تاريخ التعديل
سنتان 9 أشهر
الأندية الرياضية للطالبات.. حلم على عتبة التحقق

للرياضة منافع عديدة من حيث ضمان الحياة الصحية والوقاية من الأمراض الناتجة عن طريق السمنة كمرض السكري، كما تزيد من المناعة الجسدية ويمكنها كذلك تحسين المهارات الأخرى سواء على الصعيد النفسي كالانضباط وتقدير الذات أو على الصعيد المجتمعي كتحسين العلاقات وتعزيز روح المنافسة للأفضل، ولا يخفى علينا الجانب النفسي من ممارستها، حيث تساعد على تقليل التوتر وتزيد من معدل الهدوء والاسترخاء والراحة.

رياضة المرأة قديما

وقد وٌجدت الرياضات النسائية وجميع أنواع الألعاب الرياضية منذ قرون سواء للهواة أو المحترفين في جميع أنحاء العالم، وبحسب العديد من المصادر فقد زادت مشاركة الإناث وشعبيتهن في الرياضة بشكل كبير في القرن العشرين،  وكانت أول مشاركة للمرأة في الألعاب الأولمبية لهيلين دو برتاليس السويسرية التي أصبحت أول بطلة أولمبية كعضو في الفريق الفائز في أول سباق للإبحار من 1 إلى 2 طن في مايو 1900م.

أندية رياضية للنساء

 

وسعت الجامعات في المملكة العربية السعودية إلى تعزيز الجانب الرياضي للجنسين، كما تتجه إلى تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في السعي إلى رفع نسبة ممارسي الرياضة في المجتمع. وقد تأسست العديد من الأندية الرياضية الجامعية في السعودية ومن بينها نادي جامعة الأميرة نورة الرياضي للطالبات والذي يضم العديد من المرافق والملاعب الرياضية، ونادي جامعة الملك سعود الرياضي للنساء الذي تم افتتاحه عام 2015 والذي يضم صالات رياضية متطورة ومجهزة بأحدث الأجهزة، والنادي الرياضي في سكن الطالبات بجامعة الملك عبد العزيز.

فوائد النادي الرياضي

لطالما كان النادي الرياضي حلم للطالبات بجامعة الملك خالد، ومن هذا المنطلق استمعنا للبعض منهن لمعرفة تطلعاتهن وأفكارهن حول مستقبل النادي الرياضي في الجامعة، حيث ذكرت طالبة طب الأسنان منتهى عبد القادر أن وجود نادي للرياضة بالجامعة له تأثير كبير لكونه سهل على الطالبات الوصول للتجهيزات والمعدات الرياضية التي قد يصعب عليها الحصول عليها في الخارج إما لغلاء سعرها أو لعدم تواجدها أو لعدم توفر الأماكن المناسبة لممارسة الرياضة.

من جانبها قالت طالبة اللغة الإنجليزية عائشة آل الشيخ:  لوجود النادي في الجامعة تأثير إيجابي كبير جدًا على الصحة النفسية والجسدية أيضًا، ويعتبر كتغيير للجو في أوقات الفراغ بين المحاضرات وخاصة الطويلة منها.

كما أكدت طالبة الفيزياء فاطمة الكعبي أن الرياضة هي العامل الرئيسي لسير الخطط اليومية بشكل سلس وفعال لافتة إلى أن ممارستها تنعكس على الجانب النفسي حيث تظهر ملامح السعادة والراحة على من يمارسها، كما تنعكس على الجانب الجسدي فتظهر مع الوقت علامة الليونة التامة في أداء المهام اليومية بكل يسر وسهولة وتعدل من مزاجية الشخص وتحسن السلوكيات والانطباعات بشكل ملحوظ.

الخدمات المأمولة

وردا على سؤال الطالبات عن الخدمات المأمول توفيرها في النادي الرياضي ذكرت الطالبة منتهى عبدالقادر أنها تطمح لتوفير مدربات محترفات وزي رسمي موحد وأوقات عمل منتظمة والعمل خارج أوقات الدوام الصباحي لعدم توفر وقت كاف خلاله وتسجيل منظم للطالبات وبأعباء مالية رمزية وكذلك أدوات رياضية متكاملة وتصليحات دورية وأماكن خاصة واسعة ومظللة ومجهزة بتهوية مناسبة.

