حصروا سلبياتها في الملخصات والجوال والألعاب الإلكترونية.. طلاب يتفقون على ضرورة تخصيص وقت للترفيه أثناء المذاكرة والاختبارات
عبدالعزيز رديف
لكل طالب طقوس خاصة أثناء المذاكرة، فمنهم من لا يركز ما لم يتناول طعاما أو يتناول كوبا من القهوة أو الشاي وغيرهما من المشروبات الساخنة والباردة، بل أن منهم من يفضل مغادرة البيت، وهناك من يتخذ زاوية معينة لا يستوعب دروسه إلا فيها، في حين يبحث آخرون عن الهدوء، بينما يشتت الهدوء تركيز غيرهم، والأغرب من ذلك فإن هناك من لا يستطيع المذاكرة إلا صباح الاختبار.
وهناك الكثير من السلبيات أثناء المذاكرة والاختبارات، اعترف بها معظم الطلاب، تصدرها استخدام الجوال بشكل مفرط في فترة الاختبارات بشكل خاص، فيما يتخلى بعض الطلاب عن كثير من مسليات الحياة والأمور الروتينية التي اعتادوا عليها، بحيث يفرغ الطالب جل وقته في الحصول على المعلومة وحفظها، يميل آخرون إلى حفظ المعلومات في وقت ضيق أو متأخر؛ مما قد يتسبب في فقدان جميع المعلومات المتزاحمة والمتراكمة عليه.
خطة للمذاكرة
وفي هذا الإطار قال الطالب هادي الكودي من كلية اللغات والترجمة «إنه من الضروري وضع خطة لمذاكرة المواد قبل بدء الاختبارات بوقت كاف، بحيث يتمكن الطالب من إنهاء مذاكرة المادة قبل موعد الاختبارات، وتكون ليلة الاختبار بمثابة مراجعة للمادة فقط».
وزاد «من المهم وجود وقت للتسلية إن وجد متسع لذلك أثناء المذاكرة والاختبارات، لكن يجب أن يكون مقننا أيضا، فالترويح عن النفس والبعد من أجواء المذاكرة، يكون مطلوبا أحيانا». وعن الارتباك قبل الاختبارات، قال «هذا من الأشياء الطبيعية والتي نغطيها بالتوكل على الله، وتلاوة الأذكار والأدعية».
أكبر كمية من المعلومات
من جهته، حث علي خلوفه، الطالب بكلية الشريعة وأصول الدين زملائه، على زيادة الجهد في البحث عن الملخصات والأوراق التي تخص المادة حتى لو كانت من المراجع أو الكتب الموجودة في المكتبة مع ضرورة إقرار دكتور المادة بأنها صحيحة.
وتابع «نبحث عن الملخصات والمعلومات من مصادر التعلم والبحث، لزيادة الفائدة والفهم بأكثر من طريقة لفهم بعض الأمور البسيطة التي تتسم بشيء من الغموض وربطها ببعض المعلومات في المقرر الأساسي، لتكوين قاعدة معلومات نستفيد من خلالها في المذاكرة، وفي حياتنا العملية القادمة بعد تخرجنا من الجامعة».
وأضاف «من الضرورة إيجاد وقت حتى لو كان قليلا للخروج والترويح عن النفس، وقضاء بعض الأمور الممتعة، ليتسنى للطالب العودة للمذاكرة بكل نشاط وحيوية».
ليلة الامتحان
وأكد أسامة ناصر الطالب بكلية الشريعة وأصول الدين أيضا، أن المذاكرة ليلة الامتحان تعود بالنفع وتحقق نتائج مرضية كونه لا يوجد متسع من الوقت لقضائه بعيد عن الاستذكار مما يسبب ضياع المعلومات.
وقال «أبدأ المذاكرة في اليوم الذي يسبق الامتحان، وأكرس جميع وقتي لها، بحيث لا يوجد وقت لعمل أي شيء آخر، ويكون التركيز والحفظ على التعاريف والتعدادات، وهذا يتطلب عدم الانشغال بأي شيء أخر، وبقية المقرر يكون للقراءة، وذلك للاستفادة من المعلومات الموجودة به، وعدم الانتباه للملخصات التي تأتي من قبل الطلاب والتي يزعمون أنها معتمدة من قبل عضو هيئة التدريس.
ولفت ناصر إلى أن الكثير من الطلاب يصطدمون وقت الاختبار بوجود أسئلة من خارج التلخيص، ويكتشفون أنهم ضيعوا وقتهم في مذاكرة ملخصات الطلاب.
