د.الصيعري: أطلقنا «الصيدلية الافتراضية» و «التعليم النشط» لتعزيز قدرات الطلاب
مشهور العمري
أكد عميد كلية الصيدلة بالجامعة، الدكتور عبدالرحمن الصيعري، سعي الجامعة للحصول على الاعتماد الأكاديمي واقترابها من ذلك، مبينا أن الكلية أطلقت برنامج الصيدلية الافتراضية؛ لتدريب الطلاب قبل انطلاق سنة الامتياز، مما ينعكس إيجاباً على مستواهم الإدراكي والتطبيقي، بجانب تغيير طرق ووسائل التدريس من التقليدية إلى طرق ووسائل التعليم النشط.
حدثنا عن التطور العلمي في الكلية؟
الحديث عن التطور العلمي في الكلية يحتاج إلى إسهاب، وذلك لتعدد المجالات التي دأبت الكلية على تطويرها، حيث تعددت إنجازاتها. ففي المجال الأكاديمي، تم بعون الله تعديل الخطة التدريبية لطلاب سنة الامتياز مسار (برنامج دكتور صيدلي) ومسار برنامج (العلوم الصيدلية) وذلك تماشيا مع المعايير العالمية؛ ولتصبح متناسبة مع التعليم الصيدلي المتطور، وذلك لأهميته البالغة، كون مخرجه التعليمي يصبح في تماس مباشر مع الخدمة المجتمعية التوعوية منها والعلاجية.
وقد تم أيضا استحداث وافتتاح (الصيدلية الافتراضية) والتي تحاكي صيدليات المستشفيات، وصيدليات القطاع الخاص، تنظيما وتطبيقا، وذلك ليتم تدريب الطلاب فيها قبل انطلاق سنة الامتياز؛ مما ينعكس إيجابا على مستواهم الإدراكي والتطبيقي خلال فترة التدريب المقررة، وكذلك فقد تم تغيير طرق ووسائل التدريس للمقررات الدراسية من الطرق التقليدية إلى طرق ووسائل التعليم النشط، سعيا للوصول إلى المستويات المأمولة في جودة التعليم النظري والتطبيقي وجودته.
وفي مجال البحث العلمي، فقد تم اعتماد مادة بحث التخرج كمقرر دراسي لطلاب وطالبات المستوى الدراسي العاشر و الأخير، وكذلك الفترات البحثية لطلاب برنامج (دكتور صيدلي)، حيث تقوم كل مجموعة من الطلاب والطالبات بعمل بحث علمي وفق المعايير الدراسية اللازمة تحت إشراف أحد أعضاء هيئة التدريس بالقسم المعني، ثم يتم عرضها كملصق بحثي خلال ورشة العمل المصاحبة (ليوم البحث العلمي) الذي أقرته الكلية لتنشيط وتدوير ومناقشة مثل هذه الفعاليات.
وقد تم عمل ما يزيد على 100 بحث طلابي خلال العامين الدراسيين الماضيين، نشر بعضها في مجلات علمية محكمة.
أما في مجال خدمة المجتمع، فنظمت الكلية برنامج توعوي تثقيفي بأهمية الأدوية واستخداماتها تحت مسمى (دواؤك ... نهتم به) بالشراكة مع مؤسسة النهدي الطبية، كان هدفه توعية وتثقيف المجتمع بالأدوية والطرق الصحيحة لاستخداماتها.
وقد استفاد من هذا البرنامج ما يزيد عن 5000 ألف شخص من خلال الاحتكاك المباشر، حيث تم توزيع نقاط إرشادية في أماكن التجمعات السكانية، ومراكز التسوق الكبرى وخلافه.
إضافة إلى ذلك، فإن الكلية تقوم بمشاركات فاعلة وإسهامات كبيرة خلال الأيام العالمية المتعلقة بالعمل الصحي، كاليوم العالمي للسكري الذي تسهم الكلية فيه من خلال برامج توعوية وكشفية وعلاجية متطورة .
وكذلك فإن الكلية تقدم خدمة مجتمعية طبية من خلال المستشفيات الحكومية والخاصة بالمنطقة وخارجها، وذلك بعمل عدد من أعضاء هيئة التدريس من الصيادلة السريريين المميزين جنبا إلى جنب مع الأطباء ومشاركتهم في عمل الخطط العلاجية ورفع مستوى الرعاية الطبية والصيدلانية والدوائية في المستشفيات.
ماهي أبرز مشروعاتكم المستقبلية؟
تعمل الكلية حاليا على تحديث الخطة الدراسية بشكل عام، حرصا منها على مواكبة أحدث الخطط الدراسية للتعليم الصيدلي في الجامعات المحلية والعالمية ذات الخبرات العالية والمتطورة في هذا المجال.
كما يجري العمل للحصول على الاعتماد الأكاديمي للبرامج الدراسية في مجال التعليم الصيدلي، والذي يصدر من قبل هيئة اعتماد التعليم الصيدلي في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
إضافة إلى عقد شراكات مع مؤسسات توريد وبيع الأدوية في مجال تدريب الطلاب والطالبات والتعليم المستمر، كان آخرها توقيع الكلية عقد شراكة مع مؤسسة النهدي الطبية لتفعيل هذه البرامج. وقريبا جدا سوف يتم توقيع عقد شراكة مع شركة (اي ليلي) الأمريكية.
ما الوسائل التي تعتمدها الكلية للتواصل مع الطلاب؟
من البديهي والمهم جدا تذليل كافة الصعوبات التي تواجه الطلاب، ومعرفة المعوقات التي تحول دون تحصيلهم العلمي وحل مشاكلهم، واستجابة لذلك فقد حرصنا على أهمية تفعيل سياسة الباب المفتوح لاستقبال الطلاب في أي وقت، ومقابلة عميد الكلية ووكلائها مباشرة دون حواجز أو تحفظات، حيث تم تخصيص ساعتين من كل يوم، يتم فيهما استقبال الطلاب والاستماع لآرائهم وشكواهم ومطالبهم. بالإضافة إلى ذلك فإن الكلية أتاحت التواصل معهم عن طريق حساب الكلية في تويتر أو الرسائل النصية القصيرة .
كلمة توجهها لطلاب وطالبات الصيدلة؟
جميع طلاب وطالبات الكلية يعلمون أهمية الصيدلة ودورها ومكانتها العلمية والعملية، ويدركون أنها من أصعب التخصصات الصحية، وذلك لتعدد العلوم والفنون المختلفة كعلوم الكيمياء والعقاقير والنباتات، بالإضافة إلى الجوانب التطبيقية المهمة ذات الحساسية العالية، كممارسة العمل السريري الملامس لاحتياجات المرضى داخل وخارج المنشآت الصحية المتنوعة، وكذلك التنوع الكمي والكيفي الهائل في المنتجات الدوائية واستخداماتها والحاجة إلى الحس المهني الجاد وتحقيق الرقابة الذاتية وتلمس أخلاقيات المهنة واستشعار المسؤولية الدينية والوطنية.
لذلك أدعوهم لبذل المزيد من الجهد والمثابرة، والحرص على تطوير الذات وزيادة المعلومات التخصصية والثقافية، وأن لا يتوقفوا عند ما يطرح في المحاضرات والمقررات الدراسية والدروس العملية، بل يسعوا دائما إلى توسيع مداركهم من خلال البحث والاطلاع؛ كون هذا التخصص من التخصصات التي لا تقف عند معلومة أو اختراع بل هو متجدد بطبيعته.