الأستاذ عبدالله المجاهد: يجب علينا تغيير طريقة التدريس في مناهج الإعلام

تاريخ التعديل
سنتان شهران
الاستاذ عبدالله المجاهد:  يجب علينا تغيير طريقة التدريس في مناهج الإعلام

" سوق العمل يحتاج إلى إعلام تطبيقي ، و إلى أناس يفهمون في الإعلام '' هذا ما قاله الأستاذ المحاضر بكلية العلوم الإنسانية – الإعلام و الاتصال عبدالله المجاهد - في الحوار الذي أجرته معه ( آفاق ).

ما هو دافع اختيارك لتخصص الإعلام ؟

الدافع الذي جعلني أدرس  تخصص الإعلام هي الرغبة الشخصية في إنتاج الأفلام؛  بحكم الشغف والحب،  فحينما كنت في مرحلة الثانوية،  ومع حلقات التحفيظ،  دخلت  في برامج تصقل مهاراتي لصناعة الأفلام ، وإنتاج الفيديوهات  ،  فبدأ يزداد حبي   للتصميم وصناعة الأفلام ، ومع مرور الوقت والأيام؛  بدأت أرى أن هذا التخصص هو الذي أريده ، فبعد تخرجي من المرحلة الثانوية ؛ كنت محتاراً  في الاختيار  بين  الإعلام والشريعة،  فذهبت لأحد الأساتذة بجامعة الملك سعود ، وكان هو أحد المسؤولين في السنة التحضيرية ، فقال لي ما الذي جعلك ترغب بالشريعة ؟ قلت كدراسة.، وقال و الإعلام ؟ قلت رغبة . قال اذاً توجه الى الإعلام وتوجهت الى الإعلام ، وهذه هي الدوافع والبداية .

هل واجهت أي معوقات أو صعوبات أثناء رحلتك الدراسية في البكالوريوس والماجستير؟

بالنسبة للمعوقات والصعوبات في مرحلة البكالوريوس؛  ولله الحمد لم أواجه أي صعوبات أو معوقات،  وكانت مرحلة جميلة ، ومستمتع فيها؛  لأنني دخلت للتخصص الذي أريده ، أما في مرحلة الماجستير ؛ فالوضع كان مختلفاً  نوعاً ما؛  لأن الدراسة أصبحت عن بعد في بريطانيا بسبب فايروس كورونا  لمدة أربعة أشهر،  وفي مدينة بعيدة،  ودولة غريبة ولوحدي، ولا أعرف أي شخص هناك،  وجميع الخدمات هناك مغلقة بسبب أوضاع كورونا،  فكان وضعي جدًا صعبًا  ، وأيضاً كانت اللغة الإنجليزية الأكاديمية تشكل تحديًا صعباً ، فكان أحد المحاضرين  يعطينا كتبًا نقرأها لأجل تحسين اللغة،  ونعود إليه؛  ونحن قد قرأنا المطلوب،  فكانت لغة هذه الكتب  مستواها عالي جداً ، لدرجة أنني تحدثت في أحد المحاضرات على أحد المنصات عنها ،  فلاحظ الدكتور هذا الشيء،  وبدأ بتقليل المواد القرائية ، وجعل البقية اختيارية ، فكانت فترة كورونا فترة صعبة قليلًا ، ولكنها مرّت مرور الكرام ، ومن  الصعوبات التي واجهتها في مرحلة الماجستير ؛ وهي مشروع بحث التخرج ، فكان المشروع على الطالب نفسه فقط ،  فهو من يقوم بالكتابة،  والاخراج ، والتصوير،  والإعداد ، والتمويل ،  فهذه المهام تقع على شخص واحد،  فيختار فريق عمله الخاص به .

 ماهي رؤيتك الإعلامية على الصعيد الأكاديمي ؟

رؤيتي الإعلامية في البداية يجب علينا تغيير  طريقة التدريس في مناهج الإعلام من الأساس  ، فسوق العمل يحتاج إلى إعلام تطبيقي ، يحتاج إلى أناس يفهمون في الإعلام ، وللأسف أرى أن الإعلام في الجامعات السعودية،  أغلبه نظري فقط ، وهذا يؤثر على الطلاب ، وهناك العديد من الأمثلة من أصدقائي وزملائي خريجي  الإعلام، انتشروا في سوق العمل غير المرتبط بالإعلام ، والسبب هو لم نؤهلهم  لسوق العمل في مجال الإعلام  ،فمثلاً   في تخصص الإذاعة والتلفزيون نحتاج إلي عدة تخصصات دقيقة ؛ منها تخصص التصوير السينمائي،  وتخصص الإضاءة ، والمخرجين،  ونحتاج تخصص في الكتابة والإعداد،  والكثير من التخصصات الدقيقة ، فمن غير المنطق أن يتخرج طالب في تخصص الإذاعة والتلفزيون،  وهو لا يعلم إلا معلومات  سطحية وعامة.

