروريات التي جاءت الشريعة لحفظها، حرمت الشريعة الإسلامية إحداثها والتسبب فيها، وأوجبت الخروج منها عند حلولها، وأن الإسلام رسم منهجية محكمة لمواجهة الشائعات، يمكن تطبيقها في وسائل التواصل الاجتماعي.
وطالب بضرورة إنشاء قسم في مؤسسات الدولة والشركات لمتابعة الشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي، ووضع استراتيجية إعلامية وقائية وعلاجية مع تطبيق المنهجية التي رسمتها الشريعة لاحتواء الشائعات والأزمات.
بدورها ذكرت الأستاذ المشارك بكلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة خلود عبدالله ملياني أن وسائل الإعلام الاجتماعية تصنف من أكثر المصادر التي يعتمد عليها الشباب السعودي خلال أحداث الأزمة، حيث يتصدر موقع تويتر أكثر وسائل التواصل الاجتماعي مصدرا للأخبار، فهم يحصلون على أخبارهم السياسية من وسائل التواصل الاجتماعي بدلا من الإعلام التقليدي، كما أن أكثر أشكال الأخبار شيوعا التي يفضل الشباب متابعتها عبر مواقع الشبكات الاجتماعية هي الأخبار السريعة، وهذا يعود إلى تسارع الأحداث ووفرة الأخبار خلال أزمة الوقت، وإمكانية الوصول الفوري إلى أحدث المعلومات وتوفير حرية التعبير من خلاله وجهات النظر لافتة إلى أن الفجوة بين الجنسين في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تقل أثناء البحث عن الأخبار في أحداث الأزمات.

