أميرة السُلمي: استجمعت شجاعتي وأخذت بزمام المبادرة حين رأيت الاحتياج لتمثيل جمال مملكتنا الحبيبة

تاريخ التعديل
أسبوع واحد أقل من يوم
أميرة السُلمي:  استجمعت شجاعتي وأخذت بزمام المبادرة حين رأيت الاحتياج لتمثيل جمال مملكتنا الحبيبة

 

من الخط العربي إلى القيادة: رحلة أميرة السُلمي في تعزيز الثقافة

"تطوعت مع النادي الطلابي السعودي بالجامعة، معانقة فرشاة الخط العربي لرسم أبجديات الجمال والعراقة، تلك اللحظات فتحت أبوابًا لثقافة لم تظهر كثيرًا في عدسات الغرب".

هذا ماذكرته لآفاق عضوة هيئة التدريس بالجامعة أميرة السلمي، خلال الحوار التالي.  

 

من هي أميرة السلمي ؟

أميرة خليف السُّلمي، عضو هيئة تدريس بالجامعة ومبتعثه لنيل درجة الدكتوراه في علوم الحاسب الآلي، وخريجة جامعة أم القرى بدرجة البكالوريوس في نفس التخصص، وخريجة جامعة الملك عبد العزيز بدبلوم عالٍ في التربية، أهوى الشعر والكتابة والخط العربي والرسم والتصوير والتصميم، ولي شغف بالعمل التطوعي وخدمة المجتمع،  نلت التكريم من جامعة فلوريدا تك الأمريكية كطالبة متميزة، وتقلدت مناصب قيادية وقدمت أعمالاً احترافية لاقت إشادةً واسعة كما حزت على التفوق الأكاديمي والبحثي والمجتمعي.

كيف كانت البداية؟

لطالما أحببت التأمل والانفراد بالذات للتعلم، حيث كانت قراءة الكتب والمقالات العلمية تشكل واحتي الهادئة، بعيدةً عن أصداء العالم، لكن غادرت منطقة راحتي لخوض مغامرة جديدة.

فتيل هذه القصة الفريدة ابتدأ بعام ٢٠١٩م، حين تطوعت مع النادي الطلابي السعودي بالجامعة، معانقة فرشاة الخط العربي لرسم أبجديات الجمال والعراقة، تلك اللحظات فتحت أبوابًا لثقافة لم تظهر كثيرًا في عدسات الغرب. وهنا أزداد شغفي عندما رأيت  أعين الطلبة الدوليين وانبهارهم وحبهم أكثر لثقافة مملكتنا الحبيبة وكان هذا ما أسعد قلبي وزاد ايماني بأهمية قوة الفن في بناء جسور من المعرفة والإعجاب بين الثقافات.

ماهي قصة  اللغة العربية في فلوريدا؟

شاركت في المساهمة لتمثيل اللغة العربية وابتدأت أدواري الصغيرة، متجذرة من عمق حبي للغة العربية، الشعر، وتراثنا السعودي الغني. تلك الاجتهادات الشخصية لم تكن لتتوقف عند حد، إذ أعقبها إلقاء قصيدة بمناسبة اليوم الوطني ٩١ في حفل ضم كبار الشخصيات من القنصلية السعودية بهيوستن والملحقية الثقافية السعودية، إلى جانب الطلبة وأسرهم. في تلك اللحظة لم تكن لمشاعري أن تظل حبيسة، فنطق لساني شعراً وتغنى بها وسط تفاعل مميز من الحضور.

وفي اليوم العالمي للغة العربية، تألقتُ على مسرح جامعة فلوريدا تك الأمريكية مقدمةً عرضاً يحكي عراقة اللغة العربية وتاريخها المجيد وأنواع الخط العربي، وذلك بلغة إنجليزية، مع المساهمة لصناعة لوحة خط عربي مهداة لمدير الجامعة، في حدثٍ حضره لفيف من ضيوف الجامعة والملحقية الثقافية السعودية والقنصلية السعودية في هيوستن، بالإضافة إلى الطلبة وذويهم".

