هيمنة الهواتف الذكية على حياتنا.. تطور أم تراجع؟!

تاريخ التعديل
6 سنوات 6 أشهر
هيمنة الهواتف الذكية على حياتنا.. تطور أم تراجع؟!

هادي الشهراني....وريم العسيري

هيمنت الهواتف الذكية على حياتنا الاجتماعية، وأصبحت واقعا وإدمانا   بالغ التعقيد، يصعب معالجته، خصوصا أنها نجحت في اعتقالنا من حياتنا الطبيعية والأسرية وأودعتنا في عالم افتراضي عصف بكثير من القيم والأعراف التقليدية التي تشربها المجتمع، وهو الأمر الذي أثر  سلبا على النسيج الاجتماعي وألقى بظلاله على التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، فتراجعت حياتنا الاجتماعية الطبيعية، بفعل هذه الثورة التقنية  لمواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية بشكل عام.
«آفاق» وجهت سؤالا للطلبة حول دخول الهواتف الذكية في حياتنا، وعما إذا كان هذا التطور مفيدا أم مضرا بواقعنا الاجتماعي.

وقت الاستخدام
بداية أشار الطالب عبدالله عوضه الأحمري إلى أهمية تخصيص أوقات معينة لاستخدام الهواتف النقالة مفيداً أن ذلك لا يأتي الا بمجاهدة النفس والتدرج في وضع حد للاستخدام المفرط، لافتا إلى أن الكثير من أفراد المجتمع أصبحوا لا يفرقون بين الأوقات التي تستوجب الحضور الذهني الكامل والأوقات الأخرى مرجحا ذلك لاستخدام الهواتف النقالة في جميع الأوقات.
 وأضاف «نحن نستخدم هواتفنا الذكية بهدف الوجود في العالم الافتراضي لكي لا يفوتنا شيء، ولكن ذلك لا يعني الانقطاع الكامل عن الحياه الطبيعية».

نشر وعي
من جهة أخرى قال شبنان فلاح الشهراني «أهم المشاكل المجتمعية التي تواجهنا في هذا العصر تتمحور حول الاستخدام المستمر للهواتف و محتوياتها بشكل عام».
وزاد «هذه المشكلة إلى الآن لم يتم نشر محتويات تزيد من وعي المجتمع بأضرارها باستثناء الإدارة العامة للمرور التي تحذر وباستمرار من استخدام الهواتف أثناء قيادة السيارة كون استخدامها قد يتسبب في خسائر بشرية و مادية». و أشار إلى أنها قد تتسبب في مشاكل نفسيه مثل الانطوائية والعزلة وغيرها، خصوصا لصغار السن، حيث نشاهد تغيرا كبيرا وواضحا في اختلاف طبيعة طفولتهم عن طفولتنا قبيل اجتياح الهواتف لعالمنا. 
وفي ما يتعلق باستخدام الهواتف أثناء القيادة، يرى الطالب عبدالعزيز مرعي القحطاني ضرورة رفع قيمة المخالفات المرورية التي تستهدف الأشخاص الذين يستخدمون هواتفهم أثناء القيادة، مشيرا إلى ما تنطوي عليها من مخاطر كبيرة على الشخص المستخدم للهاتف والأشخاص المستخدمين للطريق معه، مستشهدا بالعدد الكبير من الحالات التي تستقبلها المستشفيات بسبب الهواتف النقالة. وأشار إلى أن المجتمع قد أساء  استخدام الهواتف.

الوقت المناسب
وقال الطالب فهد محمد آل مجري «في الاجتماعات التي تجمع العائلة والأصدقاء ببعضهم يكون حضور الهواتف الذكية أكثر من حضور الأشخاص أنفسهم، وحتى في المناسبات المفرحة فقدت الفرحة الطبيعية واستبدلت بفلاشات الهواتف لتوثيق اللحظات الجميلة، حيث تفقد جمالياتها في لحظتها».
وأضاف «من باب الاحترام يجب علينا جميعا أن نحد من استخدام الجوالات أثناء جلوسنا مع بعضنا؛ لكي لا نفقد حياتنا الاجتماعية الطبيعة، حيث قطعنا وللأسف شوطا كبيرا في التخلي عنها».
أما الطالبة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب أروى الشمراني فقالت  «إن سوء استخدام الأجهزة الذكية والإدمان عليها  تسببت في تعزيز العزلة الاجتماعية, فالحل إزاء تلك الظاهرة يكمن في تقليص ساعات استخدام الهواتف الذكية واستبدالها بالجلوس مع الأهل والأصدقاء و قراءة الكتب».
وتحث  الطالبة بقسم الإعلام والاتصال أفراح عبده  على تحدي النفس بتجربة إغلاق الهاتف لفترة بسيطة, ومن ثم زيادة هذه المدة  في كل مرة حتى يخف التعلق بالأجهزة الذكية، و يستطيع الشخص أن يعيش حياته بشكل طبيعي.
وتؤكد الطالبة بقسم الإعلام والاتصال وجد محمد الشهراني بأن هذه الظاهرة أصبحت سائدة في مجتمعاتنا، فنلاحظ أنه في كل مناسبة اجتماعية أو زيارة عائلية لا يترك الشخص هاتفه,  ولا يمكن إيجاد حلول دقيقة لهذه الظاهرة قبل أن يحاول كل فرد الموازنة بين حياته الواقعية وحياته الإلكترونية الافتراضية.
واعتبرت  الطالبة بقسم الإعلام والاتصال أميرة مسفر الأحمري أن ثورة الهواتف الذكية أضافت كثيرا من المحاسن  إلى جانب المفاسد الني افرزتها, مبينة أن طرق استخدامنا لها والوقت الذي نمضيه في استخدامها يحددان ما إذا كنا نستخدمها بشكل سلبي أو إيجابي، فكل شخص لديه أسباب ما تدفعه إلى كثرة استخدام الأجهزة الذكية؛ لذلك يجب أن نعرف السبب أولا كي نعالج تلك المشكلة, ونحاول ربط المستخدم لهذه الأجهزة بواقع حياته, والاستفادة من طاقاته  واستغلال وقته ومهاراته الكامنة في ما هو مفيد.