خمسة باحثين يثرون جلسة إدارة الأزمات 

شارك خمسة باحثين وباحثات في الجلسة الخامسة في المؤتمر والتي جاءت بعنوان «إدارة الأزمات» وأدارها الأستاذ الدكتور عوض إبراهيم عوض، من قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد.
وابتدأت الجلسة بمشاركة نائبة مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية للشؤون السياسية الدكتورة سامية أبو النصر حيث قدمت ورقة بعنوان "الأزمات والإعلام" أكدت فيها على أهمية الوعي بأسباب نشوء الأزمات والتي تتمثل في سوء الإدارة وسوء الفهم وسوء التقدير وتعارض المصالح والأهداف، والأخطاء البشرية، والمؤامرات والكوارث.
وأكدت أن مهمة الإعلام الأساسية في أوقات الأزمات أيا كان نوعها، هي جعل المعلومات التي ينبغي إرسالها معروفة ومفهومة لدى المرسل إليه، كما أوصت بـضرورة توجيه رسائل إعلامية ذات صلة بالأزمات لكل فئة من فئات المجتمع لكسب تعاونهم، مشيرة إلى أن الإعلاميين هم أهم الشركاء نظرا لقدرتهم على التأثير في الرأي العام، ما يتطلب أن يقيم معهم المسؤولون علاقة طيبة تقوم على الثقة المتبادلة و تزويدهم بالمعلومات وتنظيم اللقاءات الدورية معهم.
وكشفت في مشاركتها أن الإعلام الجديد يتعرض أيضا للانتقاد بسبب ممارسته للتدوين من دون ذكر أسماء مشيرة إلى أن هناك دراسة كشفت أن 55% من المدونين ينشرون مدوناتهم على الإنترنت تحت أسماء مستعارة، لافتة إلى أن ما يبعث على القلق في هذا الشأن هو أن احتمال نشر أصحاب المدونات إشاعات كاذبة قد يزداد لأنه من الصعب تعقب الخطأ من مصدره إن كان من غير الممكن الربط بين الخبر المنشور على المدونة والاسم الحقيقي لشخص ما، ما يؤدي إلى نشر الشائعات.
وقدم الأستاذ المشارك بقسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد الدكتور سلامي أسعداني ورقة مشتركة مع الأستاذ المشارك بقسم الإعلام بجامعة الملك خالد الدكتورة ليلى نصير فقيري بعنوان "استراتيجيات الاتصال في إدارة الأزمات الاقتصادية (مقاربة تنظيرية)".
وتناول في مشاركته الأسباب الرئيسة للأزمات، والتي تتمثل في أسباب عامة كالأخطاء البشرية في العمل والإشاعات، وأسباب مرتبطة بالمؤسسة كالمعتقدات والثقافة الخاطئة وممارسة الإدارة بمفهوم ضيق والأساليب الدفاعية للإدارة والمؤسسة، كما تطرق إلى أنواع الأزمات وإدارة الأزمات.
وكشف أن الطرق التقليدية في الإدارة الاتصالية للأزمة تتمثل في إنكارها والتقليل من الآثار الناجمة عنها و تشكيل لجنة البحث، فيما تتمثل الطرق العلمية في أسلوب تحليل المشكلات (التشخيص، وضع البدائل، اتخاذ القرار، القرار)، كما تطرق إلى أنواع القرارات.
كما قدم في العرض المصاحب للمشاركة محورا بعنوان كيف تدار الأزمة علميا (علم صناعة الأزمات) لفت خلاله إلى عدة مناهج يمكن استخدامها في إدارة الأزمة علميا كالمنهج المقارن، والمنهج التاريخي والمنهج التحليلي وغيرها من المناهج.
وجاءت الورقة الثالثة بعنوان «الاستراتيجيات الإعلامية الشاملة لإدارة الأزمات الأمنية وسبل الوقاية منها» قدمها الأكاديمي بجامعة جواهر لال نهرو بنيودلهي بالهند الدكتور كاشف جمال.
وتناول في مشاركته أسباب الأزمات الأمنية والتي تتمثل في الأسباب السياسية والأسباب الاقتصادية والانحرافات الفكرية والبيئة الاجتماعية، كما استعرض ستة مناهج لتشخيص الأزمات الأمنية ومنها المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التاريخي.
وذكر أن الإعلام له علاقة وثيقة بالأمن وقت الأزمات، لافتا إلى أن قدرته في التأثير على الرأي العام جعلت منه الوسيلة الأكثر تأهيلا للتعامل مع الأزمات، الأمنية منها على وجه الخصوص، في مراحلها المبكرة، مؤكدا أن بعض الجهات تعتمد على وسائل الإعلام كمصدر رئيس وثري للمعلومات أثناء الأزمات وبالأخص الأمنية، ما يستدعي أن تتعامل بحذر ومسؤولية، لأن الرسائل التي توجهها خلال الأزمات تكون عنصرا رئيسا ومؤثرا في تصاعد حدة الأزمة أو خمودها.
وأكد أن التناول الإعلامي غير الواعي لجرائم التنظيمات الإرهابية أسهم في تحقيق أهداف هذه التنظيمات، وإحداث تأثير في الرأي العام وتشويشه وإثارة البلبلة والرعب بين الجماهير ونشر الفوضى وترويع الآمنين.
واختتمت الجلسة بورقة بعنوان «استراتيجيات إدارة الأزمات.. نحو مزيد من تطوير الأساليب والتقنيات الوقائية والاستشرافية» قدمها الأستاذ المساعد بقسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد الدكتور أنيس القروي، وذكر خلالها أسباب الأزمات والتي تتمثل في سوء الإدارة والأخطاء البشرية وسوء فهم المعلومات واليأس والإشاعات والرغبة في الابتزاز وافتعال الأزمات وانعدام الثقة.
واستعرض مراحل الأزمات والتي تمثلت في ثلاث مراحل وهي مرحلة ما قبل الأزمة ومرحلة الأزمة ومرحلة ما بعد الأزمة، كما أكد على أهمية بناء استراتيجية إدارة الأزمة وفق ضوابط علمية، مع الاهتمام بالجانب المعلوماتي للأزمة.
وأكد أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد مصادر للمخاطر أو الفرص المرتبطة بمفهوم الكارثة أو الحدث الخارجي والتي بإمكانها التسبب في خلق الأزمات.

المتحدث الرسمي والإعلام في عسير..
إعلاميو المنطقة يتحدثون

تناولت جلسة المؤتمر النقاشية الثانية، موضوع «المتحدث الرسمي والإعلام في عسير» بمشاركة نخبة من إعلاميي منطقة عسير ومتحدثيها.
وقد ترأس الجلسة المشرف العام على المركز الإعلامي بجامعة الملك خالد الدكتور مفلح بن زابن القحطاني، حيث بدأ مدير عام تلفزيون أبها الأستاذ صالح الشريفي نقاشات الجلسة بالحديث عن ضرورة وجود احترام متبادل بين الصحفي والمتحدث الرسمي للجهة.
وشارك مدير مكتب وكالة الأنباء السعودية «واس» بمنطقة عسير الأستاذ صالح الأحمري الجلسة بالحديث عن وجوب معرفة ماذا يريد المتحدث الرسمي من الصحفي والعكس في ذلك، وأوضح كذلك بأن وكالة الأنباء تتبع سلسلة محددة وليس كل ما ينشر ويصل لوكالة الأنباء ينشر في حينه.
فيما أشار مدير المركز الإعلامي بأمانة منطقة عسير الأستاذ محمد علي القحطاني، إلى أنه تم في الأمانة فصل العلاقات العامة عن الإعلام، لافتا إلى أن أمانة عسير حققت المركز الثاني على مستوى أمانات المنطقة.
بدوره طالب الأستاذ سلطان الأحمري مدير مكتب صحيفة «الرياض» بمنطقة عسير بأن يكون الإعلام جزءا من تنمية عسير، وذكر بأن المتحدث الرسمي يتوقع الأزمة قبل حدوثها، مشيرا إلى أن الكثير من المتحدثين في منطقة عسير ليس لديهم صلاحية التحدث.
وشكر رئيس تحرير صحيفة «عسير نيوز» الأستاذ سعيد آل رفيع، رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد الدكتور علي بن شويل القرني على جهوده في تجديد هوية الإعلام، مؤكدا على ذلك بإقامة وتنظيم هذا المؤتمر، وأشار من خلال نقاشه بأننا نلقي اللوم على بعض المتحدثين غير المستبقين للحدث والبعض منهم يتعامل مع التلاعب اللفظي.