ماهي المناصب التي توليتها قبل أن تصبح عضواً من أعضاء هيئة التدريس؟ 

مناصب كلمة كبيرة ، فحينما كنت طالباً جامعياً عملت بدوام جزئي في أحد قطاعات البيع بالتجزئة ، وحينما تخرجت ذهبت لأكثر من مؤسسة إعلامية ، فطلبت أن أعمل معهم بدون راتب فرفضوا ؛ بسبب ضعف السوق الإعلامي ذلك الوقت ، عملت أيضاً في شركة أخرى في قطاع البيع بالتجزئة في مجال الإلكترونيات كبائع لمدة سنة ، وبعدها توجهت للتدريس،  كان رغبة مني في الأساس من ذو دخولي لمرحلة البكالوريوس ، فكان حلماً لي أن أكون معيدًا في الجامعة،  ،فحينما تخرجت من الجامعة قدمت على أكثر من جامعة في السعودية؛  وقُبِلت ولله الحمد في جامعة الملك خالد بعد تخرجي  بسنة .

كيف يمكن  للإعلامي أن يصبح  ناجحاً ؟

هذه تعتمد على كل شخص،  ولكل مجتمع وتصنيفه ، فالإعلامي الناجح من وجهة نظري هو من يعمل على مبادئه وقيمه ، ومبادئ دينه،  ويخدم هذه المصالح بطريقته الخاصة ، سواء عن طريق ( السوشل)    ميديا أو غيرها ، وأرى أن كثيراً من الإعلاميين  لديه متابعين كثر  ،  ولم يخرجوا عن سياق الدين والعادات والتقاليد،  وهي الأمور الحميدة التي أقصدها،  فأنا أصنفهم إعلاميين ناجحين  .

 كيف يصبح الطالب معيداً في الجامعة ؟

اولاً فالرزق بيد الله سبحانه وتعالى ، فالطالب يجب أن يعلم ما هو هدفه ، سأتحدث عن جميع التخصصات، فإذا كان الطالب توجهه أكاديمي،  وكان محب للبحث العلمي،  وكتابة الابحاث والدارسة ، فيتوجه الى الدراسات العليا  ، فأنصحه بالاستخارة ، ويجب عليه أن يبذل الأسباب وأن يقدّم في جميع الإمكان ،  ولا يحصر نفسه في مكان معين ، فأنا على سبيل المثال لم أكن أعلم أين تقع جامعة الملك خالد،  ولكن قدّمت أوراقي، في حركة  البحث عن مصدر رزقي،  وأيضًا قدّمت أوراقي لعدد كبير من  المؤسسات ، والجامعات القريبة والبعيدة ، فالشخص يبحث عن مصدر رزقه ، ولو كان في مكان بعيد ، فعلى الشخص أن يبحث عن مصدر للدخل،  وهذا هو كل ما يسعى له الإنسان في الحياة .

ما النصائح التي تقدمها لطلاب الإعلام ؟

كل طالب يجب أن يعمل على نفسه. لا ينتظر من أحد أن يعلمه،  فوسائل التعلم موجودة،  و منصات التعلم كثيرة جدًا ، و يبحث عن عمل يخدمه في المجال الإعلامي،  فمن أراد تعلم المونتاج بإمكانه الدخول على منصة اليوتيوب ، وهناك آلاف المقاطع التي تشرح المونتاج و التصوير ، سواءً أكان عبر الفيديو او الفوتوغرافي ، و بإمكانه التعلم بشتى الأنواع الاحترافية على منصة اليوتيوب ،  فالطالب من المفترض أن يتعلم،  ويصقل مهاراته ، ففي النهاية هو من سيدخل سوق العمل ، وهو من سيبدع ويتميز ، وأن لم يبدع ، ولم يتميز،  فسيخرج مثل ما خرج البقية ، فنصيحتي أن تتعلم وتصقل مواهبك ، وأن تتعلم بنفسك،  ولا تنتظر التوجيه من أحد

كلمة أخيرة ؟

أتمنى أن يصل هذا الكلام الى الطالب،  وأن يستغل  كل طالب  مهاراته وإبداعاته؛  بالوسائل الموجودة الآن، حتى لا يعض أصابع الندم في المستقبل ، على فرصٍ  التي ضاعت منه ، فالوقت الموجود الآن  لدى الطالب كبير ووسيع ، بإمكانه استغلال هذا الوقت؛  لتطوير مهاراته،  ويصقل نفسه أكثر ، ويتميز عن غيره،  فهذا هو الأهم،  سواءً في القراءة ، أو في الممارسة،  أو التعليم ، أو الدورات ، والمواقع الإلكترونية المجانية ، والتي بدورها تقدم الكثير من الدورات ، فالشخص لا يضيع  وقته في الملهيات،  فيجب تقسيم الوقت والاستفادة منه بشكل أفضل  .

عبدالله آل منشط