صالح الأزرقي: نستطيع إبراز ثقافة المنطقة من خلال صورة

تاريخ التعديل
5 سنوات 4 أشهر
صالح الأزرقي: نستطيع إبراز ثقافة المنطقة من خلال صورة

محمد إبراهيم عسيري

صالح الأزرقي مصور فوتوغرافي، أحب آلة التصوير (الكاميرا) منذ 38 عاما، وأخلص لها واستطاع أن يجمع كثيرا من الصور القديمة لمدينة أبها وماضيها الجميل بكامل تفاصيله، واستطاع أن ينشئ معرضا خاصا بهذا الإرث الثقافي الجميل يهدف منه أن يكون مزارا ثقافيا للتعريف بأبها ماضيا وحاضرا، وفي هذا العدد من آفاق استضفناه؛ ليطلعنا على أهدافه ومشواره مع التصوير. 

حدثنا عن بداياتك مع التصوير؟
البدايات كانت صعبه. فلم يكن في المجتمع المحيط ثقافه التصوير وذلك منذ ٣٨ عاما، بالإضافة إلى أن أنواع الكاميرات كانت قليلة ويصعب الحصول عليها، كما أنها كانت يدوية يصعب التعامل معها، ووجدت مضايقات عديدة ولكنني استطعت التغلب على جميع هذه العقبات بتطوير هوايتي والإصرار على النجاح ولله الحمد.

كيف يمكن اختصار ثقافة المنطقة في صورة؟
ثقافات المنطقة عديدة ومتنوعة، ونستطيع إبرازها من خلال صورة عن حرفة، أو معلم تاريخي، أو أثري. وليس عمرانا ومبان حديثه إسمنتية أو شوارع مرصوفه. ويمكن من خلال اللقطة نؤطر لثقافة معينة من خلال الرسالة التي تحملها الصورة. وكثير من الثقافات وصلت للمتلقي بواسطة صورة، لذلك يستطيع المصور وبكل اقتدار تأصيل الثقافة لبلده أو وطنه من خلال الانتقاء الجيد لموضوع الصورة.

ماهي الرسالة التي يمكن أن تقولها من خلال الصورة؟
الرسائل كثيرة وبالصورة يستطيع المصور التقاط ما يريد أن يوصله للآخرين، وذلك؛ لأنها توفر عليه جهد كتابة صفحه كاملة، بالإضافة إلى أن الصورة المعبرة تصل بشكل أسرع ويكون لها  تأثير كبير. والحمد لله استطيع أن أبعث رسائل كثيرة من خلال صورة واحدة.

صف لنا العلاقة التي نشأت بينك وبين الكاميرا؟
استطيع أن اصف العلاقة بيني وبين الكاميرا بأنها وطيدة، حيث أهرب لها دوما، حيث أجد أنها تترجم إحساسي وتجسده في صورة، كما أن هذه الآلة تستطيع أن توصلك لمن يفهمك من خلال صورك. فكم من صورة نقلت أحاسيسنا لعوالم لم نكن نعرفها، إلاّ بهذا السفير الصادق، فهو ينقل الواقع بدون تزييف أو كذب.

التصوير أصبح مهنة من لا مهنة له، حيث دخله كثير من الأشخاص، ما هو التأثير الذي يتركه هؤلاء على هذا الفن الجميل؟
اعتبر التصوير متعدد الأنواع، فهناك التصوير الصحفي وتصوير المناسبات وهو مادي بحت ولا أحبه. أيضا هناك تصوير توثيقي للمواقع والمناسبات والأشخاص وهو ضروري. بالإضافة إلى التصوير الفني؛ فالمصور يستطيع بواسطة الصورة بعث رساله تدوم عبر الأجيال وهو ما أميل له، ولكن في الآونة الأخيرة دخلت الماديات في التصوير فذهب الفن والإبداع، وأصبح الكل فعلا يصور، وانطلق كثيرون في عالم التصوير مع انتشار الجوالات وتصوير الديجتال، وفيهم المتميزون، ويبقى الحكم للمتذوق المتخصص إن وجد. 

للصورة القديمة وقع خاص حيث توثق لنا فتره زمنية جميلة، كيف استطعت أن توثق بها هذه المرحلة؟
لا شك بأن الصور القديمة تعطي دلالة على المكان وهي محببة لدى عدد كبير من المصورين، ويحرصون على اقتنائها والاهتمام بها، ولكنني لم اتجه لهذا الغرض من الصور تحديدا، فيهمني كثيرا تفاصيل التفاصيل في جمال الطبيعة والوجوه من خلال الاهتمام الأكبر في التقاط الموضوع بكل تفاصيله، وهو ما يشعرني بالفرح عند التقاط الصورة بالشكل الذي أرغبه.

هل أثرت التقنية الحديثة على التقاط الصورة؟ وإلى أي حد كان ذلك التأثير؟
من وجهة نظري أرى أنها أثرت تأثيرا إيجابيا؛ فحسنت الصورة واعطت للمصور القدرة على التقاط صور غاية في الدقة والروعة كنا نفتقدها في بداية امتهاننا للتصوير، كما ساعدت التقنية على إبراز الإبداع بصورة أكبر عند المصور، واعتقد أن التقاط الصور التي فيها إبداع هي ما تبين المصور الجيد من غير الجيد. بالإضافة إلى أن التقنية ساعدت على تلوين الواقع.

كلمة اخيرة تريد ايصالها؟
الفن والإبداع لا بد أن يجدا من يهتم بهما، ويجب أيخصص لهما أشخاص لديهم المعرفة والخبرة وحسن التعامل مع الجميع؛ حتى يحقق الفن رسالته ويستطيع الفنان أن يلمس التقدير لما يقوم به من عمل يشعره بأن المجتمع مهتم بما يقدمه. كما أو د أن اشكر صحيفة «آفاق» على هذه اللفتة الكريمة.
الازرقي