أسعد أبو قاعود
اختتمت أعمال «المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم» والذي انعقد في دورته الثامنة في الفترة من ٥ إلى ٨ شعبان ١٤٤٠ الموافق 13 إلى 10 أبريل 2019، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، بمشاركة ٣٧٢ جامعة من ٣٣ دولة؛ تحت شعار «تحوّل الجامعات السعودية في عصر التغيير».
وقد افتتح المعرض والمؤتمر الدولي معالي وزير التعليم، الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ التعليم، بصحبة معالي وزير التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، المهندس حسين إبراهيم الحمادي.
وأشار معالي وزير التعليم في كلمته بحفل الافتتاح إلى أن «طموح المجتمع السعودي يحتــّم على الجامعات المساهمة في التنمية المستدامة»، وأكد معاليه أن «برنامج الابتعاث حقق إنجازات كبيرة على المستوى المحلي والدولي». (مقتطفات من كلمة معالي وزير التعليم في الصفحة المقابلة).
هذا وكانت «رؤية المملكة ٢٠٣٠» في صلب أعمال المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالمي؛ وقد أتاح المؤتمر على مدار أيامه الأربعة الفرصة للجامعات السعودية لتتبادل الخبرات مع جامعات دولية مرموقة بشكل مباشر؛ وشاركت في ذلك كل الجامعات والكليات والمعاهد السعودية الحكومية والخاصة، إضافة إلى ١١ جامعة إماراتية، وتم تقديم العديد من ورش العمل الهامة في مجالات التعليم والبحث العلمي.
وناقش المؤتمر الحوكمة الجديدة؛ وخاصة الداخلية منها من خلال ضبط الجودة لاعتماد مستوى تعليمي متميز للتأكد من وجود مخرجات تخدم الاقتصاد والتنمية.
وشملت جلسات المؤتمر وورشات عمله حوارات وأبحاث حول مستقبل التعليم والعمل والذكاء الاصطناعي، وحول جاهزية الطلاب لسوق العمل والاستعداد لوظائف المستقبل، وفرص المرأة في العلوم والريادة.
إلى ذلك، شارك في المؤتمر العديد الملحقيات الثقافية السعودية في مختلف الدول، حيث تم الكشف عن أن هناك توجها لدى وزارة التعليم لدعم المرأة في قيادة الملحقيات.
وكان للمكتبة الرقمية السعودية مشاركة متميزة في المعرض أظهرت ما تقدمه المكتبة من خدمات لمنسوبي الجامعات السعودية.
وشارك في المؤتمر أيضا برنامج خادم الحرمين؛ الذي استعرض أعماله ومنجزاته، مع الإعلان عن إعادة هيكلة البرنامج حاليا؛ ليتواكب جهوده مع مشاريع التحول الوطني، بربط مخرجاته السابقة والحالية والمستقبلية مع رؤية المملكة الطموحة.
وكان حفل الافتتاح في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، قد شهد عرض أوبريت «تاريخ وطن»، التي قدمها طلاب جامعة الملك عبد العزيز، وتضمنت فنية متنوعة جسدت تاريخ المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه.
إعلان الرياض
تجسدت نتائج المؤتمر وبيانه الختامي بـ «إعلان الرياض» الذي جاء تحقيقا لتطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، التي أشار فيها بقوله: «نتطلع إلى أن تستمر جامعاتنا في دعم خطط التنمية عبر تأهيل وتطوير القدرات البشرية، وعبر الأبحاث والدراسات العلمية المتخصصة، بما يتواكب مع رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ التي أعلنا عنها».
وهذا ما تعبر عنه المملكة في توجهاتها نحو التعليم؛ والتي تتضح بحجم مخصصات التعليم في موازنة ٢٠١٩ والتي تقدر بـ ١٩٢ مليار ريال؛ وقد عزز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ذلك بقوله «لقد سخّرت لكم دولتكم كل الإمكانات، ويسرّت لكم كل السبل لتنهلوا من العلم في أرقى الجامعات في الداخل والخارج، والوطن ينتظر منكم كثيرا، فأنتم استثمار المستقبل للوطن».
وقد جاء «إعلان الرياض» (راجع صفحة 5) بعد نقاشات ثرية في جلسات اليوم الثاني وما سبقها ولحقها من فعاليات مصاحبة شاركت بها كل الجامعات والكليات والمعاهد السعودية والخليجية والأمريكية والأوروبية على امتداد أيام المؤتمر.
المعرض المصاحب
عكس المعرض المصاحب للمؤتمر نهضة تعليمية كبيرة في المملكة في التعليم العالي تماهي «رؤية ٢٠٣٠»، مما يؤكد بأن الجامعات السعودية بمختلف مسمياتها وأماكن تواجدها في المملكة تسير بشكل متواز لإنجاح الرؤية بتوفير الكوادر المتخصصة والمؤهلة لمواكبة عملية التنمية والتطوير التي تسير بها المملكة بخطى سريعة، لتزويد سوق العمل باحتياجاته الشاملة بمختلف التخصصات وبكوادر مهنية سعودية مؤهلة وعالية الكفاءة، قادرة على تلبية احتياجات السوق وتطلعات الدولة والمجتمع السعودي نحو المستقبل الواعد.