التدريب بـ «علم النفس» يرتقي بالطلاب لمستوى الاستقلالية في ممارسة الخدمة الاجتماعية

إعداد: الطالبة جوهرة الشهراني
وعضو هيئة التدريس في قسم علم النفس أ. ندى العمري
يعرف التدريب الميداني بأنه مجموعة من المهارات والخبرات التي يتم تقديمها إلى الطلاب ضمن إطار مؤسسي أو ضمن أحد مجالات الممارسة، بحيث يتم إكساب المعرفة بشكل واع ومقصود، بهدف نقل الطلاب المتدربين من مستوى المعرفة المحدود، من حيث المهارات والاتجاهات والفهم إلى مستوى أفضل يمكنهم من ممارسة الخدمة الاجتماعية بشكل مستقل في المستقبل. كما أن التدريب الميداني يمثل العمليات التي تتم من خلالها ممارسة الأعمال الميدانية باستخدام مجموعة من الأسس، وذلك بهدف مساعدة الطالب على اكتساب المعارف المختلفة والخبرات والمهارات الفنية. بالإضافة إلى تعديل السمات والسلوكيات الشخصية لديه، بحيث يساهم ذلك بشكل كبير في النمو المهني للطالب من خلال الربط بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي. بالإضافة إلى الالتزام التام بمنهج تدريبي يتم تطبيقه في مؤسسات معينة، مع ضرورة وجود إشراف مهني وأكاديمي على الطالب.
أهمية التدريب
يعتبر التدريب الميداني ذا أهمية كبيرة لبرنامج إعداد الطلبة، ونذكر فيما يلي أهمية وفوائد التدريب الميداني:
• يمثل التدريب الميداني مجال الخبرة الأول للطالب، من خلال تطبيق ما تعلمه في البيئة الحقيقية والواقع.
• يعطي للطالب فرصة التعامل مع مختلف الضغوط التي قد يواجهها ويتعرض لها عند الانخراط في سوق العمل.
• يساعد الطالب على تطوير مدى فهمه لإجراءات العملية التعليمية.
• يعزز مهارات التعليم الفردي لدى الطلبة.
• يتيح للطالب فرصة للتفاعل والتعاون مع المعلمين والمدربين ذوي الخبرة في مجال العمل. 6- يمنح الطلبة مستوى عال من الشعور الإيجابي والرضا نحو المهنة التي يرغبون فيتعلمها.
• يساعد الطالب على فهم احتياجات وخصائص الفئة التي يعمل معها ومعرفة الأدوات والوسائل التعليمية المستخدمة مع هذه الفئة.
• يعتبر التدريب الميداني وسيلة فعالة لمساعدة الطالب على اكتساب قدرات ومهارات جديدة لم يكن يمتلكها، حيث تمكن هذه المهارات الطالب من توسيع مفاهيمه وتعديل اتجاهاته وترسيخ قدرته على الابتكار والإبداع والتجديد.
• يربط بين الجانب النظري والجانب العملي من خلال مساعدة الطلبة على المرور بالخبرات المخططة والمبرمجة سواء كانت تربوية أو اجتماعية أو ثقافية.
• التدريب الميداني يسهم في تنشئة الطالب على حب العمل المفيد والنافع للمجتمع، وتقدير قيمة التفاعل والارتباط المشترك مع المجتمع الذي يوجد فيه، وذلك من خلال التعرف المباشر على الثقافات المختلفة والبيانات التي لم يجد الفرد تفسيراً لها في المناهج التعليمية.
أهداف التدريب
يبنى التدريب الميداني للطالبات في مرحلة البكالوريوس بقسم علم النفس على أساس مجموعة من الأهداف التي يجب تحقيقها وهي كما يلي:
• تدريب الطالبة على استخدام عدد من أدوات التشخيص السيكولوجي الهامة ووسائل جمع المعلومات كالاختبارات والمقاييس النفسية والملاحظة والمقابلة ودراسة الحالة.
• تدريب الطالبة على مهارات تفسير وتحليل النتائج المستخلصة من أدوات جمع المعلومات.
• تدريب الطالبة على مهارات تطبيق بعض الاختبارات الإسقاطية المعتمدة على الرسم وتصحيحها وتفسيرها.
• تدريب الطالبة على التشخيص الدينامي من خلال نتائج الاختبارات الاسقاطية التي تم استخدامها وغيرها من أدوات جمع المعلومات عن الحالات.
• تدريب الطالبة على إعداد وتنفيذ وتقييم برنامج إرشادي متكامل (سواء كان فردي أو جماعي).
• تدريب الطالبة على مهارات إعداد دراسة حالة متكاملة على احدى الحالات الطرفية (كما ظهرت من نتائج تطبيق أدوات التشخيص السيكولوجي) من بداية التشخيص حتى انتهاء البرنامج الإرشادي وكتابة التقرير النفسي الختامي.
• تدريب الطالبة في مجال علم النفس الإيجابي كالموهبة والإبداع وآليات الاكتشاف وطرق التنمية.
