الكرسي المتحرك يدفع مهند للتميز وتمثيل الجامعة داخليا وخارجيا
الأمل.. الاجتهاد.. الكفاح وتحدى الظروف، كلها اجتمعت في متحدى الإعاقة، الطالب مهند حسين سليم، الذي يدرس تخصص هندسة الحاسب في كلية الحاسب، (المستوى التاسع)، ولم يقلل الكرسي المتحرك من عزيمته أو يثنه عن التجول داخل أورقة كليته، وفي ممراتها وبين قاعتها باحثا عن المعلومة، مستشرفا المستقبل.
يقول مهند «الإعاقة تكمن في الفكر لا الجسد، جملة سمعناها ورددناها كثيرا كلما رأينا نموذجا استطاع تحدي الظروف، فأنا أولا مؤمن بقضاء الله وقدره، وهذا ما جعلني أواصل دراستي الجامعية في تخصص هندسة الحاسب، وأنا حاليا في آخر سنة، وأتطلع إلى أن أكون مواطنا صالحا يخدم دينه ووطنه، ومن فضل الله، أن معدلي مرتفع، بل إنني من الطلاب المتميزين، فطلب العلم ليس له نهاية».
تمثيل خارجي
وتابع «لقد شاركت مع كليتي للحصول على الاعتماد العالمي ABET لكلية علوم الحاسب، كما مثلت الجامعة في إحدى الدورات في ماليزيا بجامعة UMP لمدة ستة أسابيع، وحصلت على العديد من الشهادات على المستويين المحلي والدولي، وسأعمل بإخلاص حتى أكون أحد منسوبي جامعتي الذين تفتخر بهم».
دور الأسرة
وعن دور أسرته في مساعدته لتحقيق طموحه، قال «عبركم أقدم كل الشكر لوالديّ على وقوفهما بجانبي، فقد سهلا علي الكثير من الأمور التي أحتاج إليها، ومن أهمها: زرع الثقة في نفسي، ومساعدتي في أموري الدراسية، بدءا من المرحلة الابتدائية وصولا إلى الجامعية، وكذلك توفير سائق يساعدني في التنقل لإنجاز كثير من الأمور المهمة سواء في الذهاب إلى الجامعة يوميا أو قضاء حاجاتي اليومية».
نظرة المجتمع
ويؤكد مهند أن نظرة المجتمع السلبية تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، تؤدي إلى زيادة إعاقة الأفراد لأنهم يشكلون اتجاهات ومشاعر خاصة إزاء أنفسهم، ما يؤدي إلى إحباطات واضطرابات انفعالية تؤدي إلى ازدواج في الإعاقة؛ وزاد «نظرة الناس السلبية تمثل عائقا يحول دون تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من التكيف، وتمثل نظرة الناس وتعاملهم السلبي مع ذوي الاحتياجات الخاصة، عائقا يحول دون تمكينهم من التكيف في القيام بأدوارهم الاجتماعية بسبب الجهل الذي يؤدي إلى الخوف من الإعاقة واعتقادهم الخاطئ باستحالة اندماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع».
معاناة داخل الجامعة
وتحدث مهند عن أزمة المواقف وصعوبة الحصول على التراخيص اللازمة داخل الجامعة، مؤكدا أنها أصبحت معاناة.
وقال «الحصول على رخصة للوقوف داخل الجامعة يستلزم الكثير من الجهد والتقارير الطبية، ونحن من أصحاب الاحتياجات الخاصة نعد من فئات المجتمع التي يجب الاهتمام بها وبحاجاتها، ويعكس الاهتمام بها، درجة رقي وتحضر المجتمع، ومستوى تماسكه.
كما أن التعدي على الأماكن المخصصة لهذه الفئة أو على لوحات الإرشاد للأماكن المخصصة لهم، يعد سلوكا منحرفا ولا يكفي فقط تخصيص مواقف فقط ولوحات إرشادية، بل ينبغي توفير رقابة ومتابعة لحماية حقوقنا وفرض عقوبات رادعة لمنع انتهاكها كما يحدث في كثير من المجتمعات المتقدمة حيث تنتشر آلات التصوير لرصد المخالفات، ومعاقبة المخالفين».
واقترح مهند بأن يكون هناك مكان مخصص في الجامعة لمتابعة حالات ذوي الاحتياجات الخاصة من قبل الكادر الطبي بكلية الطب أو طلاب الكلية، كقياسات الضغط أو متابعة السكر، وكذلك تقديم الإرشادات الطبية.
سعيد العمري