جلسة المتحدث الرسمي ومواجهة الأزمات..
المشاراكات الأكاديمية

شارك أربعة أكاديميين وأكاديميات في الجلسة الثامنة من جلسات المؤتمر وجاءت الجلسة بعنوان «المتحدث الرسمي ومواجهة الأزمات»، أدارتها مساعدة المشرف على المركز الإعلامي بجامعة الملك خالد، مشرفة قسم الإعلام والاتصال بشطر الطالبات الأستاذة نورة عامر.
 وجاءت الورقة الأولى بعنوان «التخطيط والموقفية في إدارة العلاقات العامة للأزمات، ماذا لو، وماذا الآن، وماذا بعد» للأستاذ الدكتور عبد الرحمن العناد، قدمتها نيابة عنه عضو هيئة التدريس في قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد الأستاذة  نجوى البقمي.
 وتناولت الورقة الجوانب الإعلامية لإدارة الأزمات كالتعامل مع وسائل الإعلام للتحكم في توجهات التغطية ومعالجة تأثيراتها المحتملة، معتمدة في ذلك على رؤية كل من دليلن شنايدر وفورستال اللذين وضعا المكونات الأساسية لتعامل العلاقات العامة مع الأزمات قبل وأثناء وبعد وقوعها، ومبادئ التعامل مع غير المتوقع، وتقديم قائمة الأعمال الأساسية لمسؤولي العلاقات العامة وبخاصة في مرحلة مواجهة الأزمة والتعامل معها.
وتناولت الورقة الثانية دور المتحدث الرسمي في إدارة الأزمات وهي ورقة مشتركة بين عضوي هيئة التدريس في قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد الدكتور عمر إبراهيم أبو سعدة والدكتور علي زهير القحطاني.
 وتطرق خلالها الدكتور عمر إلى أن الاختيار الأمثل للمتحدث الرسمي ينبغي أن يقوم على عدة أمور ومنها أن يكون المتحدث ملما بالأزمة و تطوراتها، و أن يكون مدربا على التعامل والحديث مع وسائل الإعلام، وأن يكون قادرا على الصمود أمام ضغوطات وسائل الإعلام، وأن يملك خطة إعلامية قبل حدوث الأزمة، وأن يبني صورة ذهنية حسنة قبل الأزمة، وأن يكون هناك سهولة في وصول وسائل الإعلام إليه.
 وأكد أن المتحدث الرسمي يجب أن يكون من خريجي الإعلام والاتصال، كما  علق على مداخلة لطالب سأله فيها عن أهم النصائح التي يقدمها لطلاب الإعلام الذين قد يصبحون في المستقبل متحدثين رسميين، حيث نصحهم بالتركيز على مهارات التواصل والإقناع وعلى العلاقات العامة.
 وقدم في ختام المشاركة عددا من التوصيات، حيث أوصى بأن يتم تحديد شخص واحد كمتحدث رسمي، واختيار متحدث ذو كفاءة، وتدريب المتحدثين الرسميين على استخدام كافة الاستراتيجيات.
وقدمت الورقة الثالثة الدكتورة مها عبد المجيد صلاح، عضو هيئة التدريس بجامعة عجمان، حيث جاءت ورقتها بعنوان  «السمات العامة لبحوث اتصالات الأزمة واستراتيجيات إدارتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. رؤية تحليلية لعينة من البحوث الأجنبية من عام 2000 وحتى عام 2018».
وتناولت الورقة السمات والاتجاهات السائدة في دراسة وسائل التواصل الاجتماعي والأزمات على مستوى الموضوعات والإسهامات النظرية التي تم تناولها في مجال الأزمات ووسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصية الدور الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي في الأزمات باختلاف أنماطها، والرصيد العلمي المتراكم دون وجود رؤية مستقبلية واضحة أو أجندة علمية توضح خارطة البحوث المستقبلية، والتحليل الكيفي والقراءة النقدية لعينة من الدراسات الأجنبية، وعينة من  دراسات التحليل من المستوى الثاني.
وأوردت عدة توصيات في ختام مشاركتها، حيث أكدت أن البحوث التفسيرية والتحليلية لها الأولوية في هذه المرحلة عن البحوث الوصفية، كما كشفت أن المنصات التفاعلية ترتبط بأزمات جديدة ومتنوعة والانغلاق على تكرار دراسة نفس نوعيات الأزمات لن يقود إلى جديد على مستوى الإسهامات العلمية ولا التطبيق العملي.
 ولفتت إلى أن تصميم المنهجيات الكمية والكيفية والاستعانة بالتقنيات في الرصد والتحليل مطلوب في دراسة تفاعل منصات الإعلام الاجتماعي مع الأزمات، مع تبني أساليب تحليل مستمدة من علوم أخرى مثل علم الحاسب وأنثروبولوجيا الإعلام الاجتماعي وغيرها، كما أوصت بالتركيز على أنماط وخصائص المنصات التفاعلية لفهم كيفية تفاعلها سلبا وإيجابا مع الأزمة.