كما أكدت الطالبة عائشة آل الشيخ على ضرورة توفير مدربة رياضة، اخصائية تغذية، وأيضا على أهمية وجود مساحة خضراء ومكان مفتوح للاسترخاء وبينت الطالبة ليان حمد القحطاني- تخصص اقتصاد منزلي ضرورة توفير غذاء معتمد من هيئة الغذاء والدواء للمشتركات.

تنوع الصفوف

وحول أهم الصفوف المأمول تقديمها في النادي اتفقت غالبية الطالبات على ضرورة تنوع الصفوف لتتناسب مع الجميع مثل: ( كرة سلة،  كرة قدم، زومبا،  كاراتيه،  كرة طائرة،  سباحة،  رماية،  ملاكمة)

كما أكدن خلال حديثهن عن توفر الأجهزة الرياضية على ضرورة وأهمية توفيرها في النادي حيث قالت الطالبة منتهى عبدالقادر:  "لا يعتبر النادي رياضيًا دون توفير أجهزة رياضية تلبي احتياجات الطالبات" ،كما قالت الطالبة عائشة آل الشيخ: "الأجهزة الرياضية مهمة جدًا لأنها تساعد على اللياقة البدنية ورفع الأداء في التمارين بشكل ممتاز".

وعن توفر المسبح في النادي ذكرت الطالبة منتهى عبدالقادر بأنه أمر موفق لكن مع وجود أشخاص مختصين ومتمرسين في حالات حدوث غرق، من جانبها قالت طالبة الأشعة سجى حاضر: "أرى أن توفر المسبح أمر غير موفق حيث يحتاج لعناية أكثر وقد لا يتم توفيرها دائما والمداومة عليها".

منافع نفسية وجسدية

وتحدثت الطالبة عائشة آل الشيخ عن تأثير الرياضة على التركيز في الدراسة وتخفيف الضغوط اليومية قائلة:  "إن صفاء الذهن بعد ممارسة الرياضة يساعد على التركيز في الدراسة وغيرها من الأنشطة، والرياضة تساعد الإنسان على الابتعاد عن التفكير في الأمور التي تعكر عليه صفوه"،كما ذكرت بأن تواجد النادي نقطة تغير وتعتبر إيجابية في الجامعة وتتطلع لتنفيذها بأقرب وقت ممكن لمصلحة الطالبات كما تحدثت عن دور النادي في تعزيز الحماس والنشاط للطالبات حيث قالت بأن وجود النادي يجعل يوم الطالبات الدراسي مليء بالنشاط والفعاليات التي ترجع عليهم بالنفع نفسيًا وجسديًا.

تقليل التوتر

من جانبها أكدت الطالبة سجى حاضر بأن للنوادي الرياضية في الجامعة دور هام في تعزيز الصحة البدنية للطالبات وتقليل التوتر كما ذكرت الطالبة فاطمة الكعبي أن الرياضة نشاط عالمي شهير على مستوى العالم مؤكدة أنها المكمل الأول ومفتاح العقول والأجساد وقالت: "أتمنى أن تكون الرياضة جزء لا يتجزأ من حياة كل فرد،  وليس بالضرورة أن يكون لديك جدول رياضي ذو روتين محدد بل أنت تستطيع تخصيص وقت لنفسك في كل يوم للأنشطة الرياضية حتى وإن كان وقتًا بسيطًا فالأثر النفسي والصحي على المدى البعيد سيكون كبيرًا ونافعًا".

أرقام وإحصاءات

وفي إطار الموضوع قامت "آفاق" بعمل استبيان شاركت فيه طالبات الجامعة وتبين من خلاله  أن 87.5%  من الطالبات يؤيدون أهمية تواجد النادي في الجامعة نظرا لدوره المهم في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية لدى الطالبات والرفع من مستوى اللياقة البدنية.

كما تبين لنا أيضا تنوع اهتمامات الطالبات ورغباتهم في مختلف الرياضات واحتلت المرتبة الأولى فنون الدفاع عن النفس حيث شكلت 22% من رغبات الطالبات المختلفة يليها كرة السلة بمعدل 16%  من هنا تبين لنا أهمية فنون الدفاع عن النفس وكرة السلة ومدى اهتمام الطالبات بها.