ماهي التجارب المميزة الأخرى التي شاركتِ فيها؟

في منتصف عام ٢٠٢٢، رأى الكثير من الأصدقاء بي الإمكانات القيادية والمواهب فشجعوني بأن أكون رئيسة النادي الطلابي السعودي بجامعة فلوريدا والتي لم يسبق أن ترأستها امرأة من قبل لطلبة يفوق عددهم ٥٠٠ طالب سعودي/ة وذويهم، بل لم يكن فريقي المترشح سوى طالبتين أخريتين بسبب انشغال الطلبة وتعذر أوقاتهم للالتزام لانشغالهم بالدراسة، لا أخفي أربكني هذا كثيراً (لا بصيص للنجاح أبداً) وقد يحمل كاهلي ما لا يستطيع و(المسؤولية كبيرة) و (التحدي عظيم) وقراري بالتراجع هو الغالب.

ولكني كمبتعثه سعودية، استجمعت شجاعتي وأخذت بزمام المبادرة حين رأيت الاحتياج لتمثيل جمال مملكتنا الحبيبة بكل حب وسلام في آفاق الحرم الجامعي ببلد الابتعاث".

وصادف في نفس يوم تقليدي لرئاسة النادي الطلابي السعودي أن عرض علي الأستاذ الجامعي المشرف على النادي الطلابي للحاسب الآلي بجامعة فلوريدا تك بأن أكون رئيسة للنادي الطلابي للحاسب الآلي، وحينها أخبرته بأني أصبحت "رئيسة" للنادي الطلابي السعودي، فأجاب: (لقد أحسنوا الاختيار) وظننت أنه سيعفيني من المهمة إلا أنه لم يفرط في تواجدي ورشحني بأن أكون نائب رئيس للنادي الطلابي للحاسب الآلي بالجامعة، وسعدت جداً بثقته وترشيحي لهذا الدور ووجدت أنها فرصة مميزة لمجالي العلمي والبحثي".

كما بدأت الاستعداد لهذا الاحتفال الوطني العظيم منذ أكثر من شهر بجهود شخصية بلا دعم مادي ومع عدد من العقبات الأخرى كقلة عدد المتطوعين وانشغال الكثير بالمهام الدراسية، ورغم كل هذه الصعوبات ليس لهذا الاحتفاء إلا أن يكون. حيث ظللت أعمل لثلاثة أيام متتالية قبيل الاحتفال بأوقات نوم أقل من ٤ ساعات يومياً، وبفضل الله كان ذاك اليوم وكأنه العيد وبات كل التعب في طي النسيان حين رأيت جموع الطلبة وأطفالهم قادمين، أطفالهم الذين اكتست وجهوهم ابتسامات الفرح".

هل القوى الناعمة لها تأثير أعمق في بلاد الابتعاث؟

الاحتفاءات الرائعة التي نقيمها في الحرم الجامعي لها البصمة المميزة لتعزيز الفهم الثقافي بنقل صورة إيجابية وجذابة لمملكتنا الحبيبة، ومن خلال أدواري التطوعية السابقة، آمنت بمدى تأثير القوى الناعمة وسعيت لتسليط الضوء على جمال الفنون والتراث والثقافة السعودية، فكانت موهبتي كرسم الخط العربي لها الأثر الفعال، بالإضافة لعدد من مواهبي التقنية الأخرى كتصميم الفيديوهات، حيث سبق أن حزت على جائزة المركز الرابع لصناعة الأفلام الوثائقية في اللقاء العلمي للمؤتمر العلمي الثالث لوزارة التعليم عام ٢٠١٢م، بالإضافة إلى الدورات التطوعية التي قدمتها بجامعة أم القرى لتعليم الاحتراف تصميم الفيديوهات آن ذاك.

فقد وظفت ذلك لإخراج فيديوهات للمناسبات لتصل لأبعاد مداها أوسع لمن يحظى بفرصة الحضور كفيديو احتفال يوم اللغة العربية الذي وصل لآفاق أوسع، ورصدت الجامعة الأميركية كل تلك الجهود الحثيثة والتميز الباهر بالعمل الاحترافي، فتم ترشيحي لجائزة الطالبة المتميزة وكما قدموني للفريق الإعلامي للجامعة لنشر مقالة تشيد بهذا التميز.

كلمة أخيرة؟

أتقدم بجزيل الشكر لمملكتي الغالية، السعودية، وقيادتها الرشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، وكذلك الشكر لوزارة التعليم وجامعة الملك خالد على دعمهم اللامحدود. ولا يسعني إلا أن أعرب عن امتناني العميق لأسرتي وأصدقائي المقربين الذين كانوا سندي في هذا الإنجاز. وشكر خاص لسعادة السفيرة ريما آل سعود لتشجيعها المستمر لنا كمبتعثين ببلد الابتعاث".