يسرني أن أرحب بكم جميعا في حفل افتتاح المؤتمر والمعرض الدولي الثامن للتعليم العالي الذي ينعقد برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، ويسرني بهذه المناسبة أن أنقل لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، لتشريفكم هذه الاحتفالية الدولية، رافعا أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين لرعايته الكريمة لهذا المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي، في دورته الثامنة 1440- 2019.
لا بد أن تسعى الجامعات لتحقيق ريادة عالمية بعد أن وضعت هذه الرؤية تحديا كبيرا أمام الجامعات يتمثل في أن تصنف خمس جامعات سعودية على الأقل في مصاف أفضل «مئتي» جامعة دولية.
إن الغاية السامية من هذا المؤتمر العلمي تكمن في مناقشة الأساليب الكفيلة بالتغيير والتحول من الواقع الذي تعيشه الجامعات اليوم إلى واقع جديد يتماشى مع متطلبات القرن الواحد والعشرين ومع الثورة الصناعية الرابعة.
إن طموح المجتمع السعودي يحتّم على الجامعات البناء والمساهمة في التنمية المستدامة من خلال إعداد المبتكرين ورواد الأعمال وصناع القرار.
طموحات الجيل الجديد وتطلعاته المستقبلية تختلف عن تطلعات الأمس، باعتباره جيلا رقميا يوظف التقنية في الحياة العلمية والعملية.
إن التحول في أساليب التلقي يفرض على الجامعات الاستجابة لما يحدث في محيطها الخارجي، حيث إن القضايا التي يركز عليها موضوع المؤتمر ومحاوره تفرض العديد من التحديات التي لا بد من إيجاد الحلول المناسبة لها استجابة لهذا التغيير.
إن احتياجات سوق العمل تتطلب واقعا مختلفا عن واقع النهج المتبع في التعليم الجامعي، إضافة إلى أن مخرجات التعليم العالي قد لا تفي بالضرورة بمتطلبات بيئات العمل، لذا لا بد من المواءمة بين مدخلات سوق العمل ومتطلبات التنمية ومخرجات الجامعات حتى تتحقق الفائدة المرجوة من الجامعات.
يجب على الجامعات إعادة التفكير في برامجها ومقرراتها واستراتيجيات وأساليب تعليمها لإيجاد التمايز فيما بينها لمواكبة متغيرات المستقبل، ومعايشة الواقع الافتراضي الذي يفرضه جيل الذكاء الاصطناعي، باعتبارها محاضن علمية وبحثية وتطبيقية.
سيتم الإعلان قريبا عن نظام جامعي مطور يتيح لجامعاتنا حوكمة جديدة واعتماد مصادر تمويلية مختلفة، كما سيتم الإعلان عن تحويل بعض من جامعاتنا كمرحلة أولية إلى مؤسسات غير ربحية مما يتيح لها الاستقلالية الذاتية المنضبطة، ورسم سياسات حديثة، وتنويع مواردها بطرائق متعددة تستهدف متطلبات واحتياجات سوق العمل.
إن أحد أهم الأهداف المتمثل في رفع تصنيف المملكة العربية السعودية في مؤشر رأس المال البشري الصادر من البنك الدولي (مكون التعليم) من ثلاثة وسبعين في عام ألفين وتسعة عشر إلى ستة وستين في عام 2023.
إن برامج «رؤية 2030» ممثلة ببرنامج التحول الوطني، وبرنامج تنمية القدرات البشرية، هي ركائز داعمة للمساهمة في تحول الجامعات في المستقبل القريب.
نفتخر بما تحقق من إنجازات وبالذات في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، والذي يتجاوز عدد طلابه وطالباته، تسعا وثمانين ألفا في أكثر من أربعين دولة؛ ويحق لنا أن نفاخر بهذا المنجز، وأن نطلق عليه مسمى الجامعة العالمية التي لا تنطبق عليها قوانين أي جامعة، ولكنها خليط من جامعات متعددة وفي دول مختلفة، إذ حققت إنجازات كبيرة على المستوى الدولي والمحلي، فساهمت في تنمية المجتمع وبناء الوطن ومد الجسور وبناء الشراكات مع جامعات دولية كثيرة، وأضافت لوطننا قوى بشرية ذات معارف وخبرات متنوعة، ونؤكد لكم أن الوزارة مستمرة في تطوره وعطائه من خلال مساراته المختلفة، ليجني ثماره أبناء هذا الوطن، وليسهم كل خريج منه في بناء وطن طموح واقتصاد مزدهر.