بنية تحتية غير مجهزة

وللحديث عن الموضوع التقينا بمديرة الأنشطة الرياضية بعمادة شؤون الطلاب بالجامعة الأستاذة إيناس سرحان والتي سألناها عن السبب خلف عدم توفر نادي رياضي خاص بالطالبات في الجامعة حيث بينت أن السبب الرئيسي لعدم إنشاء نادي رياضي هو أن الوكالة ما تزال جديدة،فقد أنشئت في شهر ذو القعدة 1442هـ، حيث إنها أوشكت على إتمام سنة منذ الإنشاء؛ وقالت"لا يوجد بنية تحتية مجهزة تجهيز كامل خاصة بالطالبات وقد تم رفع المشاركة مع الإتحاد الرياضي ووزارة الرياضة لكي يتم البدء في إنشاء أو تعديل منشآت رياضية سابقة للطالبات في جميع الجامعات السعودية وقد تواصلوا معانا وتم تزويدهم بجميع الاحتياجات للجامعة والطالبات والمقرات والتجهيزات التي لابد من توفرها سواء كانت أندية رياضية أو صالات لعب أو صالات مغلقة أو مسابح وقد تم رفع تصور كامل وبمشيئة الله قريبًا سيتم التنفيذ وسيكون للكليات والجامعات مراكز تخدمها وإن كانت صغيرة وهذه هي خطتنا القادمة وبإذن الله سترونها على أرض الواقع".

مقرات ومنشآت رياضية

وردا على سؤالها عن إذا ما كان هناك تطلعات قريبة مستقبلية تخص الأندية الرياضية أكدت على تمام رفع تصور كامل كان بالتعاون مع الأنشطة الرياضية في شطر الطالبات وشطر الطلاب بإشراف مهندسين مختصين وبإشراف وكيل الجامعة الدكتور محمد البحيري لافتة إلى أنه تم الرفع والتواصل مع وزارة الرياضة لإنشاء مقرات ومنشآت رياضية جاهزة ستكون قريبًا بإذن الله بناءً على مواصفات محددة ومقاييس متفق عليها وسيتم تنفيذها قريبًا بمشيئة الله.

وأضافت: "قريبًا سيكون هناك مستجدات كثيرة وسيكون هناك رضا تام سواء من الطالبات أو على مستوى الجامعات السعودية، ولا شك بأن توجه الرياضة الآن خاصة لدى النساء في الجامعات السعودية أصبح كبير جدًا وبإذن الله نحن على أمل أن نواكب هذه الرؤية لكي نحقق أهدافنا المبتغاة، وسنصل لأكبر عدد من رضا الطالبات وسننافس قريبًا الجامعات السعودية بمشيئة الله".

بطولات الاتحاد الرياضي

وعن ما سيتحقق قريبًا أفادت قائلة:  "الاتحاد الرياضي يقيم سنويًا بطولات الإتحاد الرياضي للجامعات السعودية على مستوى الجامعات وأنطلق منذ شهر محرم كما تم اختيار العديد من الرياضات المعتمدة في الاتحاد الرياضي على الجامعات السعودية، وقد حاولت جامعة الملك خالد خاصة لشطر الطالبات البدء في المتاح لعدم وجود منشآت قد استلمت رسميًا وتم البدء في الرياضات المتاحة والسهل على الوكالة تنفيذها وتأمينها للطالبات مثل بطولة الألعاب الإلكترونية وسيتم المنافسة مع الجامعات السعودية كما أن عدد الطالبات المشاركات ليس بقليل وستتم عن بعد، وللترشيح النهائي ستكون في إحدى الجامعات السعودية وكما أن هذه البطولات ستقام بمشيئة الله بشكل سنوي، محددين لكل بطولة تاريخ معين ومقر معين تستضيفه إحدى الجامعات التابعة للاتحاد الرياضي، وستقدم الطالبات فرصة للمشاركة محليًا وتطلعاتنا بمشيئة الله عالية ونطمح للمزيد."

 

سماح صلاح، شوق الجهني، منال المحاميد