الجوانب الأمنية والخيرية.. في جلسات اليوم الثاني
سلط اللقاء العلمي الرابع من تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز، الذي نظمه كرسي الملك خالد بالجامعة بفندق قصر أبها، الأربعاء والخميس الماضيين، في يومه الأخير، على الجوانب الأمنية والخيرية في عهد الملك خالد.
وبدأت فعاليات اليوم الثاني والأخير بجلسة علمية، ترأسها عميد كلية التربية الدكتور عبدالله الكاسي، وقدم خلالها الباحث الدكتور مترك بن تركي درع السبيعي، دراسة تحدثت عن الدور الاجتماعي للجمعيات الخيرية بالمدينة المنورة في عهد الملك خالد، ضاربا المثل بجمعية البر الخيرية التي تعد إحدى أقدم الجمعيات بالمملكة، وجمعية طيبة الخيرية النسائية التي تأسست سنة 1399هـ بمجلس إدارة وأعضاء نسوي، وعملت على تقديم خدمات خيرية متميزة لمجتمع المدينة المنورة .
كما استعرض الباحث الأستاذ الدكتور إبراهيم جلال أحمد محمد، أثر المؤسسات الأمنية على المجتمع، وتطورها في عهد الملك خالد، محاولا في دراسته إبراز أثر المؤسسات الأمنية على المجتمع، من خلال الحديث عن التطورات التي طرأت عليها واستطاعت بمقتضاها تقديم خدمات جليلة للمجتمع في المملكة العربية السعودية حينذاك .
بدوره، شارك الباحث الأستاذ محمد محمود أحمد الميمي، بورقة بحثية عن "تطور النظام القضائي في عهد الملك خالد، وأثره على المجتمع السعودي: دراسة تاريخية"، وأوضح خلالها كيف كان تحقيق العدل واحدا من أبرز النتائج التي ترتبت على هذا النظام القضائي في عهد الملك خالد في مجمل جوانب الحياة، وأهمها متابعة شؤون السجناء، ومعاملتهم معاملة تليق بالإنسانية، وتحقيق العدالة عند الفصل في الخصومات.
من جهته، قدم الباحث الأستاذ الدكتور محمد علي فهيم بيومي، بحثا تناول أبرز ما يميز شخصية الملك خالد – رحمه الله –، وما تميز به عهده أيضا من طفرة اقتصادية كبيرة نجحت في تطوير البلاد بوجه عام، ومن ضمنها جوانب الرعاية الاجتماعية، بسبب التوسع في مجال تصدير النفط، وارتفاع سعره بصورة واضحة، موضحا أن نظام الضمان الاجتماعي كان من أبرز مجالات الرعاية الاجتماعية، مشيرا إلى نجاحه في حماية الأسرة في منطقة عسير في عهد الملك خالد، حيث توسع في إنشاء مكاتب الضمان الاجتماعي في عدد من مدن عسير في أبها وخميس مشيط ومحايل عسير وظهران الجنوب والنماص، وغيرها من البلدان .
وبين الباحث الدكتور ماهر علي جلبط في بحث شارك به، الدور المهم للملك خالد في دعم مشروعات التنمية في بلدان العالم المختلفة، وما قام به من إنشاء لمؤسسات اقتصادية واجتماعية ودينية داعمة للمسلمين في العالم. وأكد أن من أبرز هذه الجهود مشاركة المملكة العربية السعودية في عهد الملك خالد في تأسيس البنك الإسلامي للتنمية، واتخاذها مقرا له في مدينة جدة، حيث كان تفعيل نشاطه الاقتصادي والاجتماعي بهدف مساعدة الدول الفقيرة في العالم، لاسيما في أفريقيا وآسيا في حل مشكلات البطالة، والتضخم وتباطؤ النمو، واختلال موازين المدفوعات لأغلب تلك الدول؛ مما جعل للمملكة دورا إنمائيا فريدا ومكانة بارزة في العالم .
وتطرق الباحث الدكتور محمد بن إبراهيم عبدالرحمن السيف لتعزيز الأمن الفكري وتنميته للمواطن في عهد الملك خالد -رحمه الله-، وتوجيه المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية والشبابية الرسمية في المجتمع، للعمل- بفضل الله- وفق ضوابط محددة يغلب على طابعها الاعتدال، مما يقلل أثرها السلبي في التطرف الديني، وفي الانحراف الفكري في مفهوم الوطن والانتماء إليه، وهي تحاول عن طريق رسائلها بالمدارس والأندية والإعلام والمساجد وخطبة الجمعة وأنشطة المسجد الثقافية والدينية المتنوعة أن تعالج التصورات الخاطئة بأسلوب المناقشة العلمية، والمكاشفة الصريحة؛ مما يسهم في تقوية ورفع درجة الانتماء الوطني، ونبذ الأطروحات الخفية والمعلنة التي تزعم التعارض بين الإنسان كمسلم مخلص لدينه، ومواطن يحمل الولاء والحب لبلاده في آن معا.
وذكر الباحث الدكتور ياسر أحمد عبدالرازق محمود في دراسته أحد أهم الجوانب في شخصية الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله - ألا وهو البعد الإنساني الذي تحاول الدراسة إلقاء الضوء عليه، من خلال رعاية إحدى فئات المجتمع التي حظيت برعاية واهتمام كبيرين، وهي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يمكن القول إن الاهتمام بهم يعد مقياسا عادلا ومنصفا لمدى تقدم وتحضر أي شعب من الشعوب.
وألقى محمود الضوء على أهم المؤسسات الاجتماعية التي قدمت خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة الشرقية من المملكة، ونوعية تلك الخدمات، وتنوعها على المستوى النفسي والصحي والتعليمي والوظيفي، وتأهيلهم لكي يكونوا عنصرا فعالا وبناء في المجتمع.
واستعرض الباحث الدكتور محمد عادل بن أحمد شوك جهود المملكة الإغاثية والتنموية في جنوب شرق آسيا في عهد الملك خالد"1395ـ 1402هـ/ 1975ـ 1982م ".
وفي السياق نفسه، ناقش الباحث الدكتور ساعد بوعلام التحولات الكبرى للعمل الخيري في عهد الملك خالد (الجمعيات الخيرية نموذجا)، وقال "عرف عهد الملك خالد بعهد الخير والإنماء، وكان منعرجا حاسما في تاريخ تأسيس العمل الخيري وتطويره وتقنينه، وظهرت الجمعيات الخيرية عام 1380هـ في المملكة بقرار من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وأقرت الوزارة سنة 1384 هـ نظاما يعرف باسم "نظام الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية الأهلية" -
غير بعيد عما سبق، قال الباحث الدكتور خالد حسين محمود حسين إن أبرز مظاهر التنمية الاجتماعية في عهد الملك خالد هو افتتاح عدد كبير من مراكز الخدمة الاجتماعية، وبرامج الرعاية الاجتماعية الموجهة لذوي الاحتياجات والظروف الخاصة، ومنهم الأيتام.
وبيّن الباحث الدكتور فوزي عارف إبراهيم علي، دور المؤسسات الاجتماعية في رعاية اليتامى والمرضى والمرأة المعيلة في إقليم عسير خلال عهد الملك خالد –رحمه الله-، الأمر الذي يعكس وبوضوح اهتمام الحاكم ذي المشاعر المرهفة بمختلف فئات رعيته، وهو ما يؤكد البعد الإنساني في شخصية الملك خالد – رحمه الله تعالى-.