• القيام بالدور التوعوي كتنفيذ حملات توعية للمستفيدين في المؤسسات التدريبية من أخطار التدخين، والإسراف في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً التوعية بالعادات الغذائية السليمة، وطرق التنشئة الاجتماعية الصحيحة لأولياء الأمور، وكيفية التعامل مع مشكلات الأطفال والمراهقين.
آلية تنفيذ وتقييم التدريب
يقوم التدريب الميداني بقسم علم النفس بصفة أساسية على تدريب الطالبات في عدد من الجهات الرئيسية وهي: مدارس التعليم العام، مستشفيات الصحة النفسية، مراكز التأهيل الشامل، مؤسسات التربية الفكرية، جمعية الأطفال المعوقين، جمعية الجنوب.
ويحدد لكل طالبة مشرفة من قسم علم النفس ومشرفة من الجهة التي سيتم تدريب الطالبة بها، وتكلف لجان من قسم علم النفس بنهاية كل فصل دراسي لتقييم الأعمال المهنية التي انجزتها الطالبات خلال فترة تدريبهن.
مراحل برنامج التدريب
يعتمد برنامج التدريب الميداني بالقسم على مراحل محددة متمثلة بالآتي:
• مرحلة التدريب على عمليتي التشخيص وجمع المعلومات.
• مرحلة التدريب على تطبيق الاختبارات الاسقاطية والتشخيص الدينامي للحالات.
• مرحلة التدريب على إعداد وتنفيذ وتقييم برامج الإرشاد النفسي.
• مرحلة التدريب على إعداد دراسة حالة مكتملة العناصر.
• مرحلة التدريب في احد مجالات علم النفس الايجابي، كالموهبة والابداع وتنفيذ حملة توعوية لتثقيف المستفيدين.
دور المشرفة
يتلخص دور المشرفة على التدريب بقسم علم النفس في ما يلي:
• متابعة حضور الطالبات وانتظامهن خلال فترة التدريب الميداني.
• متابعة تنفيذ خطة التدريب الميداني التي وضعت من قبل القسم مع الالتزام بالمخطط الزمني لتنفيذها.
• توجيه الطالبات لأوجه القصور لديهن.
• تقديم الدعم العلمي والفني المناسب لكل طالبة حسب المراحل المطلوب تنفيذها.
• كتابة التقارير بشكل مفصل ومستمر ورفعها لإدارة القسم والتدريب الميداني.
• وضع درجات للطالبة حسب نماذج محددة لكل مرحلة بالتدريب الميداني، بحيث يكون تقييم المشرفة من القسم تقييما مستمرا على كل مرحلة على حدة وليس تقييما ختاميا.
سارة الملاح: التدريب علمني الصبر ولغة الجسد واحترام المواعيد
اسم المتدربة: سارة سليمان الملاح
التخصص: علم نفس، المستوى الثامن
الجهات التدريبية: مدرسة الثانوية الأولى
في وادي بن هشبل
أهداف التدريب
الهدف من تدريبي في المركز هو تطبيق عملي ميداني للدراسة النظرية، ورؤية مدى فهمي واستيعابي لتخصص علم النفس، ومدى قدرتي على تفعيل مهارتي لخدمة المجتمع، وأخذ خطوة أولية لمعرفة ما يحتاجه المجتمع، وأقوم بتعزيزه وتحويل النقص لاكتفاء إيجابي ومشرق في المستقبل.
فوائد التدريب
ساعدني التدريب الميداني على اكتساب عدة أمورفي مرحلة تطبيقي الميداني في الإرشاد الطلابي، اكتسبت الكثير من المهارات منها: احترام المواعيد بشكل جدي، وفهم ومدى أهمية السرية، والحيادية مع مشكلات الطالبات، والأهم تعزيز حب الوطن والانتماء له، وتحفيز الطالبات على العلم وإكمال الدراسة، وطلب العلم وعلى معرفة رغباتهم واحترام رغبات الآخرين، واحترام فئات المجتمع سواء كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو العاديين، أوالموهوبين.
ومن أفضل المهارات التي تعلمتها، الصبر، واختيار لغة الجسد السليمة لجعل الطرف الآخر مرتاح البال.
صعوبات
واجهتني خلال التدريب الميداني بعض الصعوبات، حيث كان لدي صعوبة في بداية التدريب من ناحية التعامل مع الطاقم الإداري الذي يعمل معي، بسبب الخجل والتوتر الذي أشعر به، ولكن مع الوقت استطعت التغلب على هذه المشاعر، وكونت علاقات جميلة وراقية جدا.
وأيضا واجهتني صعوبة في التعامل مع الحالة السريرية الأولى فقد انتابني التوتر لكن مع الوقت والممارسة، وفهم الاستراتيجيات، أصبحت الأمور سهلة، وبإمكاني مساعدة الحالة، وفهمها، وتقديم العلاج السلوكي الصحيح.