سلمى آل شريم:الرسم عالم منعش ورثته من أمي وطورته بالممارسة
أثبتت مقولات عدد من الرسامين أن الرسم قد يكون مهربا ومتنفسا للرسام، حيث يقول الرسام بول كلي: "الرسم هو مجرد خط ذهاب لنزهة" بينما يقول الرسام بول سيزان "الرسم قادر على تجديد عواطف الفرد في التجربة اليومية" ولا يشترط أن يدرس الشخص الرسم في الجامعة ليصبح رساما محترفا؛ فالأمير خالد الفيصل رسام محترف لم يدرس الرسم، وكذلك الجرّاح موسى إبراهيم والجندي ماهر المطيري.
"آفاق" حاورت الطالبة المتخصصة في المختبرات الطبية و الموهوبة بالرسم سلمى آل شريم لتحدثنا عن شغفها بالرسم.
متى كانت بدايتك في الرسم؟
بدأت الرسم منذ نعومة أظافري فقد كانت أمي أيضا فنانة تشكيلية مما جعلني أنا وأخواتي نرث منها هذه الموهبة وهذا أيضا ما جعلنا نصقلها ونحافظ عليها إلى هذا العمر.
من الذي يشجعك كموهوبة؟
من المؤكد والدايَّ وإخوتي لهم الدور الأكبر في تشجيعي، تلقيت أيضا تشجيعا ودعما هائلا من صديقاتي على مر السنين، فلقد لازموني منذ صغري وشاهدوا تطور موهبتي بالتفصيل.
ما هي أول رسمه رسمتيها ، وما السبب وراء رسمك لها؟
بدأت الرسم منذ صغري فكانت بداياتي بالرسم رسما كارتونيا لا معنى له ودعينا لا نتطرق لمدى إتقاني للرسم بذلك العمر فقد كان رسمي بسيط تماما مثل أي طفل آخر.
الا أن أول رسمة رسمتها كانت فتاة ذات شعر داكن قصير وأسبابي كانت لكثرة شغفي بالرسم وحماسي الشديد وحبي لتعلمه.
كيف تصفين عالم الرسم بالنسبة إليكِ؟
عالم الرسم هو عالم لا يمكن وصفه، عالم منعش بالفعل فكل الرسامين يتفقون على الأثر الذي يستشعرونه من الرسم وقد تحدث الكثير من الفنانين عن عزلة الرسام وكيف أن الرسام عندما يملك ورقته وقلمه كأنما قد ملك عالما بين يديه، لا حدود ولا قيود للرسم يمكنك جعل المستحيل ممكنا بل وأكثر من ذلك، يمكنك توثيق ذكريات عاشت بذهنك سنين ويمكنك أن تنقل التاريخ أيضا.
عالم الرسم عالم مليء بالشغف لطالما يهرب الرسامون إليه ولكل فنان عالمه الخاص بالنسبة لي هو المكان الآمن الذي أذهب إليه دون أدنى تزييف أكون فيه بكامل حقيقتي وابدي به ما يجول بخاطري، لا مستحيل ولا إعجاز فيه، كل ما تتمناه بإمكانك عيشه بداخل لوحتك.
ما هي أكثر المشاعر أو اللحظات التي تدفعك للرسم؟
يختلف معظم الفنانين في هذه النقطة فهناك من لا يرسم إلا عندما تعتريه المشاعر الحزينة فيشكل منها لوحا تشرح عما يجول بخاطره، والبعض يرسم وهو مبتهج فترى ابتهاجه وفرحه بوضوح في لوحه، وهناك العكس من يشعر بالحزن فيرسم لوحات سعيدة وغيرها الكثير، ولكن أشعر بأني معتدلة فتارة أرسم بسبب مشاعر سيئة وتارة أرسم لشدة فرحي وابتهاجي أستطيع القول أني أرسم في كل حالاتي.
هل الرسم موهبة تولد مع الشخص أم يمكن تعلم الرسم بالممارسة والتعلم؟
أشعر بأن الرسم موهبة يمكن تعلمها، فقد كنت أتذكر أيامي الماضية عندما كنت لا أتقن الرسم تماما وتذكرت كل خطوة قمت بها في سبيل تعلمي وإتقاني لهذه الموهبة، ليس فقط الرسم بل كل شيء في هذه الدنيا يمكنك اكتسابه بالممارسة والمحاولة تارة تلو الأخرى. لا يوجد مستحيل يمكنك أن تصبح أعظم فنان يمكنك تعلم كل اللغات بل يمكنك أن تكون نابغة من نوابغ العلم كل شيء تستطيع فعله بالممارسة.
ما أهم اعمالك؟
من أهم أعمالي لوحتي للملك عبدالعزيز والملك سلمان في اليوم الوطني التي شاركت بها في أولمبياد إبداع، وأيضا لوحتي التي رسمتها المتعلقة بتخصصي وأهميته ضد فيروس كورونا- لم تنتهي بعد-
كيف طورتِ من موهبتك؟
الممارسة، الممارسة، ثم الممارسة، بالممارسة، تكتسب الخبرات وتعرف الكثير من الأخطاء التي كنت تقوم بها وأنت لا تعلم وتركز على التفاصيل، بالممارسة تصبح يدك متقنه للرسم أكثر.
بم تنصحين الموهوبات المبتدئات بالرسم؟
الرسم يعلم الصبر، قد تمضي أياما وأسابيع على لوحة واحدة فأنصحهم بالصبر وعدم الحكم على اللوح بسرعة أبدا، من الممكن أن تراها سيئة ولكن صدقني عندما تنتهي منها ستنال إعجابك، وأيضا لا تسأموا من الرسم بسهولة، قد يستغرق الأمر سنتين أو أكثر إلى أن تشعر أنك أتقنت الرسم بنسبة ٢٥ بالمئة لا تكن عجولا وتعلم الصبر؛ الصبر عندما تريدون تعلم الرسم.
كلمة أخيرة ؟
الرسم عالمك الحر، عالمك الخاص والمكان الذي تهربين إليه عندما تضيق فيك دنياك، أحيانا أتمنى أن يكونوا الأشخاص جميعهم رسامين وفنانين لكي يشعروا بأهميته وبمدى تأثيره على حياتنا بشكل خاص أو عام ،لذا كلمتي الأخيرة لكل من يشعر بالاهتمام تجاه الرسم ولم يخطي أي خطوة لهذا الطريق بعد، لا تخف واصبر فهذا الطريق يحتاج الصبر كما يحتاج الجرأة، وعند الوصول والدخول لعالمك الخاص ستشعر فعلا بأهمية وجمال هذا العالم وكم يحتوي من مشاعر لا نهاية لها.
أفنان أحمد، أمجاد سعد، سارة ناصر، غيداء أحمد، أفنان محمد