تأسيس مركز وطني وموسوعة إرشادية في مبادرة أبها حول الإعلام والأزمات

طرح المؤتمر مبادرة شاملة للتعامل مع الأزمات في ختام فعالياته عوضا عن التوصيات التي جرت العادة أن تختتم المؤتمرات أعمالها بها.
حيث اقترح المشاركون أن تأتي توصيات هذا المؤتمر على شكل مبادرة يقدمونها باسم المؤتمر لتكون أكثر فاعلية وتحمل روح المرحلة، وقد سميت المبادرة باسم مدينة أبها، مقر انعقاد المؤتمر.
واشتملت المبادرة على تأسيس مركز وطني مختص بالأزمات والإعلام، تحت مسمى «المركز الوطني للإعلام والأزمات» ويشمل عددا من المهام تتمثل في رصد وتوثيق تعامل كافة المؤسسات مع الأزمات، بهدف توظيفها مستقبلا للاستفادة منها في الوقاية والتنبؤ بالأزمات المحتملة في كل المجالات، وتقديم الاستشارات وتطوير المـوارد البشريـــة الوطنيــة في مجال مواجهة الأزمات، إضافة إلى تنظيم دورات وورش عمل للمسؤولين في الجهات الحكومية والخاصة وصانعي القرار بهدف تدريبهم على كيفية التعامل الصحيح مع الأزمات، وإعداد دراسات وطنية عن طبيعة الأزمات وأنواعها وسبل إدارتها والوقاية منها، وكذلك إعداد دراسات دولية عن أساليب مواجهة الدول للأزمات، عبر استعراض وتحليل تجاربها المختلفة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، أيضًا عقد مؤتمرات سنوية على مستوى الوطن بهدف التوعية بثقافة الأزمات.
وتضمنت المبادرة أيضا إطلاق مشروع علمي يشمل موسوعة إرشادية عن كيفية تعامل المؤسسات مع مختلف أنواع الأزمات، بناء على دراسات محلية ودولية، ونتائج مجموعات مركزة من أهل الخبرة والتخصص والمسؤولية، إضافة إلى دراسات تحليل مضمون لوسائل الإعلام التقليدي والجديد، ودراسات حالة في مجالات متعددة، ودراسات تحليلية مفصلة.
كما يعمل المشروع أيضا على إنجاز أدلة عملية للمؤسسات تشتمل على الإجراءات والأساليب التي ينبغي اتباعها لمواجهة الأزمات وأيضا الخطط والآليات التنفيذية لصناعة القرار أثناء حدوثها.
كما طرحت الجلسة الختامية أيضا عددا من المبادئ العامة في التعامل مع الأزمات إعلاميا، ركزت على أن الأزمات جزء لا يتجزأ من الشأن العام، وهي في أغلب الأحوال أمر طبيعي قد تمر به المؤسسات؛ نظرا لارتباط أنشتطها بجمهور داخلي وخارجي، وكذلك أن تضع المؤسسات ضمن خططها الاتصالية إدارة الأزمة بالإعلام، لأهميته وتأثيراته البالغة، مشيرة إلى أن الكادر البشري جزء رئيس في إدارة الأزمة والتعامل معها بطريقة احترافية، الأمر الذي يجب إعداده وتكوينه التكوين الجيد، وأكدت تلك المبادئ على ضرورة استشراف الأزمات والتنبؤ بها بما يسهل على المؤسسات وضع استراتيجيات واضحة لإدارتها، ثم تطويرها بعد ذلك وفق تطور وقائعها.

نص المبادرة: صفحة 22