تداخل المعلومات
كما أكد الطالب محمد ظافر من كلية العلوم المالية والإدارية على ضرورة المذاكرة في اليوم الذي يسبق الاختبار قائلا «المذاكرة ليلة الاختبار من وجهة نظري تحقق للطالب فائدة كبرى متى تم انجاز أكبر قدر ممكن من استذكار ومراجعة المادة، لأن المذاكرة قبلها بوقت كبير تسبب شيئا من تداخل المعلومات بين المواد، مما يجبر الطالب على نسيانها، فمن الأفضل أن تكون المذاكرة للمادة في ليلة امتحانها، لكي يتفرغ الذهن تفرغا كاملا للمادة واستيعابها».
وأضاف «يجب أن يكون تركيز الطالب على المصطلحات والتعدادات والأسباب المهمة في المقرر، لأنها تكون عادة موضع أسئلة، أما بقية المقرر فيكون للاطلاع والمراجعة»، لافتا إلى أنه يجب أن يكون هناك متسع من الوقت لقضائه في التسلية والخروج من بين جدران المذاكرة حتى يتسنى للطالب العودة للاسترجاع والمذاكرة بذهن صاف.
صعوبة المادة ووقتها
من جانبه، أوضح الطالب أحمد آل سلطان من كلية الشريعة وأصول الدين، أن المذاكرة تعتمد على صعوبة المادة، وهو ما يحدد الوقت اللازم للاستذكار.
وزاد «من البديهي أن يتحدد وقت المذاكرة بمدى صعوبة المادة، فمن الممكن أن تستغرق المذاكرة شهرا كاملا، إن كانت المادة شديدة الصعوبة، فيما تحتاج بعض المواد إلى يوم أو اثنين فقط».
وأشار آل سلطان إلى ضرورة التمتع بوقت قليل من أجل الترفيه والتسلية، فيما يجب تخصيص أغلب الوقت للدراسة سعيا لزيادة الفهم، أما في ليلة الاختبار، فلا وقت للتسلية والمتعة، وإنما عمل من أجل إنهاء المقرر كاملا، من حيث استذكاره ومراجعته.
وعن السلبيات التي تصاحب بعض الطلاب وقت المذاكرة والاختبارات، قال «الانشغال بالجوال يزعج صاحبه وغيره، وكذلك ينشغل البعض بأجهزة الألعاب الالكترونية».
وواصل «لأننا نجد بعض الصعوبة في بعض التخصصات من حيث التعمق في كثير من المسائل، فيتحتم علينا الاعتماد الكبير على الملخصات سواء كانت من الطلاب أوالمعلمين، وعدم إهمال كتب المقررات وجعلها قريبة أثناء المذاكرة ».
السهر والجوال
وأشار عاطف عبدالله الطالب بأصول الدين إلى أن أكبر عدو للطالب في فترة الاختبارات من ناحية حفظ المعلومات وترسيخها هو السهر.
وتابع «السهر يجهد العقل ويربك الطالب عند تأدية الاختبار، وأنصح جميع الطلاب بالنوم المبكر والاستيقاظ مبكراً وتحديد خطة لإنهاء المنهج قبل يوم الاختبار بفترة لا تقل عن 3 أيام».
وأكد عبدالله أن استخدام الهاتف الجوال أثناء المذاكرة، يضيع الوقت بشكل كبير ويؤثر على استيعاب الطالب لما يذاكره.
جو خاص
أما طالب أصول الدين حمود محمد، فطالب زملاءه بتهيئة جو خاص بالمذاكرة يغلب عليه طابع الهدوء، والبعد عن كل ما يشتت الذهن.
وأبان «الهدوء أثناء المذاكرة أمر مهم، ولكن ليس بطريقة العزلة عن العالم، لأن هذا يجعل الطالب في حالة نفسية متوترة قد تجبره على فقدان كل ما قام بحفظه»، مشددا على أن وضع جدول زمني للمذاكرة يتخلله بعض من أوقات الترفيه والراحة، لافتاُ إلى أن بعض الطلاب يرون أن استخدام الجوال أثناء المذاكرة أمر سلبي يضيع على الطالب تركيزه، وهذا أمر خاطئ، فالجوال هو جهاز يتحكم في استخدامه الطالب نفسه، فمن الممكن أن يستخدمه فيما يعود عليه بالنفع أثناء المذاكرة عن طريق التواصل مع زملائه في الجامعة، أو البحث في شبكة الانترنت عن معلومات إضافية تساعده في فهم المنهج أكثر.